"الوطن والعام الجديد"

تابعنا على:   12:12 2014-12-08

عبداللطيف أبوضباع

أيام قليلة وتستقبل القضية الفلسطينيةعاماً جديداً-نتمنى- وتتمنى أن يكون أفضل من سابقه، بل إنها تأمل في تحقيق انفراجاً للكثير من ملفاتها الشائكة، إلا أن الأمنيات لا تقف عند ذلك فحسب بل تتعداها آملة تحقيق انعطاف إيجابي في مسار القضية وإستعادة حقوقها المسلوبة طالما أن أبواب الآمال في التحرر والتحريروالتقدم والازدهارمشرعة ومشروعة لدى الأمم والشعوب.
ولكن للأسف الشديد لا يبدو أن المؤشرات والأوضاع والوقائع على الساحة الفلسطينية تقود نحو تلك الآمال، ذلك أن أحوالنا اليوم لا تبشر بالخير على الإطلاق ، في ظل ما تعانيه الساحة الفلسطينية من انقسام وتشرذم للوضع القائم، وركود اقتصادي وفساد سياسي ولجم للحريات، ويبقى الوطن ممزقا تنخر فيه قوى الشر والدمار والفساد ، والمندسين وأصحاب الفتن ،البعض منهم يريد إلصاق التهم بغزة وتشبيهها (بداعش ) والبعض الاخر -بارع- في ترويج الاشاعات المغرضة والبيانات المدسوسة ، وما أضحكني بيان " داعش للكتاب " وتهديدهم! ، واليوم أصدروا بيان جديد يعتذرلنفس الكتاب! شر البلية ما يضحك .
ماهذه المراهقة الفكرية..؟كل القصة هي الادعاء بأن "داعش" لها وجود في غزة "هددوا أو اعتذروا " المقصود هو التأكيد على وجودهم ، جماعات لاوجود لها إلا في عقولهم وفي الاعلام والبيانات المدسوسة ،تماما كحركة " تمرد " ،منهم من يدعو للتمرد على ابناء شعبه ووطنه ،وبالتالي يتساوق -بقصد أو بدون قصد -مع أكاذيب الصهاينة وأفكارهم وخططهم ، ويظل الاستهداف المبرمج في الفكر الاستراتيجي الصهيوني مسلطا على الوطن وأبناءه دون استثناء يهدد مستقبلنا ومستقبل قضيتنا . نتمنى أن يتغير الى الافضل. ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه ...!

عندما تتجزأ الأقطار وتتفرق الشعوب وتستباح الأوطان وتستضعف الدول ويسود العدو وتشتعل المواجهة بين أبناء الوطن الواحد ، فلن تقوم قائمة لأي أمة تراكمت عليها مثل تلك النكبات، وستكون النهاية وخيمة بل أنها ستكون أدهى وأمر على أبناء الأمة في المستقبل المنظور، هذا هو ما يجب أن يفكر فيه صناع القرار العربي وصناع القرار الوطني اليوم قبل أن تمضي رياح الشر على ما تبقى من مزايا قوية منيعة ما زالت حتى الآن متوفرة، إنها إذن الإرادة والعزيمة الصادقة لتوحيد المواقف، والصفوف ، لاخيار أمامنا في العام الجديد إلا التجديد وهذا حق لنا ، علينا أن ننتزعه وعلينا ان نتكاتف ونتعاضد ونلتف جميعا ونقف وقفة رجل واحد مع الوطن .

علينا أن نحافظ على النسيج الوطني الفلسطيني وأن نعزز قيم الترابط والتلاحم والتكاتف بين أبناء الوطن في الداخل والخارج ، علينا طرح رؤيتنا المستقبلية للمشروع الوطني الفلسطيني وللقضية الفلسطينية وماهي الوسائل لتحقيقها،علينا جميعا العمل من أجل فلسطين والقضية الفلسطينية ،وهذا بعد التخلص من الجراثيم العالقة في جسد الشعب الفلسطيني ،علينا القتال وبشراسة من أجل حقوقنا وثوابتنا !

كل عام والقضية الفلسطينية بألف بخير وكل عام ونحن أقرب الى الحرية ياوطني .

اخر الأخبار