ابرز ما تناولته الصحافة العبرية 2/12/2014

تابعنا على:   11:19 2014-12-02

اسرائيل على حافة انتخابات جديدة!

اجمعت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم، على اقتراب إسرائيل، اكثر من أي وقت سابق، من تبكير موعد الانتخابات العامة، على خلفية الازمة الشديدة التي يواجهها بنيامين نتنياهو داخل ائتلافه، خاصة مع زعيم حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد. وكتبت "هآرتس" ان نتنياهو التقى، في مكتبه، امس، بيئير لبيد، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الشديدة بينهما قبل عدة أسابيع. وطالب نتنياهو الوزير لبيد بدعم قانون القومية وتجميد قانون الضريبة المضافة بنسبة صفر، ووقف التهجم والتآمر على الحكومة، خاصة انتقاده للبناء في القدس والعلاقات مع الولايات المتحدة، وتحويل مبلغ ستة مليارات شيكل لميزانية الأمن، وتحرير ميزانية لنقل قواعد الجيش الى الجنوب، كشروط أساسية لاستمرار الائتلاف الحكومي، لكن لبيد ابلغ نتنياهو في ختام الجلسة التي استغرقت ساعة واحدة فقط، انه لا يستطيع التجاوب مع مطلبه، ما يعني شق الطريق نحو انسحابه من الائتلاف.

وبعد ساعة من الاجتماع، دعا رئيس حركة شاس، ارييه درعي، قادة الكتل الى "الاجتماع وتحديد موعد قريب لإجراء الانتخابات". وتقود خطوة "شاس" هذه الى الانتخابات كون نتنياهو لن يستطيع تشكيل ائتلاف بديل بدون الأحزاب الدينية.

وقال نتنياهو في ختام اجتماعه مع لبيد انه "اذا تواصل السلوك غير المسبوق لبعض وزراء الحكومة فلن يكون هناك أي مفر من طلب ثقة الناخب. هذا ليس البديل الذي ارغب فيه، لكن الامكانية الأسوأ هي وجود حكومة تضم وزراء يعرقلون نشاط وسياسة الحكومة خلافا لمصالح الجمهور".

وفي بيان صدر عن حزب "يوجد مستقبل" جاء ان "نتنياهو يقود اسرائيل نحو انتخابات زائدة. لقد اختار رئيس الحكومة التصرف بعدم مسؤولية قومية ووضع احتياجات الجمهور الاسرائيلي في اسفل جدول أولوياته. نتنياهو يفضل صفقة عقدها مع المتدينين لتقديم موعد الانتخابات على مصالح كافة الجمهور الاسرائيلي".

واعتبر البيان "ان مطالب رئيس الحكومة من "يوجد مستقبل" تكشف مصالحه السياسية الواضحة والتزامه لاعضاء مركز الليكود، والمصالح الغريبة والنشطاء". وقال مسؤول رفيع في الحزب "ان نتنياهو أعد بيانه مسبقا، وفور خروج لبيد من مكتبه تم ارسال البيان الى وسائل الاعلام". وأضاف: "لقد اعلن نتنياهو طوال ثلاثة اسابيع انه يجب التوصل الى تسوية لكنه عمليا لم يقم بأي محاولة للتسوية".

يشار الى ان نتنياهو هاجم لبيد، من دون ذكر اسمه، قبل ساعة من الاجتماع بينهما، حيث قال خلال جلسة لكتلة الليكود انه اذا لم يتوقف الوزراء الذين يهاجمونه عن التآمر، فانه سيتوجه نحو الانتخابات. وقال: "في الحقل السياسي يقوم وزراء بمهاجمة سياستي صباحا ومساء، حتى البناء في القدس يصبح لديهم موضوعا مختلفا عليه، وهم يدعمون في كل شيء الانتقاد الدولي لإسرائيل. هؤلاء الوزراء يحاولون استبدال الحكومة ورئيسها من داخل الحكومة التي يجلسون فيها. وعلى هؤلاء الوزراء وقف الهجوم والمؤامرات والوقوف وراء تخفيض غلاء المعيشة في كل مجال. اذا وافقوا يمكننا المواصلة معا، واذا رفضوا سنستخلص العبر ونتوجه الى الناخب".

