تقرير..لماذا ترفض ألمانيا الاعتراف بدولة فلسطين؟

تابعنا على:   21:25 2014-12-03

أمد/ برلين: سلسلة من الاعترافات بفلسطين كدولة توالت منذ أشهر من قبل بعض الدول الأوروبية، بدأتها السويد ثم بشكل رمزي في بريطانيا وأخيرا فرنسا.

وجاءت هذه الاعترافات لتكون رد فعل ضد الموقف الإسرائيلي المتعنت أمام حل الدولتين، وبالرغم من ارتباط الدول الأوروبية بالكثير من المصالح مع إسرائيل، إلا أن بعضها لم يتردد في اتخاذ الخطوة، بينما قرر البعض الآخر الاحتفاظ بالعلاقات الممتازة مع الشريك الإسرائيلي وكانت من ضمن هذه الدول ألمانيا.

فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت فكرة اعتراف ألمانيا من جانب واحد بفلسطين كدولة، وقالت إن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم فقط حل الصراع المستمر منذ فترة طويلة من خلال المفاوضات.

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي في برلين بعد اجتماع مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل إن الهدف هو اتفاق الجانبين على حل الدولتين.

"تاريخ من الصراعات"

كان رفض ألمانيا تحديدا الاعتراف بفلسطين مثيرا للتساؤلات، خاصة وأن التاريخ الألماني الإسرائيلي مليء بالإشكاليات، بسبب "الهولوكست" التي لا يزال حولها الكثير من التساؤلات والغموض حتى الآن.

موقع "دويتشا فيله" الألمان يقول إن الدولتين شهدتا الكثير من التوترات بسبب المحرقة، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق بين ألمانيا وممثلي ضحايا المحرقة النازية لدفع تعويضات في لوكسمبورج عام 1952، وبالرغم من أن تلك التعويضات أثارت جدلا كبيرا إلا أنها أسست مرحلة جديدة في العلاقات بين ألمانيا ودولة إسرائيل، ونمت العلاقات الألمانية الإسرائيلية بشكل وثيق منذ 50 عاما، وتعتبر ألمانيا الآن هي الشريك التجاري الأوروبي الأهم بالنسبة لإسرائيل.

وبالرغم من التزام ألمانيا بأمن إسرائيل، إلا أنها في نفس الوقت تدعم حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي واحدة من الداعمين الرئيسيين للسلطة الفلسطينية.

وفي عام 2013، بلغ مجموع المدفوعات الألمانية للفلسطينيين 150 مليون يورو، كما سعت الحكومة الألمانية من قبل لتقديم مساهمات في هذه القضية من خلال مفاوضات حول صفقات دفاعية مع إسرائيل نظير تقديمها بعض التنازلات في عملية السلام؛ أو الإفراج عن أموال الضرائب المجمدة للسلطة الفلسطينية لديها.

ألمانيا وإسرائيل.."علاقة خاصة"

ومن جانبها تحدثت مجلة "دير شبيجل" الألمانية بأن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، زار إسرائيل لبحث صفقة السفن الحربية التي تقدمها شركة " Thyssen Krupp Marine Systems " ومقرها في شمال ألمانيا، وتبلغ قيمة الصفقة نحو مليار يورو، تدفع منها ألمانيا 300 مليون يورو.

وحتى الآن لم تؤكد الحكومة الألمانية أو تنكر الصفقة، وإذا تم تأكيدها، ستكون دعامة كبيرة للعلاقة الخاصة بين ألمانيا وإسرائيل.

وقال موقع " rusi" الإخباري الإنجليزي إن صادرات الدفاع الألمانية لإسرائيل ليست جديدة، وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها إسرائيل على خصم كبير من أموال دافعي الضرائب الألمان. ففي سبتمبر عام 2014، تسلمت إسرائيل 6 غواصات دولفين ألمانية الصنع، وسيتم تسليم الباقي بحلول عام 2017.

وفي هذه الصفقة أيضا، غطت ألمانيا ثلث تكلفة الغواصات، بعد إهداء إسرائيل غواصتين ودفع نصف تكاليف الثالثة.

وفي ميزانية الحكومة يتم سرد هذه التخفيضات "كمساهمة لشراء أنظمة الدفاع لإسرائيل"، بالرغم من أن زبائن آخرين مثل المملكة العربية السعودية وقطر والجزائر، لا يحصلون على مثل هذه الخصومات.

الطريق للشرق الأوسط يمر بإسرائيل

يرى المراقبون أن ألمانيا تعتبر شريكا تجاري مهما ومحترما للعديد من الدول العربية، لكن ما تقدمه لإسرائيل شكل من أشكال المقايضة، لتحقيق طموحات برلين في أن تكون طرفا فاعلا في الشرق الأوسط، فقد تضررت سمعة ألمانيا في المنطقة بسبب سياستها الانعزالية تجاه التدخل في ليبيا عام 2011، كما أنها ليس تمتلك نفس التجربة والعمق الدبلوماسي، والاستخباراتي والعلاقات العسكرية في المنطقة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

لذلك علمت الحكومة الألمانية أن تحقيق طموحها في التمتع بعلاقات خارجية أكثر نشاطا في الشرق الأوسط، يبدأ من خلال السعي إلى دور أكثر نشاطا في عملية السلام، التي ستكون بلا شك موضع ترحيب من قبل الولايات المتحدة، وشركاء ألمانيا في أوروبا والدول العربية في الشرق الوسط، ولكن دون المساس بالعلاقات الألمانية الإسرائيلية.

عن "دوت مصر"

اخر الأخبار