بين 'نووي' القذافي و' عطش' الفلسطيني و' إشاعة الرئيس'

تابعنا على:   14:53 2014-12-13

 كتب حسن عصفور/ لنتجاهل مؤقتا ما تم نشره مساء أمس وصباح اليوم ، عن ' إشاعة' تهديد الرئيس عباس بعدم الترشح لمنصب الرئيس فيما هو قادم من انتخابات، التجاهل ليس ' هروبا' من تناول موضوع بهذه الحساسية ، بل هو ' احترام' لما صدر من نفي واعتبار ذلك ' إشاعة إسرائيلية' يراد بها خلق بلبلة في الصف الفلسطيني ، علما بأن كل أسباب ذلك تشير أن ' غضب الرئيس' فاق ' صبره المعهود' مع الإدارة الأمريكية التي تعمل موضوعيا لإنهاك قوى الرئيس لصالح خصومه بأشكال عدة ، ليس آخرها ' الضغط' الهائل على الرئيس عشية توقيع الوثيقة المصرية كي تدفعه لرفضها ، لكنه أصر على التوقيع  متعاكسا كليا مع ما تريده واشنطن ، ولو فعل ذلك لوقع في ' المحظور السياسي' ولدخل ' نفق أمريكي مظلم جدا ' يريد تهيئة الأجواء لمنع أي ضغط على حركة حماس وغحراجها بعد ذلك.

كل ما سبق ' الإشاعة' من سلوك وقول من الرئيس يعبر عن حالة 'تعاكس' مع الرغبة الأمريكية ' والتي تعيد صياغة موقفها السياسي وفقا لركيزتين :  الأولى عدم السير قدما فيما تحدث عنه أوباما بداية ' الصعود ' واعتباره ' طيش شبابي' بعدم التصادم مع إسرائيل ، والثانية إعادة ترتيب العلاقة مع حركة حماس ، في سياق رؤية المخابرات الأمريكية الجديدة للاعتماد على قوى ' الإسلام السياسي' في بعض حرب أمريكا ضد ' الإرهاب ' ، إلى جانب أن وجود حماس ' قوية في قطاع غزة' تريح أمريكا من طرح رؤية للسلام تعهد بها أوباما لكنه بدأ غير قادر عليها راهنا ، فلجأ لاستخدام ' قوى الاحتياط ' المتواجدة للاختباء خلفها ..وليس خيرا من ' المحمية تلك.

لنعتبر أن ' غضب الرئيس' هو تعبير سياسي لن يصل إلى مستوى اتخاذ قرار كما أشيع ، وبالمناسبة قد تشجع واشنطن هذا السلوك ، بل ربما تريده تماما لكي تخلق حالة إشكال جديد في صفوف حركة فتح بثوبها الجديد ، فمن لا يريد ' الحل السياسي' الشامل لن يجد بديلا سوى تشجيع كل ما يثير الاضطرابات والإشكاليات الداخلية ، لذا فواشنطن وتل أبيب ستفعلان كل ما هو متاح في المرحلة المقبلة لفتح ' شهية ' الخلافات والتباينات الداخلية الفلسطينية ، وسيكون للإشاعة دورها في ظل وجود إعلام ' الفتنة ' منطلقا من ' أرض القاعدة العسكرية' مرورا ببعض ' مناطق ' التهاجر ' العربي وصولا إلى ' محمية غزة .. وتعود إلى شريك ' صناعتها ' في تل أبيب لتعيدها بلسان عربي ، وليس عبري..

لنترك جانبا تلك ' الإشاعة' فهي لن تكون الأخيرة ، ولها وغيرها مساحات تناول أوسع لاحقا ، لكن المثير جدا وسط ' أخبار الرئيس ' تلك ، ما جاء في حديث مثير ، كالعادة لملك ملوك أفريقيا العقيد معمر القذافي ( كم جميل أن لا يقوم العقيد بتغيير لقبه المحبب له ولنا) بأنه يحق للفلسطيني امتلاك السلاح النووي إذا لم يصلوا إلى حل قضيتهم وتصر إسرائيل على امتلاكه ، وللحق فالاقتراح مثير بكل مناحيه ، لكن هل يمكن لهم ذلك بعد الإعلان العام العربي بمنع امتلاك ' سلاح نووي' ، هل يا ترى انتهى الاحتلال الإسرائيلي وباتت ' دولة فلسطين' حقيقة سياسية مستقلة ' لم يعد ينقصها لا ماء ولا طرق ولا حصار ولا اقتصاد كارثي يعتاش يوما بيوم كأي بائع ' سجائر' على الأرصفة ، فإن لم يدفع الواعد فلن يكون هناك رواتب لمئات آلاف الأسر .. اقتراح مثير  ربما كونه اعترافا بأن الفلسطيني قد يكون تعويضا عن ما لا يستطيعه غيرهم ..

وبذات التوقيت تطرح منظمة العفو الدولية ' أزمة المياه الخانقة ' التي تواجه الفلسطيني داخل أرضه بعد سرقة مياهه من إسرائيل لتحرمه منها مرتين .. وحصار غزة لتصبح كلمة ' المياه' تعبير ينطبق على أشياء غير أصل الكلمة .. هل يمكن دراسة تقرير منظمة العفو والعمل على إيجاد سبيل لشرب المياه كي يذهب الفلسطيني بعدها لامتلاك ' السلاح النووي' ..

ملاحظة : ما زال ' الجمهور يسأل ماهو موقف د. عزيز دويك من خطاب مشعل الدمشقي وكذا من شرعية الرئيس .. حتى الساعة لم يشرح مشعل لماذا لا تخدم الانتخابات المصالحة .. وأيضا ما هي 'المصالحة المشعلية' المقصودة هنا.. مع المحبة طبعا..

التاريخ : 27/10/2009  

اخر الأخبار