من جهته دعا لبيد، خلال جلسة لكتلته، رئيس الحكومة الى الامتناع عن العمل حسب المصالح السياسية والامتناع عن التوجه الى الانتخابات. وتطرق الى اللقاء المخطط مع نتنياهو وقال انه "لا يزال من الممكن تصحيح الأمور. الجمهور يتوقع منا التصرف المسؤول، لم يتم انتخابنا لخدمة مجموعة الضغط والمصالح السياسية. ليس لدينا مقربون ووظائف لتوزيعها او اعضاء مركز يضغطون علينا".

في المقابل قالت وزيرة القضاء تسيبي ليفني خلال اجتماع لكتلتها ان "الحكومة الاسرائيلية وصلت الى مفترق طرق. لقد قال نتنياهو إما – أو، وهو محق تماما. يجب وقف التطرف ومحاربة العنف والعنصرية. يجب وقف اللهجة المتطرفة والقوانين المتطرفة". واضافت: "طريقنا واضح: قرارات سياسية واضحة والحفاظ على اسرائيل ديموقراطية. وبالنسبة لي فان غير المناسب هو التوجه الى الانتخابات ومواصلة الاقتراحات المتطرفة".

وتكهن مقربون من نتنياهو بأن حكومته لن تصمد لأكثر من سنة، وقالوا ان "المسألة المركزية هي هل سيعلن نتنياهو الآن عن تبكير موعد الانتخابات واجرائها في الربيع المقبل، ام انه سيمد دورتها حتى اكتوبر ومن ثم يستقيل. من جهة لا يريد نتنياهو منح لبيد فرصة لاعادة ترميم مكانته وتدعيمها، ومن جهة ثانية يعتقد هو، ايضا، ان اجراء الانتخابات حاليا يعتبر مسالة مبكرة جدا".

وفي هذا الصدد، كتبت "يسرائيل هيوم"، ان موضوع تقديم موعد الانتخابات تحول الى موضوع مركزي في اسرائيل، امس، قبل الاعلان عن انفجار الاجتماع بين نتنياهو ولبيد. واضافت انه من المتوقع قيام حزب العمل وحركة ميرتس، بطرح اقتراح عاجل على الكنيست، غدا، يدعو الى حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات. وقال رئيس حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ، ان حكومة نتنياهو عالقة ولا تقوم بمهامها، وكل يوم اضافي لها يجر اسرائيل عدة خطوات الى الوراء.

اما رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، فقالت انه يجب حل الحكومة التي فشلت في الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الانسان، وتسببت باتساع الفجوات الاقتصادية، ناهيك عن عدم تحقيق السلام. ولذلك يجب حل الكنيست بأسرع ما يمكن.

وكتب موقع "واللا" في هذا الصدد ان بعض نواب الليكود في الكنيست ينوون دعم اقتراح حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات.

"هآرتس" تكشف: طائرة خليجية تقوم برحلات منتظمة الى اسرائيل!

نشرت صحيفة "هآرتس" تحقيقا صحفيا، اشارت فيه الى قيام طائرة تحمل علم احدى دول الخليج الفارسي، برحلات جوية منتظمة الى اسرائيل، دون ان تكشف هوية الطائرة والبلد الذي تعود اليه. وجاء في التقرير انه خلال الأشهر الأخيرة، تتوقف في منطقة جانبية في مطار بن غوريون طائرة مدنية تحمل على احد جوانبها علما اجنبيا، دون ان تلفت انتباها خاصا. لكن تحقيقا أجرته "هآرتس" واعتمد على تحليل معطيات الطيران الظاهرة في مراكز المعلومات العلنية على الانترنت، يكشف ان الطائرة تقف كما يبدو في مركز خط طيران دائم بين مطار بن غوريون والمطار الدولي لإحدى دول الخليج الفارسي.

