دكتاتورية السيد الرئيس الى اين..؟؟!!

تابعنا على:   17:43 2014-12-04

سميح خلف

اقتحام مبنى المجلس التشريعي من قبل امن السلطة وبأوامر من الرئيس ، يعكس حالة الدكتاتورية الصارخة التي يمارسها رئيس السلطة ضد مؤسسات وافراد، بل تحولت تلك الظاهرة الى سلوك الطغاه حيث يمارس الطغاه اهوائهم على انقاض مجتمع مدمر اقتصاديا وامنيا وسياسيا، فلا يبقى شغلا يشغل الطغاه الا ملاحقة كل من يسعى لتغيير هذا الواقع، فبالنسبة للطغاه أي عملية تغيير ومهما كان منسوبها فهي بالنسبه له تهدد وجوده وعرشه ورغباته، وهذا ليس مسموح به.

السيد الرئيس ترك المعركة الاساسية والاهم وهي بناء المجتمع والمؤسسات والافراد وذهب في عملية هروب للامام لتحقيق انتصارات معنوية تسجل له وليس للشعب الفلسطيني مالم يتم اكتمال هذا التحرك الخارجي بالابناء الاساسي لمقومات الدولة الا اذا كان الرئيس يريد دولة كما هي في الحسابات الاسرائيلية والامريكية كدولة بوليسية لا تحكمها المؤسسات بل رؤية الطاغية واي طاغية.

بالامس القريب تناقلت بعض وسائل الانباء بان الرئيس اصدر اوامره الشخصية باعتقال ابراهيم خريشة الامين العام للمجلس التشريعي وفيما بعد تم التراجع عن القرار ليصدر قرار بنقل الامين الى ديوان الموظفين، في حين ان خريشة فهو تحت رؤية المجلس التشريعي وليس الرئيس وليس من صلاحياته اصدار أي قرار بخصوص موظفية الا اذا اعتبر الرئيس نفسه وهو كذلك بانه اقوى من المؤسسة التشريعية للسلطة وهنا نذكر عندما تصبح المؤسسة التنفيذية اقوى من التشريعية فاننا هنا امام حالة دكتاتورية وحكم الفرد الذي يلغي مكونات دولة او سلطة ويعتبر الشعب ومؤسساته هي ملك خاص لرؤيته ورؤيته فقط. في حين ان الجهة التشريعية قد تبت بشرعية وجود الرئيس نفسه.

تجاوزات الرئيس ليس لها حصر او حد، منذ اكثر من عامين اصدر الرئيس قرارا في داخل فتح بفصل عضو اللجنة المركزية في فتح محمد دحلان وبما ان اللجنة المركزية وهي في اوهن حالاتها منذ انطلاقة فتح صادقت على القرار بالاغلبية تجاوزا للنظام حيث من المفروض ان يعرض هذا على الجهة التشريعية لحركة فتح "" المجلس الثوري"" وهذا لم يحدث..!! وعندما عقدت جلسة المجلس التشريعي الاخيرة حاول بعض الاعضاء اثارة هذه القضية ولكن تم احباطها عند حضور السيد عباس فجأة الى المجلس بناء على استغاثة من عضو المركزية جمال محيسن" ليعتلي المنصة السيد الرئيس مضطربا وقائلا "" ك......... ام هيك حركة يوحدها محمد دحلان" احنا قفلنا قصة محمد دحلان ولا نريد احد يتحدث فيها بعد اليوم....!! سلوك بائن للمارسة طاغية مستفرد ومنفرد بكل القررات التي لا تعبر الا عن سلوك فردي يستمد قوته من جهات اقليمية ودولية لفرض سلطته على المكونات المهلهلة للشعب الفلسطيني، لم يكن هو القرار الوحيد بحق عضو اللجنة المركزية محمد دحلان والنائب في المجلس التشريعي بل كانت محاولة لاحقة لفصله كنائب منتخب باعلى الاصوات وهي خارج صلاحياته كما قلنا سالفا واستنكر العديد من النواب لهذا السلوك للرئيس سواء في فتح او في حماس، محاولة ثالثة تحويل ملف محمد دحلان للمحاكم وللقضاء والذي قد يفقد قيمته واستقلاله امام رغبات السيد الرئيس.

منذ شهر تم اعتقال زكارنة ايضا على ذمة الرئيس امين سر نقابه الموظفين العموميين التي كانت معترف بها على مدار سنوات ومقرب رئيسها للسلطة ومحمود عباس وبنفس الالية اخطأ زكارنه عندما تجاوز الرئيس ليطلب القاء القبض عليه وفيما بعد افرج عنه ليعتذر للسيد الرئيس ويلقي الندم على تجاوزه لان الرئيس بالنسبه له اب واخ ومرشد..؟؟!! ربما هذا قد يرضي الرئيس لامتثاله لاهواء البلاط.!!

ما الحدث الاخير وليس باخير هو الحدث الذي لاقى ضجيجا عندما استقبل توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين والذي هتك بالفلسطينيين وخلع حذاءه واشاد باسرائيل مما دفع مدير تلفزيون فلسطين ليتبرأ من تلك المقابلة ويصف عكشة بالعميل طبعا سلوك لا يعجب السيد الرئيس عندما يتهم احد الاعلاميين بانه عميل لاصدقاءه الاسرائيليين الذي يبكي توجعا على مصابيهم وقتلاهم، السيد مدير فضائية فلسطين احمد زكي تم نقله باوامر الرئيس.

سلوك السيد الرئيس من غزة هو سلوك الكراهية المزمن وليس كرها محددا بفصيل فيعتبر غزة هي منغصه له ولشعوره ولبرنامجه فتتوالى القرارات الفردية والجماعية ضد ابناء غزة ويمارس الارهاب ضد ابناء قطاع غزة وقياداتها فمنذ شهور تم اطلاق نار على النائبين في التشريعي ابو شماله وابو زايدة واغلق على القضية وتم التحفظ عليها ، ويعطل الاعمار ويسير بخطوات منسوبه لمقدار الاستفادة مالية من ايصفقة اسمنت او حديد فقد كشفت حماس عن شركة ومقاولين يتقاضوا اموالا وتابعين للحكومة من أي صفقة اسمنت تورد لى غزة ...ز غزة المنهوبه والتي ترى السلطة انها بقرة حلوب تدر عليها او الا وللمقربين المقاولينالتابعين لها تلك الاموال التي اتت مع الاعمار لتاخد السلطة ما يعادل2.4 مليار دولار اكثر من نصف المبلغ المقرر.

واخيرا اين تسير دكتاتورية الرئيس الذي يفتقر للشرعية الدستورية وما هي سبل الخروج من سيكولوجيا الفرد لينهض المجتمع الفلسطيني وليقف امام مسؤلياته امام خطوات وقرارات تدميرية قد اصابت الفرد والمؤسسة والحركة والشعب، اما على الصعيد الخارجي فمهما حقق انجازات دبلوماسية فهي ليست له بل هي رصيد الشعب الفلسطيني الذي يقاتل الاحتلال بالحجر والسكين والبلطة والرصاصة منذ انطلاقة الثورة الى حاصرنا والذي سيستمر حتى تحقيق طموحات شعبنا في التحرير والانعتاق والحرية.

اخر الأخبار