
سقوط العمل درس للتاريخ...
يبدو أن أبرز ما أنتجت انتخابات إسرائيل ذلك السقوط التاريخي للحزب التاريخي والمؤسس والحاكم بأمره طوال ما يقارب 30 عاما ، وشريكا مهما في الحكم طوال 60 عاما ، هذا الحزب الذي قاده شخص اعتقد أن جرائم حربه في غزه ستمنحه قوة دفع جديدة بعد مؤشرات سقوطه المبكرة ، ليكتشف أن جريمته تلك لم تعطيه سوى ما يستحق ، سقوط تآريخي لرجل يمتلك من الغطرسة لا يملكها غيره ، رجل كان له الفضل الأكبر في تدمير كل أمل بصناعة سلام ، رجل أسس لحرب تدمير الكيانية الفلسطينية واغتيال رمز الوطنية الفلسطينية المعاصرة ياسر عرفات ، حزب العمل مع براك فقد لونه وطابعه ، يعيش الماضي والذكريات أكثر من رؤية الحاضر والمستقبل .
درس سياسي مهم لمن يبحث في دفاتر الماضي بدل أن يعمل من أجل الحالي ، درس لمن لا يبحث تجديدا ولا تغييرا ولا تنشيط قواه ويركن ظهره على حائط الذكريات ، ولعل هذا الدرس والرسالة تذهب إلى بعض قوى الشعب الفلسطيني علها تأخذ العبرة منها ، وربما حركة فتح قبل غيرها تعيد قراءة هذه الرسالة ففيها الكثير الذي يجب ملاحظته ورؤيته والتعامل معه ، إن كان هناك قدرة ورغبة في الذهاب للمستقبل أكثر من البقاء في ذكريات التاريخ.
التاريخ : 11/2/2009