
سقوط صهر الرئيس
كتب حسن عصفور/ أخيرا قرر المرشد الأعلى في إيران إصدار أوامره للرئيس الإيراني لإقالة صهره رحيم مشاني ، الذي عينه نائبا أول للرئيس في مخالفة سياسية لا تنسجم مع إطلاق التصريحات حول ' النزاهة' و' الاستقامة' التي أشاعها الرئيس وفريقه داخل بلاد فارس وخارجها ، هذه الإقالة تشكل ضربة شخصية لنجاد والذي تجاهل كل الملاحظات التي سجلها فريق ' المحافظين' قبل ' الإصلاحيين ' على هذا التعيين ، واعتبرته كل الأطراف تحديا غير مقبول من نجاد للوضع القائم خاصة وسط هذه الاضطرابات التي تعصف بإيران نظاما وحكما .
تعيين مشاني نائبا للرئيس وهو صهر الرئيس شكل استفزازا للغالبية المطلقة من الإيرانيين كونه يجسد تجسديا صارخا ' تعيين منفعة وولاء' وليس تعيين كفاءة وخبرة وهو بذلك يعيد أن الخيار يبدو لأهل الثقة وليس أهل الكفاءة والخبرة ، ولقد شكل تجاهل نجاد لانتقادات معسكره وحلفائه لهذا التعيين استهجانا غير مسبوق من نجاد رغم حاجته لهم في معركة تثبيت شرعيته المهتزة جدا رغم ثقل المرشد الأعلى وضعه في كفة نجاد ، ما أجبره على الأمر بإقالة مشاني ' بالأمر المباشر' .
ولكن هل فقط تعيين نجاد لمشاني يأتي انطلاقا من المصاهرة التي تجمع بين الطرفين ، وهل اعتراض ' الفريق المحافظ' على هذه الصلة فحسب ، أم هناك أسباب سياسية تقف وراء هذا الاعتراض ، من المعروف أن السيد مشاني قد أعلن قبل فترة زمنية ، وخلال معارك نجاد ضد الصهيونية وإسرائيل ودعواته بإزالتها من الوجود ، خرج السيد مشاني بأغرب تصريح يأتي من بلاد فارس على لسان أحد أركان الحكم ليقول بأن الشعب الإسرائيلي صديق لإيران ، ولا يكن له العداء كما يحاول البعض ترويج ذلك .
التصريح في حينه تسرب بهدوء ولم تتوقف أمامه وسائل الإعلام بما يستحق من اهتمام سياسي ، ليس فقط لما به من انقلاب تجاه العلاقة مع إسرائيل ولكنه وفقا لشخص القائل وموقعه وعلاقته بالرئيس الإيراني نجاد العائلية والسياسية ، وجاء التصريح رسالة من ' فريق الرئيس ' إلى الأوساط الدولية بأن هناك ما هو مختلف عن كلام نجاد في فريقه بل هي رسالة لقراءة بعض كلام نجاد بطريقة أخرى ، ولكن إسرائيل وإعلامها لم يرغب في استقبال الرسالة ' المشانية' ، وأصرت على سماع أقوال نجاد لحساب خاص في مشروعها العدواني ، حيث تخدمها أكثر من 'عقلانية' مشاني .
لذلك جاء التعيين الجديد لبقاء قناة ' خاصة ' يمكن أن تشكل فائدة في لحظة معينة لنجاد وفريقه ، ولكن فتح ملفه السياسي والشخصي من قبل الإصلاحيين وضع المحافظين في وضع حرج جدا ، خاصة وهم يبنون حربهم الخاصة بعد الانتخابات على مقولة ' التدخل الغربي الأمريكي الصهيوني' ، وهو ما يهتز كثيرا أمام وجود مشاني نائبا أول لنجاد حيث من حقه أن يراس الحكومة في غياب الرئيس .
ربما يفتح ملف مشاني ملف بعض ' النجاديين ' لقراءة الوضع في بلاد فارس بعيدا عن ' وهمه الخاص ، أن يروه كما هو بلد يبحث مصلحته الخاصة قبل أي شيء آخر.
التاريخ : 22/7/2009
أخبار محلية

"بيت مال القدس" تشارك بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
اللجنة الشعبية للاجئين بالبريج تحي ذكر النكبة والنكسة وتأسيس المنظمة في مهرجان ثقافي وفني
-
"الديمقراطية": وفاؤنا لشهدائنا وشهداء الشعب الفلسطيني بمواصلة النضال حتى العودة وتقرير المصير والاستقلال
-
التجمع الإعلامي الديمقراطي: رحيل الزميل فتحي طبيل خسارة نقابية كبرى للإعلام الفلسطيني
-
إحصائية حركة السفر عبر حاجز بيت حانون خلال الأسبوع الماضي