بالفيديو: أدلة جديدة تظهر تعاون إسرائيل مع "معارضين" سوريين

تابعنا على:   15:20 2014-12-08

أمد/ الجولان: كشفت تقارير أعدّها مراقبو الأمم المتحدة في هضبة الجولان بالتعاون مع فريق عمل موقع "فايس"، خلال السنة ونصف السنة الماضيتين، تكثيف التعاون بين إسرائيل وبعض تنظيمات المعارضة السورية.

ووفق التقرير الذي نشره مراقبو الأمم المتحدة، عقد بين مطلع مارس (آذار) 2014 وحتى نهاية مايو (أيار)، 59 لقاء بين "المتمردين المسلحين" والجيش الإسرائيلي، تمّ خلالها نقل 89 جريحاً سورياً إلى إسرائيل، وإعادة 19 سورياً وجثتين إلى الجانب السوري.

وفي تقرير آخر، يعود إلى 12 سبتمبر (أيلول) 2014، أشير إلى أنّه منذ يونيو(حزيران)، وحتى أواخر أغسطس(آب)، جرت سلسلة من اللقاءات بين المسلحين السوريين والجيش الإسرائيلي قرب موقع المراقبة 85، تمّ خلالها نقل 47 جريحاً إلى الجانب الإسرائيلي وإعادة 43 سورياً بعد معالجتهم في إسرائيل.

وفي 28 أغسطس (آب)، اضطرت القوات الدولية إلى إخلاء موقع المراقبة 85، بسبب تدهور الوضع الأمني، ولم يعد بمقدور المراقبين تتبع اللقاءات بين المعارضة والجيش الإسرائيلي، لكن القوة الدولية تشير إلى أنها شاهدت لقاءات جرت بين الجانبين في هذه المنطقة.

ووفق التقرير، كشف المراقبون في مارس (آذار) 2014 عن لقاءات تجري بين الجنود الإسرائيليين والمسلحين السوريين بالقرب من موقع المراقبة الدولي رقم 85. وتبين، وفق الأمم المتحدة، أن هذا الموقع يقع على بعد كيلومترين إلى الشمال-الشرقي من كيبوتس "رمات مغشيميم" الإسرائيلي في الهضبة.

لقاءات

وجاء في التقرير أن قوات المراقبين شاهدت بين ديسمبر (كانون الأول) 2013 ومارس (آذار) 2014، عدة لقاءات بين قوات المعارضة السورية وقوات الجيش الإسرائيلي، كما شاهدت خلال فترة المعارك القاسية نقل الجرحى من قبل مسلحي المعارضة، من الجانب السوري إلى الجانب الإسرائيلي.

وفي 17 يناير  (كانون الثاني) شاهدت القوات الدولية، قوة من الجيش الإسرائيلي أثناء قيامها بتسليم ثلاثة أشخاص لقوات المعارضة السورية. وفي تقرير تم نشره في العاشر من يوليو (تموز)، أشار المراقبون إلى قيام قوات إسرائيلية بتسليم صندوقين إلى مسلحي المعارضة السورية.

ويشير التقرير الأخير الذي تم نشره في الأول من ديسمبر  (كانون الأول) الجاري، إلى لقاء مثير آخر بين جنود الجيش الإسرائيلي ورجال المعارضة السورية، في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، بالقرب من موقع المراقبة 80، على بعد ثلاثة كيلومترات من مستوطنة "يونتان" في الهضبة. ولاحظ المراقبون قيام جنديين إسرائيليين بفتح البوابة الحدودية لدخول شخصين من الجانب السوري إلى إسرائيل.

الجيش الإسرائيلي يداوي السوريين

وبحسب التقرير المنشور على موقع "فايس" فإن فريق عمل الموقع ذهب إلى مرتفعات الجولان المحتل للكشف عن حقيقة ما يحصل وتصوير الأحداث هناك للوقوف على ما تناقلته التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة.

ويورد التقرير أن "فريق العمل استطاع رؤية جنود الجيش الإسرائيلي وهم يداوون جرحى المقاتلين السوريين عند الحدود بين البلدين"، ويتابع التقرير "وعلى الرغم من أننا لم نستطع الحصول على تأكيد حول هوية هؤلاء الجرجى، إلا أن العديد من المتمردين الذين كانوا يتعالجون لدى إسرائيل كانوا من ذوي الشعور الطويلة، وهو أمر لافت لدى المجموعات المقاتلة المرتبطة بأعضاء جبهة النصرة".