وتشير الصحيفة الى ان العلاقات بين اسرائيل ودول الخليج تعتبر مسالة سياسية حساسة جدا، ولا تربط بين اسرائيل وتلك الدولة علاقات دبلوماسية رسمية وعلنية، ولذلك لا تجري رحلات جوية مباشرة بين البلدين. لكنه يستدل من تحليل المعلومات ان الطائرة الخليجية تحلق من مطار بن غوريون وتعود اليه بعد عدة ايام تمضيها في الخليج. وحسب معطيات الطيران فقد قامت الطائرة في الفترة الأخيرة برحلات منتظمة بين اسرائيل وتلك الدولة.

كما يتبين ان الطائرة تعود لشركة طيران صغيرة مسجلة في دولة اجنبية، وتقوم تلك الشركة بتأجير طائراتها وخدماتها وطاقمها الجوي لرجال الأعمال وشركات القطاع الخاص، كما تقوم برحلات على عدة خطوط خاصة لصالح شركة "لوفتهانزا" الألمانية، وشركة SASالنرويجية وشركات اخرى.

ويستدل من وثائق ترخيص الطائرة انه بعد يومين من بيعها للشركة الأجنبية، حطت لأول مرة في مطار بن غوريون. وليس من الواضح من هي الجهة التي تستخدم هذه الطائرة في رحلاتها بين اسرائيل وتلك الدولة الخليجية، وما اذا كانت جهة اسرائيلية، لكن الواضح انه يتم الحفاظ بسرية على هذا الخط الجوي.

وفي تعقيبها قالت المتحدثة باسم الشركة الأجنبية التي تملك الطائرة، انها تأسف لعدم تمكنها من كشف المعلومات المطلوبة، لأنها تتعلق بزبون خاص، ويتحتم على الشركة الحفاظ على السرية.

وتشير "هآرتس" الى ان الكثير من رجال الأعمال الاسرائيليين يعملون بشكل هادئ في دول الخليج، ولكن النشاط التجاري بين اسرائيل ودول الخليج انخفض منذ عملية اغتيال مسؤول حماس محمود المبحوح في دبي في كانون الثاني 2010، والتي نسبت الى الموساد. كما يشار الى ان المجلة الفرنسية "انتيليجانس اون لاين" نشرت في كانون الثاني 2012، ان رجل الأعمال الاسرائيلي متاي كوخابي يقوم بتزويد وسائل حماية لمنشآت النفط في احدى دول الخليج، بواسطة شركة AGT السويسرية، التي يمتلكها.

اصابة شابة فلسطينية بجراح بالغة بعد طعنها لمستوطن اسرائيلي

كتبت صحيفة "هآرتس" ان الشابة الفلسطينية، أمل طقاطقة (20 عاما)، من بلدة بيت فجار، في محافظة بيت لحم، قامت امس، بطعن مستوطن اسرائيلي عند مفترق "غوش عتصيون" واصابته بجراح طفيفة. وبعد ملاحقة الشابة تم اطلاق النار عليها واصابتها بجراح بالغة. ووصلت قوة من خبراء المتفجرات الى المكان للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة بحوزتها، ومن ثم تم نقلها الى مستشفى هداسا في القدس.

وحسب وكالة الانباء الفلسطينية "معا" فان طقاطقة هي أسيرة أمنية سابقة، تم اعتقالها في عام 2011 لمدة ثلاثة أشهر، بعد ادانتها برشق الحجارة على الجنود. لكن مصادر امنية اسرائيلية نفت ان تكون على علم باعتقال طقاطقة سابقا.

وقال احد اقرباء الشابة لصحيفة "هآرتس" ان قوة كبيرة من الجيش حاصرت منزل الشابة واغلقت المنطقة ومنعت الناس من الوصول الى المنطقة، وكما يبدو قامت بتفتيش المنزل.

وقال المستوطن المصاب يهوشواع لوراخ، من مستوطنة "هار حبرون" انه كان يتحدث الى شخص يعرفه قرب محطة لنقل الركاب عندما شعر فجأة بضربة، وعندما تمكن من الالتفات شاهد كتلة سوداء تبتعد عنه، وتبين لاحقا انها مخربة، طعنته بسكين في الجهة الخلفية من عنقه.

