
حذار من فخ ' أمريكي '..
كتب حسن عصفور/ بدأت ألغاز يهود براك الخاصة بالتلاعب في البحث عن أساليب ترضية الإدارة الأمريكية فيما يخص المجال الاستيطاني ، وتحاول وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية إبراز بعض ما تعلنه الحكومة الإسرائيلية من كلام وكأنها استجابة للرغبة لما طلبته واشنطن منها ، ولا يجوز التغافل عن هذه المسألة ومدى استخدامها في الضغط على الطرف الفلسطيني ولاحقا العربي.
فواشنطن بعد استكمالها التشاور مع مختلف الأطراف ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي تستعد الآن لبلورة ' رؤيتها الخاصة' للتسوية وصناعة السلام ، وهي تحاول وضع أسس تتجاوز ما تم الاتفاق عليه عربيا من خلال ربط التوقف الإسرائيلي عن المضي بالنشاط الاستيطاني مقابل إحداث اختراق في العلاقة العربية الإسرائيلية تؤدي لفتح أبواب التعامل مع إسرائيل وفق مقومات تطبيعية خاصة.
تركز واشنطن بداية على جذب الطرف الفلسطيني مجددا إلى مسار العملية التفاوضية التي أوقفتها الشرعية الفلسطينية استنادا لاستمرار النشاط الاستيطاني وأيضا تهودي متفاقم في مدينة القدس ما بات يشكل خطرا جديا ليس فقط على الأرض والإنسان في هذه المدينة ذات الوضع الحساس ، بل هناك نوايا لم تعد خافية تستهدف التطاول على المقدسات الإسلامية وفي الأساس المسجد الأقصى ، ويبدو أن مخاوف الرمز الخالد ياسر عرفات حول تهديد الحرم القدسي وإعادة بناء ' هيكل سليمان ' باتت تلوح في الأفق ، إذا لم تكن هناك حملة جادة وذات مغزى وبكل السبل المتاحة بما فيها الحركة الشعبية التي تحتاجها القدس قبل غيرها .
واشنطن تضغط الآن نحو إعادة اللقاءات التفاوضية الفلسطينية الإسرائيلية لكسر حالة الإرباك الذي تواجهه خطتها ، دون أن يكون هناك موقف إسرائيلي واضح وحاسم من النشاط الاستيطاني والتهويد أولا وثانيا ما زال هناك هروب واضح من تحديد الالتزام بأسس العملية التفاوضية وما تم الاتفاق عليه سابقا ، وهذه ليست شروط مسبقة كما حددها الرئيس محمود عباس ، لكنها التزامات لا بد منها والعودة إلى التفاوض دون تحديدها يعني عمليا الدخول في متاهة وحالة من ' التوهان' السياسي ، ولعل إصرار الطرف الفلسطيني على هذا الموقف ودون التراجع أمام ضغوط واشنطن سيجبر واشنطن لاحقا للتجاوب بشكل ما مع الموقف الفلسطيني ، ويجب عدم الخضوع لابتزاز قد يبرز من هنا أو هناك أو استخدام الانقسام أو اللعب بورقة حماس وإظهارها البديل الممكن للتجاوب مع بعض المسائل تحت ذرائع متعددة .
الفترة القادمة حساسة جدا ولكنها تحتاج يقظة سياسية من نوع خاص تراعي المصلحة الوطنية دون إرباك.
التاريخ : 25/8/2009