أردوغان جريحا

تابعنا على:   10:01 2014-12-13

د.رفعت السعيد

تتوالى النكبات على العثمانى الإخوانى الذى عاش حلم الخلافة. وبعد أن أعلن عبدالله جول نظرية صفر مشاكل، نجد أردوغان الآن وقد أحاطته مشاكل متلاحقة. فهو إذ تهيأ لوضع عمامة الخلافة على رأسه مستندا إلى مرسى- الغنوشى- مشعل، قرر ألا يهتم بعلاقته الأوروبية بزعم أن اقتصاده أقوى من أن يلحق بالسوق الأوروبية، والحقيقة أنه إذ تتلمذ على فكر حسن البنا اعتبر أن الغرب وحضارته هما رمز نصرانى يدعو للإباحية واللاخلق وهما نقيضان للحضارة الإسلامية، ومن ثم فإنه كخليفة يجب أن يتمايز بما يناهض الحضارة الغربية.. لكن عقد الرؤساء المتأسلمين انفرط واحدا بعد الآخر، ومرسى الذى منح لأردوغان كل ما أراد سواء فى الاقتصاد أو السياسة، طرد. والغنوشى، هزم. ومشعل لا يجد لنفسه مخرجا فسقطت عمامة الخلافة قبل أن يتسلطن بها أردوغان، وداعش التى شجعها أردوغان تمددت وأعلن أميرها خلافته باسم أبوبكر البغدادى فسد عليه الطريق. فالإسلام لا يعرف خليفتين، فالخليفة مطاع وبيعته أبدية فإن أتى من ينازعه يضرب بحد السيف. والإخوان المسلمين فى سوريا الذين سلحهم ومولهم ودربهم وشحنهم بوهم خلافته انهاروا هم أيضا، وتأزم الوضع فى سوريا بحيث بدأت طموحاته السورية فى الانهيار.

والأكراد الذين اضطهدهم أردوغان ولم يزل، يتسلحون بحكم الأمر الواقع بأسلحة ثقيلة ويزدادون قوة ويتلاحمون أيضا مع أكراد سوريا فيتحولون كأمر واقع إلى مشروع دويلة كردية. والمشاريع التى طمح إليها فى التحكم فى المفاصل البحرية للمنطقة تنزلق من يديه، فباب المندب ضاع، وطريق خليج السويس الذى مكنه مرسى منه يغلق وبذلك تفشل مشاريع عدة، أهمها مشروع نقل الحاويات من دمياط مباشرة لخليج السويس دون المرور بقناة السويس. ومصر التى أتاها يوما غازيا مع مائتى حارس وسيارات مصفحة وغزا بهم مبنى مجلس وزراء مصر واحتلوه ليرهبوا حتى الوزراء، تطرد مرسى وتحاكمه وتنهض وتتحول إلى عنصر فاعل فى المنطقة وخاصة فى البحر المتوسط،

إذ تتحالف مع اليونان وقبرص لينشأ مثلث قادر على حماية مصالح الدول الثلاث فى غاز مياهها الإقليمية، وهناك علاقات جدية مع إيطاليا وفرنسا. وهكذا تفلت مصر وسوريا وتونس من قبضة أوهامه. وحمله التضليل بالترويج للمنتجات التركية باعتبارها رمزا للنهوض الإسلامى وأن تشجيعها تشجيع لنهضة إسلامية تذوب ولا يبقى لها أثر، وحتى المسلسلات التركية تختفى أو تكاد.. وهكذا يقف أردوغان وحيدا ليتلقى الطعنات من الجميع وحتى أحيانا من سادته الأمريكيين، وحلفائه المتأسلمين، ولكن ذلك يتعين ألا يدفعنا إلى الطمأنينة بل العكس فأردوغان الجريح سوف يندفع فى اعتقادى لحماية نفسه، عبر أعمال قد نعتبر نحن أنها جنونية لكننى أخشى أنها قد تحدث فقد يندفع بقواته إلى سوريا، وقد يستخدم النتوء التركى العميل فى قبرص فى حشود تندفع ضد قبرص. وسوف يسعى بالقطع لمزيد من التآمر على مصر ورئيسها الذى وبوداعة هادئة يصفعه الصفعة تلو الأخرى. فاحذروا فإن أردوغان الجريح والمهزوم قد يرتكب حماقات غير محسوبة فاستعدوا لرد صاعق على جنونه، وبرد صاعق على إرهاب أتباعه فى سيناء أو على الحدود الليبية. اهزموه هنا وهناك، فى الحاضر والمستقبل فهو يستحق أكثر.

عن المصري اليوم

اخر الأخبار