اعتقال ولدين يهوديين اثناء تعليق لافتات عنصرية في القدس

ذكرت صحيفتا "هآرتس" و"يسرائيل هيوم" ان الشرطة الاسرائيلية في القدس، اعتقلت امس، ولدين (14 عاما) خلال قيامهما بتعليق لافتات عنصرية على جدران المدرسة اليهودية – العربية المشتركة في القدس، التي تعرضت الى الاحراق قبل يومين.

وكان حارس المدرسة قد شاهد الولدين اثناء قيامهما بتعليق اللافتات، فقام باستدعاء الشرطة التي ضبطت الولدين وفي حوزتهما لافتات كتب عليها "العرب هم سرطان" و"كهانا على حق". وتم تحويل الولدين الى الوحدة المركزية للتحقيق في الجرائم القومية، التي تتولى، ايضا، التحقيق في حادث احراق المدرسة، مساء السبت الماضي.

الادارة المدنية تصادر شوادر قدمتها وزارة الزراعة الفلسطينية للبدو في الخان الأحمر

كتبت صحيفة "هآرتس" ان الادارة المدنية في الضفة الغربية قامت بمصادرة ثمانية شوادر من القماش المشمع (برزنت) قدمتها وزارة الزراعة الفلسطينية الى سكان المجمع البدوي في منطقة الخان الأحمر، لتغطية خيامهم والاحتماء من المطر. ويقيم في هذا المجمع جزء من بدو شرقي القدس الذين تخطط اسرائيل لنقلهم قسرا الى منطقة النعيمة، شمال اريحا.

وكانت سيارة تابعة لوزارة الزراعة الفلسطينية قد وصلت يوم الخميس الى المنطقة لنقل شوادر "البرزنت" الى سكان احد المجمعات الخمسة التي يقيم فيها ابناء قبيلة الجهالين في منطقة الخان الأحمر، لكن السيارة لم تتمكن من الوصول الى المجمع بسبب العاصفة، فتم تفريغ الشحنة على جانب الطريق كي يحضر اصحابها لتسلمها.

وقال موسى تبانة، مندوب المجمع لصحيفة "هآرتس" ان شوادر "البرزنت" التي بلغ طول كل واحدة منها عشرة امتار، بعرض سبعة امتار، كانت معدة لحماية الاطفال والمواشي، ولكنه قبل وصول السكان لنقل الشوادر شاهدوا سيارة اسرائيلية مدنية تتوقف بالقرب منها، ومن ثم خرج منها شخص وقام بتصويرها، وبعد حوالي ساعة وصل مراقبو الادارة المدنية وقاموا بمصادرة الشوادر، بادعاء انها اعدت للبناء غير المرخص!.

الاعتداء على سائق مقدسي

ذكرت صحيفة "هآرتس" ان سائق سيارة الاجرة الفلسطيني محمد شلايلة (53 عاما) من سكان الشيخ جراح في القدس، تعرض امس، الى اعتداء في مركز القدس تم خلاله رشه بغاز الفلفل. وقال شلايلة انه في ساعات الظهر اوقف سيارته في شارع الملك جورج لنقل راكب، وعندها سمع شخصا يصرخ بالراكب "لا تصعد، هذا سائق عربي". ورد شلايلة عليه قائلا انه لن ينقل راكبا متطرفا مثله، وعندها هاجمه ذلك الشخص ورش على وجهه الغاز المسيل للدموع، ما ادى الى اصابته في عينيه ووجهه واذنيه. وتم نقله الى مستشفى "شعاري تصيدق".

وقال شلايلة انه على الرغم من تبليغ الشرطة بالحادث الا انه لم يصل أي شرطي الى المستشفى لسماع افادته. واكدت الشرطة وقوع الحادث وقالت انها تبحث عن المشبوه.