وفي نقطة أخرى على الحدود السورية - الإسرائيلية، التقى فريق عمل "فايس" جريحاً آخر عرّف نفسه على أنه مقاتل في الجيش السوري الحر، حيث شدد على أنه يخطط للعود إلى القتال في الداخل السوري، وبالتعاون مع جبهة النصرة التي تقاتل في مرتفعات الجولان.

ويشير الفيديو المنشور من قبل الموقع، إلى أن المشاهد التي تم تصويرها ستظهر لاحقاً من خلال فيديو "الحرب المجاورة - The war next door".

دخول أشخاص غير مصابين

وخلافاً للتقارير السابقة، لم يشر التقرير إلى كون هذين الشخصين مصابين، وليس من الواضح لماذا دخلا إلى إسرائيل. ويعتبر هذا الحادث العيني مثيراً بشكل خاص، على ضوء ما يحدث في الجانب السوري من الحدود في تلك المنطقة تماماً. وجاء في تقرير المراقبين الدوليين أنه تم على بعد 300 متر من موقع المراقبة 80، إنشاء مخيم تسكنه 70 عائلة من المهجرين السوريين.

لكن الجيش السوري كان بعث في سبتمبر (أيلول) بشكوى إلى قائد القوات الدولية كتب فيها أنه يقيم في هذا المخيم "إرهابيون مسلحون يجتازون الحدود إلى إسرائيل"، وهدد بأنه إذا لم يتم إخلاء هذا المخيم، فسيعتبره الجيش السوري هدفاً مشروعاً للقصف.

وكانت العلاقة بين الطرفين بدأت في مارس (آذار) 2013، عندما نقلت إسرائيل جرحى سوريين لمعالجتهم في المستشفيات الإسرائيلية، وأقام الجيش الإسرائيلي مستشفى ميداني في هضبة الجولان.

إسرائيل: التنسيق يتم مع مواطنين وليس مع المعارضة

وفي حينه، بعث سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار جعفري، بشكاوى عدة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال فيها إنه في المنطقة الحدودية الفاصلة التي يعمل فيها المراقبون، يجري التعاون الواسع بين إسرائيل والمتمردين، واحتج على نقل المصابين من قوات المتمردين إلى إسرائيل، وعلى المساعدات التي تقدمها إسرائيل للمعارضة.

وادعت إسرائيل في البداية إن الجرحى الذين تعالجهم هم مدنيون يصلون إلى السياج الحدودي بمبادرة منهم، ومن دون تنسيق مسبق، وبعد ذلك، ادعى الجيش الإسرائيلي أن عملية نقل الجرحى تتم بالتنسيق مع مواطنين سوريين وليس مع قوات المعارضة.

لكن تقارير المراقبين الدوليين تكشف بالذات وجود اتصالات مباشرة بين الجيش الإسرائيلي وبعض المسلحين في المعارضة السورية. ويكشف المراقبون في تقارير عن حالات تعرض فيها نشطاء المعارضة إلى الإصابة وتم نقلهم إلى إسرائيل بسيارات إسعاف رافقتها سيارات عسكرية إسرائيلية.

وأشار المراقبون إلى أنّه تم بين التاسع والتاسع عشر من نوفمبر  (تشرين الثاني) نقل عشرة جرحى من المتمردين، على الأقل، إلى الجانب الإسرائيلي وتسليمهم للجيش.

تاريخ المراقبين الدوليين على الحدود

يشار إلى أنّ قوة المراقبين الدوليين ترابط في هضبة الجولان منذ تشكيلها في عام 1974، كجزء من اتفاقيات الفصل بين القوات في الهضبة. وحتى عام 2013 كان ألف مراقب دولي يفصلون بين قوات الجيشين الإسرائيلي والسوري على امتداد "الخط البنفسجي" في الجولان.

لكن التصعيد العسكري خلال الحرب السورية، غير طابع عمل المراقبين خلال العامين الأخيرين وقام المراقبون بتحويل تقارير إلى الأمم المتحدة حول ما يحدث على الحدود بين إسرائيل وسوريا. ومرة كل ثلاثة أشهر يقوم الأمين العام بتجميع التقارير وتقديم نسخ عنها إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

اخر الأخبار