
فتح/ هنا الحل
سامي إبراهيم فودة
غزة التي عاشت طوال خمسين عاماً مضت من عمر الثورة الفلسطينية الباسلة كانت ولا تزال على عهدها ووعدها والتزامها المطلق والجاد والفاعل على كل المستويات تجاه القضية الفلسطينية والقيادة التاريخية لشعبنا وثورتنا العظيمة,وشكلت حجر الزاوية في هذا الصراع الطويل,والممتد وأرفدت الثورة خيرة رجالاتها القادة العظام,وزودت مسيرة النضال ومحطاته المختلفة بالكثير من الافكار والمبادرات النيرة,التي شكلت ومضات أضاءت وبددت ليل الاحتلال وظلمته واسهمت في تغيير مسار التاريخ في الانتفاضة الكبرى واستمرت غزة الجناح الآخر من الوطن في المسيرة وفي قلب الاحداث على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.....
وكانت وستظل غزة رافعة سياسياً وحامية لمشروع الدولة والحرية والاستقلال,ومناراةً لفتح التي توجت حضورها اللافت والكبير في انطلاقة الـ 48 في مهرجان الدولة والانتصار في اكبر تظاهراً سياسياً في تاريخ شعبنا العظيم,بعد انقسام مرير كاد ان يطيح بحلم الشهداء في وطن الشرفاء,واليوم غزة امام اختبار كبير ومحطات ومفترقات حاسمة ومصيرية, تتطلب التوقف مالياً لكي نتحسس افكارنا,ونلتمس مؤطئ قدمنا,وكيف يمكن لفتح غزة ان تسهم في مؤتمر الحركة العام السابع,وان تحقق الانطلاقة نحو الاهداف السامية والكبيرة, ولكي تجد غزة ظالتها ولتلملم شعثها وتضمد جراحها وتخرج من حالة التجاذبات والصراعات والتحالفات والبزارات والمزايدات,وان تعاد فتح لفتح وتمضي غزة الى بر الامان,ينبغي احداث عملية جراحية دقيقة صغرى لاستئصال بعض الاورام الخبيثة والادران التي علقت بهذا الجسد الطاهر خلال هذه المسيرة الطويلة ....
وذلك لن يتأتى الا في اعتقادنا بضرورة اعلان حالة الطوارئ في "فتح" المحافظات الجنوبية غزة وتشكيل خلية ازمة لا تتجاوز السبع الى التسع اعضاء من النخب القيادية اصحاب الميراث الطويل والإرث التاريخي لإدارة الوضع التنظيمي المتأزم ومنحهم كافة الامكانيات والصلاحيات في ظل تعليق كل اللوائح والانظمة والقوانيين الداخلية للحركة حتى شعاراً آخر, لكي تعيد الاعتبار الى الحالة التنظيمية وتعبر عن وجدان وضمير الجماهير التي مازالت وستبقى على امل بفتح وخلاصهم من الاحتلال وزبانيته,فالامر لا يتطلب المماطلة والتسويف والمراوغة ومنح الفاسدين والعابرين والمارقين وقت اضافي, فالوقت هنا ليس حيادياً فهو أحد من حد السيف وعلينا ان نكون جميعاً على قدر المسؤولية في هذه اللحظات التاريخية الحرجة والخطرة والاصعب والادق في عمر الصراع, فغزة عنفوان الرجال وثبات الجبال وتضحيات الابطال كانت وستظل حاملة لواء الشرعية الفلسطينية والوطنية والتنظيمية ولن تسقط هذه الراية,والامر يحتاج الى قرار من القيادة الفتحاوية بمستوى هذه المرحلة....
والله من وراء القصد....