يشار الى ان لجنة العمل والرفاه البرلمانية ستناقش، غدا، موضوع الاعتداءات على سائقي المواصلات العامة في القدس، علما ان السائقين العرب يعانون منذ بدء موجة العنف في المدينة، من الاعتداءات المتكررة، الجسدية واللفظية، على خلفية عنصرية. كما يشار الى ان عشرات السائقين العرب في شركات الباصات استقالوا من عملهم قبل اسبوعين في اعقاب موت زميلهم يوسف راموني، الذي عثر عليه مشنوقا داخل الحافلة والذي تدعي الشرطة انه اقدم على الانتحار، بينما يدعي رفاقه انه تم قتله وانهم يتخوفون على حياتهم.

حزب الله يملك صواريخ بحرية لفرض حصار بحري على اسرائيل

كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان حزب الله يملك صواريخ بحر –بحر، ينوي استخدامها لفرض حصار بحري على اسرائيل في حال وقوع مواجهة بينه وبين اسرائيل، حسب ما نشر في وسائل اعلام لبنانية. كما اشار التقرير الى تصريح سابق للامين العام للحزب، الشيخ حسن نصرالله، اعلن خلاله ان تنظيمه يملك وسائل قتال متطورة، من بينها صواريخ طويلة المدى، يمكنها اصابة كل نقطة داخل إسرائيل، بما في ذلك منشآتها الاستراتيجية.

والحديث، كما يبدو، عن صواريخ "يحنوط" الروسية التي تم نقلها الى سوريا في اطار صفقة اسلحة بين البلدين. ونشر مؤخرا عن قيام روسيا بتسليم سوريا بطاريات اضافية من منظومة الصواريخ المتطورة  300 S، ولا يستبعد ان يكون قد تم تحويلها الى حزب الله.

مقالات

لحظة قبل يأجوج ومأجوج

يكتب سيفي راخليفسكي، في "هآرتس" ان النائب موشيه فايغلين سبق وادين بالتحريض على التمرد وتم الحكم عليه بالسجن بسبب دوره في اعمال التحريض والتمرد التي سبقت اغتيال يتسحاق رابين. وموشيه فايغلين يشغل حاليا منصب نائب رئيس الكنيست، ومن المهم قراءة هذه السطور كي نفهم اين تتواجد اسرائيل.

ويضيف الكاتب: فايغلين يعمل بشكل مهووس من أجل تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي. وبالنسبة له فان تطبيق السيادة الإسرائيلية على باحة الحرم هي المسالة الرئيسية. وقبل عامين، عشية دخوله الى الحرم، وصلت الى نشطاء الليكود منشورات تحمل اسمه، دعا فيها إلى تطهير "الجبل" (الحرم) من  النجاسة الأجنبية وإقامة الهيكل على أنقاض المساجد. وفي المؤتمرات يتعاون فايغلين مع يهودا عتصيون، الذي أدين بالتخطيط لتفجير المساجد. وخلال الحرب في غزة نشر فايغلين خطة للتطهير العرقي. انه يؤيد الترانسفير. ويشكل منافسا رئيسيا على قيادة الحزب الحاكم. ولكي يتنافس معه يتحتم على نتنياهو منافسته مع تعاليمه.

ليس صدفة ان قادة الموساد والشاباك السابقين، الذين لا ينتمون الى معسكر اليسار- الوسط، كشبتاي شافيت وكرمي جيلون، اطلقوا تصريحات تحذر من الدمار المحتمل والقريب لإسرائيل. فبالنسبة لهم ان التبشيرية الرهيبة من الداخل، تهدد اسرائيل أكثر من أي خطر خارجي. وليس صدفة ان المفتش العام للشرطة، يوحنان دانينو، غير اليساري، وقف امام الحكومة في محاولة لوقف تبشيرية الهيكل.

في معظم الفترات والبلدان، تقف المؤسسة العسكرية الى يمين السلطة. وفي الفترات التبشيرية تجد نفسها الى يسار السلطة. وهذا هو ما يحدث حاليا في اسرائيل. وهذا الوضع يوفر فرصة للانقلاب. ويمكن تحويل القلق الذي تبديه القيادة ازاء التطرف الى رافعة لتحقيق التغيير في إسرائيل. ولكن هذا يحتم التعبئة مع استراتيجية صحيحة.

