
منظمة التحرير: قطع الألسن وكسر الأيادي والعدل أساس الملك
د.كامل خالد الشامي
قرأنا قبل أيام قليلة في الصحف التهديد والوعيد الذي أصدره أحد قيادات منظمة التحرير بقطع لسان مقدم أحد البرامج في التلفزيون الفلسطيني لأنه وجه انتقادا لأحد أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية.وهذا أمر طبيعي وسياسة قديمة جدا ينتهجها أعضاء المنظمة في التعامل مع الشعب الفلسطيني فهم يصورون أنفسهم بالآلهة كلامهم يجب أن يكون مسموع ولا أحد يعترض ومن يعترض فهو مجرم ويستحق قطع لسانه وكسر يده ثم علي القضاء بعد ذلك أن يقتص منه.
هم من يريد الحديث بالطريقة التي تناسبهم وهم من يريد تمثيل الشعب بالطريقة التي يرتضونها وهم من يفاوض باسم الشعب وعلي الشعب أن لا يسأل علي ماذا يفاوضون, وهم من يحجز جنة عرضها السماوات والأرض لهم ولأولادهم وليس للشعب مكان فيها .
ولدي بعض الأسئلة للسيد عضو منظمة التحرير التي تدور في خلدي: السؤال الأول لماذا لم يتم تحرير فلسطين حتى الآن؟ ومنظمة التحرير أنشأت لغرض تحرير فلسطين, والسؤال الثاني هل الحديث والانتقاد وحرية الكلمة حكر عليكم؟ والسؤال الثالث :أين كنتم وكان بقية الأعضاء الكرام من حرب غزة؟ وكم تصريح تضامني صدر عن المنظمة مع غزة؟ألم تدفنوا رؤوسكم في الرمال عندما كنا نموت وتهدم البيوت علي أصحابها ؟
عندما يقوم عضو في المنظمة بالتصدي لحرية الرأي فهذا يعني أن أهداف المنظمة قد تغيرت, وهي تشتغل في الشعب ولي لها أهداف أخري,
دعني أبلغك يا سيادة العضو المحترم بأن أحد أعضاء منظمة التحرير رفض أن يوقع علي مبادرة شبابية لوقف الاستيطان خوفا علي بطاقة الشخصيات المهمة, ولا اربد ولست بصدد الحديث عن هذه الموضوعات.
إن حرية الكلمة لم تأتي منة من منظمة التحرير يا سيدي الكريم لقد قاتلنا من أجلها كثيرا وفقدنا ألاف الشهداء والجرحى والأسري, ولماذا تريد أن تعتدي علي هذه الحرية؟.
دعونا نفكر ونعبر دون خوف من المحاكم التي تحتاج إلي العدل, وعليكم أن تتركوا الساحة للشباب فهم أولي منكم بالقيادة,وانتم لم تفعلوا شيئا يخدمنا ويخدم قضيتنا, بالعكس لقد جلبتم لنا الحصار والدمار.
عليك أن تحضر إلي غزة لكي تحصي أعداد القتلى والجرحى والبيوت المهدمة , والمشردين والفقراء وجيوش الشباب الباطلين عن العمل والمستشفيات التي تغرق في النفايات والمياه الملوثة التي يشربها السكان, والحصار الذي قضي علينا جميعا ولم يترك لنا أمل نتمسك فيه.
وإذا كان العدل أساس الملك فأنا أعرف الكثير من اللصوص الذين يعلقون لوحات في مكاتبهم مكتوب عليها "هذا من فضل ربي".
[email protected]
كاتب وباحث