
قطاع غزة: التحديات السكنية وخيارات التوسع"

داليا العفيفي
أمد/ قطاع غزة بمساحته المحدودة بحوالي 360 كيلو متر مربع ، حيث يعيش في هذا القطاع الساحلي الضيق نحو 2.23 مليون نسمة ، يعد واحدًا من أكثر المناطق في العالم كثافة في عدد السكان ، كما يشهد التعداد السكاني نمواً مضطردا بسرعة، مما يفاقم التحديات على أرض الواقع ، ويفرض جملة تحديات سكانية متنامية تتطلب استراتيجيات مستدامة لضمان مستقبل أفضل لسكانه.
إن تقلص مساحات الأراضي الفارغة المتاحة في القطاع بفعل الانتشار السكاني والتطور العمراني بات يصعب على المواطنين فرص العثور على مساحات فارغة من الأرض، وحتى الأراضي الزراعية تتلاشى بشكل متسارع تحت وطأة النمو السكاني المتواصل.
من هنا يجب التفكير بعمق في السيناريوهات المستقبلية لفرص توفر أماكن للسكن في القطاع في ظل المعطيات الضاغطة على غير صعيد وإنحسار عوامل الحياة الطبيعية في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي وإعتداءاته وحروبه المتواصلة وما تحدثه من تدمير وتخريب وخسائر جسيمة ، من بين هذه السيناريوهات يمكن أن يكون خيار التوسع عبر الأراضي المحتلة ( شرقا و شمالا ) هو واحد من الحلول الممكنة؛ والتي يمكن أن يشمل هذا الخيار منح السكان في قطاع غزة المساحات الفاصلة بين القطاع والأراضي المحتلة، والتي تعتبر في الغالب أراض فارغة وغير مستغلة بشكل كبير.
ومن المهم أن نتذكر أن هذا الخيار سيفتح الباب أمام تحديات سياسية وقانونية كبيرة وسيتطلب مفاوضات دقيقة مع الأطراف المعنية، بما في ذلك سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، غير أن هذا السيناريو صعب المنال ، علما بأن هناك مساحة تصل إلى 200 كيلو متر مربع قد تم إقتطاعها من قطاع غزة عام 1950 بعد إتفاقية سرية بين الضابط المصري محمود رياض والإسرائيليين لم يكن الفلسطينيون على علم بها .
إن حجم الإستنزاف الحالي للمساحات المحدودة من الأراضي الحكومية في ذات الوقت كبير جدا ويهدد بعدم القدرة على توفير مساحات خاصة للبنى التحتية والخدماتية في القطاع ، قد تصل إلى صعوبة إيجاد مساحة من الأرض لدفن الموتى كما هو حاصل في مدينة غزة مؤخرا ، حيث أقدمت السلطات الحاكمة على تجريف إحدى المقابر لبناء مدرسة .
بالإضافة إلى ذلك، نشهد تحولًا في نمط السكن في القطاع، حيث يتم التحول من المنازل التقليدية إلى مباني عمودية. هذا التغيير يشير إلى ضرورة التفكير في استغلال المساحات العمرانية بشكل أكثر كفاءة وفعالية.
في الختام، يجب التعامل مع هذه التحديات السكانية على أرض الواقع بجدية من خلال البحث عن حلول مستدامة تجمع بين التوسع العمراني والتخطيط الحضري الذكي والتعاون الإقليمي. هذه الحلول تتطلب تنسيقًا وجهدًا مشتركًا من جميع الأطراف المعنية لضمان تحسين جودة حياة سكان قطاع غزة وتحقيق التنمية المستدامة في البيئة المحلية .
كلمات دلالية
أخبار محلية

تواصل الدعم الدولي بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
-
مجدلاني يثمن الدور والدعم الأردني للقضية الفلسطينية والعلاقات المصيرية بين البلدين
-
الديمقراطية تدعو «عقلاء» إسرائيل إلى إعادة قراءة مشروعهم الصهيوني ومستقبله
-
مجدلاني يرحب بموقف الصين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويدعو للعمل المشترك لعقد مؤتمر دولي متعدد الأطراف لعملية السلام
-
الديمقراطية تدعو للتسريع في إدخال المساعدات لقطاع غزة