في هذا المجال يتحتم على يئير لبيد التنازل. لقد كتب يوسي فورتر في صحيفة "هآرتس"، أمس الأول، عن الحاجز الذي يواجه الانقلاب، بسبب إصرار لبيد على ترشيح نفسه لمنصب رئيس الوزراء، بينما لا يريد الجمهور ذلك. لكن المسألة أوسع من ذلك، وتتجاوز المسائل الشخصية. فلدى لبيد استراتيجية لضرب "الزعبيز" (تذكير بنعته لعضو الكنيست حنين زعبي) ومكافحة المتدينين المتشددين. ولذلك تبنى بينت- ارئيل- ستروك وتحالف "الأخوة اليهود". ولكنه توجد هنا مشكلة "صغيرة": لن يحدث ابدًا بدون اليمين، توفير بديل عددي لائتلاف كذلك الذي شكله رابين، الذي استند إلى التعاون مع العرب والمتدينين المتشددين.

عندما يقع الخطأ الاستراتيجي، يتم اضافة أخطاء تكتيكية. ويتم حاليا استبدال هذيان السلطة مع نفتالي بينت بهذيان السلطة مع أفيغدور ليبرمان "الذي يدعي الاعتدال". هذا الذي يضيف الآن الى مواطني أم الفحم، عرب يافا وعكا كمرشحين للترانسفير السياسي. اذا كان هذا هو "السلام"، فمن المثير معرفة ما هي الحرب. من الواضح ان هذيان التحالف مع ليبرمان – الذي يستبعد العرب، اليسار والمتدينين المتشددين - غير مجدي. تماما كما فعل (ليبرمان) في عام 2009 – عندما تظاهر بأنه فكر في التحالف مع ليفني، على طريق الحصول على  رئاسة لجان برلمانية، كرافعة للتحرر من ملفاته (في الشرطة) – فان لعبته مع غير اليمين الآن تهدف إلى تحقيق المزيد في اليمين. أو، الوصول الى رئاسة الحكومة على اكتاف غير اليمين إذا كان غير اليمين هذا غبيا.

ان الطريق الوحيدة لتحقيق الانقلاب تمر عبر حزب العمل: تحالف احزاب وحركات وشخصيات على شكل "اسرائيل واحدة" التي انتصرت على نتنياهو في 1999. هكذا فقط، يمكن التعبير عن قلق رجال الموساد، كشبيت وغيلون. وهكذا فقط يمكن تشكيل ائتلاف مدني يعتمد على دعم العرب والمتدينين. وعندما يصبح الخطر وجوديا، لا مفر من تقديم تنازلات شخصية.

المسألة ليست شخصية. لقد اقترحت بعد الانتخابات محاولة تشكيل حكومة، كانت ممكنة آنذاك، مع المتدينين برئاسة لبيد، لكنه اختار توجها آخر، ولهذا الاختيار يوجد ثمن. خلال السنوات القريبة لن يتكرر مثل هذا الخيار، وبدون الاستعداد لإخضاع الطموح الشخصي للاستراتيجية المنتصرة – التي لا تكون فيها الأول – ستنجح تبشيرية فايغلين بمواصلة امتطاء السلطة، وستتحقق تحذيرات قادة الجهاز الأمني من حرب يأجوج ومأجوج الدينية، التبشيرية الرهيبة. عندما تطرح حقيقة الوجود وحلم الأجيال على الكفة، يمنع السماح للأنانية الشخصية بترجيح الكفة.

باسم الله؟

يكتب موشيه أرنس في "هآرتس"، ان من قتلوا المصلين الأربعة اثناء الصلاة في كنيس "بني توراة" في حي "هار نوف" في القدس، آمنوا بأنهم فعلوا ذلك من اجل تمجيد اسم الله. وقد سبقت المذبحة في الكنيس، سلسلة من اعمال القتل التي استهدفت اليهود في القدس من قبل السكان العرب الذين أعدوا "لإنقاذ المسجد الأقصى". وقال المتشائمون من بيننا ان "هذه حرب دينية" وأن "العالم الاسلامي كله ضدنا".

