حدائق الموت الغزية!

تابعنا على:   11:18 2014-12-03

صبح وجيه القيق

غريبة هي أمورنا، وعجيبة هي أحوالنا اليوم، بل إن الأغرب هي تلك الآلة التي أصابت بعض أبناء شعبنا وغسلت جميع ما في أدمغتهم!، بل الأدهى من هذا أنها لم تقم بغسل تلك الأدمغة وإنما زعرت فيها الغباء المستديم!

لا أعلم هل حقاً يوجد عاقلاً في هذا العالم مقتنع بما يقتع به هؤلاء!، يقتنع البعض بضرورة الحرب للخروج من الأزمات الحالية!، ويقتنع البعض الآخر بوجود الحرب لتحقيق الأمنيات!، بل الأمر من هذا يؤمن البعض أن الحرب هي طريق الزهر والأمل والفرج على الشعب! ولكن الأهم هنا هل يعاني هذا البعض مما يعاني به شعبنا المستضعف؟!

بل الأغرب من ذلك من تجده غير مقتنع بالنصر الدموي الذي ارتوت به أرض فلسطين لتصبح شاجبهً به على غيرها!، بل إن فلسطين تخضبت اليوم كاملةً بحلتها الحمراء!، بل إن تاريخ فلسطين شجي حظه أمام تاريخ العالم أجمع!، لما لهذه الأرض من جمال ورونق وطبيعة تستحق منا بذل كل ما لدينا أمام تحريرها!

ولكن الغريب في يومنا هذا أن الجميع بلا استثناء يقدس مقولة مناضل فلسطيني؟!، ألا وهي أخشى ما أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر!، فعذراً جميعاً فاليوم لا نستثني منكم احداً!

إن من المحزن والمؤسف أن تجد اليوم من يستغل ما انتكب به غيره!، وانكسر به شعبه!، لينال دراهم معدودة!، فهم ليسوا أبنائنا ولم يكونوا قط أبناء أرض التضحية والمقدسية!، بل إنهم أبناء اللمم!، فهم كخلايا السرطان المنتشرة والتي تأكل في جسد فلسطين رويداً رويداً!

لا أعلم لم يصر البعض!، وللأسف الشديد إنهم يعممون شريحة كبيرة من مجتمعنا اليوم!، من بسطائنا ومساكيننا، فهم قيادات مهترئة بكل معاني الاهتراء!، فهم يصرون بعناد وغباء لا مثيل لهما، ولن ينساه التاريخ لهم!، يصرون على جعل فلسطين حدائق الموت!

غريبة هي عقلية مجتمعنا!، فاليوم تجد البعض يأخذه منحنى التفكير بمنحنى ومنحدر شديد ليصور له أننا دولة عظمى تحارب دورة الجبروت والضعف!، أبداً فنحن البسطاء لا الجبابرة!، فنحن الإنسانيون لا البهائميون!، فنحن العقلانيون لا المخبولون!، فنحن المقدسيون لا المشردون!

فلتفق كل ثرواتنا القيادية!، ولتشعل كل قرية نبراس فلسطين!، ففلسطين أعلى وأسمي من أن تكون لهؤلاء أو هؤلاء!، فلا تجعلوا رياح التاريخ تمر علنا وتحمل في غبار ريحها خبر كسرنا جوهر التاريخ الإنساني أجمع!

اخر الأخبار