
نتنياهو وأحلام اليقظة السياسية

ناجي شراب
أمد/ خطاب نتنياهو في الأمم المتحده حاملا بيده الخارطة السياسة الجديدة للشرق الأوسط بدون فلسطين، ومعلنا ان ليس من حق الفلسطينيين الإعتراض على التطبيع ، ولا دولة فلسطينية في هذه الخارطة الجديده.ومباهاته بالسلام مع الدول العربية وثقته بإقتراب السلام مع السعودية.
هذا الخطاب شكل من أشكال أحلام اليقظة التي يغمض فيها المرء وخصوصا عندما يتقدم به العمر ويغمض عينيه ويحلم بعالم لا يمكن أن يحدث. كيف له أن يحلم وقبله خاطب الرئيس محمود عباس الأمم المتحده ومن نفس المنبر الذى وقف عليه نتنياهو .
خاطب الرئيس عباس الأمم المتحده في دورتها الثامنة والسبعون وقبلها خاطبها اكثر من مرة بصفته رئيس دولة فلسطين كدولة مراقب، ويدرك نتنياهو ان الفيتو الأمريكي هو من يحول دون تحول هذه الدولة إلى دولة كاملة العضوية .
وان الإختلال الإسرائيلي لآراضى هذه الدولة يتعارض مع ميثاق الأمم المتحده، ويبدو انه في لحظات أحلام اليقظة القليلة لم يقرأ او يسمع عن العديد من القرارت الدولية التي أصدرتها هذه الجمعية العامة وتتفاوت ما بين الإقرار بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وبعدم الإعتراف بالإستيطان وبحق الشعب الفلسطيني في دولته .
ويدرك ان الشرعية الدولية لا تسقط بالتقادم وينقصها القوة الدولية والتى تعيقها الولايات المتحده. ولعل من أهم ما تجاهل عنه نتنياهو في دقائق حلم اليقظة القرار الأممى رقم 181 والذى كما نص على قيام إسرائيل كدولةعلى مساحة تقارب ال55 في المائة نص أيضا على قيام الدولة العربية بمساحة 44 في المائة والقدس تحت الوصاية الدولية ,
وتناسى أيضا حتى هذا القرار ما كان يمكن أن يصدر لولا تحكم بريطانيا وأوروبا وأمريكا وقتها بالتصويت في ألأمم المتحده ووقتها كان عدد الدول 45 دولة واما اليوم والعدد قد وصل 193 دولة وأن أكثر من 120 دولة تعترف بفلسطين ولها علاقات ديبلوماسية معها.
وإلى جانب هذا القرار القرار رقم 194 الخاص باللاجئيين الفلسطينيين والذى حفظ لهم حق العودة وحق العودة لا يسقط مهما تقادم الزمن.
ومن صور أحلام اليقظة التي لم تراها عينيه ان هناك اكثر من سبعة مليون فلسطيني ما بين البحر والنهر ، وكيف وهناك اكثر من خمس السكان يعيشون في داخل إسرائيل وحتى لو كانوا يحملون جنسيتها كمواطينين فإنهم لم ينسوا هويتهم العربية الفلسطينية ,هناك ما يقرب الخمسة مليون في الضفة الغربية واغزة يعيشون تحت الاحتلال.
هذه حقيقة بشرية تعود جذورها التاريخية إلى أكثر من الفى عام على زمن الكنعانيين الذين تتسمى ألأرض بإسمهم , وان فلسطين التى يتجاهلها كانت عبارة عن دولة واحده تجمع الكل فيها ووضعت تحت الإنتداب البريطاني كغيرها من الدول ،لكن التحالف والتـآمر مع الحركة الصهيونية وتنفيذا لوعد باطل بمنح اليهود وطنا قوميا في فلسطين ما كا أن قامت إسرائيل كدولة وبقيت فلسطين دولة واحده لكل شعبها فلسطينيين وعربا ويهودا.
لكنه العمى الأيدولوجى الذى يحجب الرؤية السياسية ، ووهم أحلام اليقظة التي عاشها لدقائق معدوده السلام العربى ،فالدول العربية ذهبت للسلام حبا في السلام وإستقرار المنطقة وتجنبا للحروب ، ولم تتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في دولته ، وربطت بين هذا السلام وقيام هذه الدولة ,
وإذا كان نتنياهو يراهن على ورقة السلام السعودية فليقرأ تصريحات الأميررمحمد بن سلمان الأخيرة وخطاب المملكة الذى القاة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان وأكد فيه على حق الشعب الفلسطيني فى دولته وفى إنهاء الاحتلال. وليعلم نتياهو كما غيره من القادة ان الدول العربية دول محبة للسلام وليست دول حرب،والسؤال وهل تنازلت مصر والأردن عن فلسطين.
وسيصحو نتياهو من حلمه ليرى الواقع والخارطة الجغرافية التى كتبت ورسمتهاا ألأرض والحقائق الجيوسياسة وليرى بعينية ان هناك شعب وهناك سلطة يتعامل معها كل يوم وهناك أرض محتله وهناك دولة فلسطينية ستقوم على أرضها لأن المحتل لا يمنح ولا يهب دول.
الدول حق للشعب ينتزعها بمقاومته الشرعية .. ولا ينسى نتنياهو ان فلسطين اليوم عضوا في العديد من المنظمات الدولية .
وأن السلام كل لا يتجزا، وان السلام لا يكتمل إلا بقيام الدولة الفلسطينية السلمية المدنية الديموقراطية وأنه لا بقاء لإسرائيل إلا بقيام هذه الدولة وبالتعايش المشترك بين الشعبين الفلسطيني واليهودى اللذان يعيشان على نفس الأرض ووحدة ألألرض ووحدة الجغرافيا اقوى وأثبت من قوة الإحتلال.وأن خارطة السلام ليست خارطة القوة.
كلمات دلالية
أخبار محلية

تواصل الدعم الدولي بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
-
مجدلاني يثمن الدور والدعم الأردني للقضية الفلسطينية والعلاقات المصيرية بين البلدين
-
الديمقراطية تدعو «عقلاء» إسرائيل إلى إعادة قراءة مشروعهم الصهيوني ومستقبله
-
مجدلاني يرحب بموقف الصين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويدعو للعمل المشترك لعقد مؤتمر دولي متعدد الأطراف لعملية السلام
-
الديمقراطية تدعو للتسريع في إدخال المساعدات لقطاع غزة