ويضيف: "في الواقع، صحيح ان العالم الاسلامي، باستثناء حالات شاذة، لم يدعم اسرائيل بتاتا، لا بل اظهر نحوها العداء منذ قيامها، بل وعارض قبل ذلك المشروع الصهيوني. لقد ادار المجتمع العربي في البلاد حربا ضد الاستيطان اليهودي، قادها مفتي القدس الحاج امين الحسيني، قبل ان يبدأ العرب باعتبار انفسهم فلسطينيين. والمجزرة التي تم تنفيذها ضد اليهود في الخليل في عام 1929، او رفض السماح بوضع مقاعد بالقرب من الحائط الغربي (حائط المبكى) واطلاق البوق هناك في فترات الأعياد، تمت اعتمادا على الشريعة الاسلامية التي تعتبر "ارض فلسطين وقفا اسلاميا إلى يوم القيامة".

وماذا بالنسبة لحزب الله وحماس، التنظيمان اللذان يكرسان نفسيهما لتدمير اسرائيل باسم الله؟ وماذا بالنسبة لآيات الله في ايران، الذين يدعون الى شطب اسرائيل عن وجه الأرض؟ وماذا بالنسبة للجناح الشمالي للحركة الإسلامية لدينا، بقيادة الشيخ رائد صلاح، التي تقيم سنويا مهرجانات حاشدة تحت شعار "الأقصى في خطر" – وهو الشعار المسؤول عن الجزء الأكبر من تأجيج الغرائز في القدس مؤخرا.

لم يبزغ الجانب الديني للصراع قبل عدة اشهر، وانما يتواجد هنا منذ زمن طويل. الأعمال الخسيسة لمنظمة دعاش، التي تتم، ايضاً، باسم الله، سلطت الضوء على الدوافع الدينية التي تعتمد عليها البنية التحتية لمحاولات مهاجمة اسرائيل واليهود في كل مكان، وتستخدم كنموذج من قبل بعض السكان العرب في القدس. والحقيقة هي أن العداء لإسرائيل ومحاولات تدميرها كانت لسنوات عديدة ذات طابع ثلاثي الأبعاد - إسلامي وعربي ومؤخراً فلسطيني. والكثير من أنصار السلام الإسرائيليين، الذين يتجاهلون أبعاد الصراع، يفترضون بسذاجة أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق مع محمود عباس، الذي لا يمثل حتى 50٪ من الفلسطينيين، فان السلام سيعم هنا.

قد يكون من الممكن الحد من أبعاد العداء لإسرائيل من خلال خلق علاقات مع دول العالم العربي والإسلامي غير العربي. فقد تم هنا بالفعل إحراز تقدم كبير على مر السنين، ووقعت مصر والأردن معاهدات سلام مع إسرائيل، كل واحدة لأسبابها الخاصة. وقبل الثورة الإسلامية في ايران، سادت علاقات سلام بينها وبين إسرائيل، وقبل وصول رجب طيب أردوغان الى السلطة في تركيا، كانت العلاقات بينها وبين إسرائيل جيدة. ويمكن ان تكون العلاقات مع اندونيسيا على هذا الشكل في المستقبل.

اما بالنسبة للفلسطينيين – المواطنين العرب في إسرائيل والسكان الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية – فانه يمكن لإسرائيل بل يجب عليها أن تفعل الكثير لتحسين العلاقات بينهم وبين اليهود. ظروف المعيشة في الأحياء العربية في القدس يجب أن تتحسن، ويجب جعل مخيم شعفاط مكانا مناسبا للعيش فيه. ولكنه فوق هذا كله، يجب توخي الحذر من توجيه الغضب على جرائم القتل الأخيرة في القدس، ضد المواطنين العرب في إسرائيل، وضد الفلسطينيين عامة. من السهل جدا تحويل الجيران والأصدقاء إلى أعداء".

اخر الأخبار