التيار يقود الفصائل نحو استئناف ملف المصالحة المجتمعية ....

تابعنا على:   16:56 2023-09-24

د. زياد سعد

أمد/ لا يشتبه الأمر علي أحد بأن التيار الإصلاحي في حركة فتح أصبح مايسترو العمل الوطني في معالجة آثار الانقسام وتحديدا في المسافة الفاصلة بين النسخة الأولي لتكافل التي عالجت أكثر من 170 ملف لجبر الضرر من ضحايا الانقسام باتجاه مصالحة حقيقة مع ذويهم تتم عبر جاهات خاصة ومن ثم مهرجان عام يحضر فيه الجميع تحت العلم الفلسطيني والنشيد الوطني وبأن هذه المهمة أصبحت نشاطا حصريا بقيادة التيار يقرر فيه بدء العمل والاستراحة واستئناف العمل مرة أخري علي أرضية تفاوضية مرجعيتها اتفاق القاهرة عام 2011م إيمانا من التيار بأن المهمة الوطنية الحقيقة هي باتجاه ترسيخ ما تم الاتفاق عليه وتجسيده علي أرض الواقع ليخلق نوعا من الامل في ظل التعطيل المبرمج لاستكمال حلقات إنهاء الانقسام الفلسطيني....

وما بين إعادة إحياء النسخة الثانية بدنحت مسمي اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية والتي يذهب في الإعلان عنها في ديباجتها الأولي بأنها ليست بديلا عن أحد إشارة إلي منظمة التحرير الفلسطينية لا تحايلا ولا تمثيلا وبأن الهدف الحقيقي ليس إلا التقدم في مسار المصالحة وبأن الملفات التي تعالجها اللجنة تساعد في جبر الضرر للضحايا وفي جسر هوة الانقسام التي تشتعل أكثر بعد كل مواجهة تفاوضية في عواصم متعددة يتم افشال المساعي ليس استنادا الي الثوابت الوطنية ولكن الي مرجعيات دولية ما أنزل الله بها سلطان .....

إن هذا الفراغ الذي يملؤه التيار في ظل غياب حركة فتح فرع عباس تشكل ميزة إيجابية لحضور حركة فتح اي كان من يمثلها فلك أن تري الصورة أكثر وضوحا لو كان هناك غياب تام لحركة فتح وان مشهد المصالحة المجتمعية بدون فتح بالمقابل فإن هذا التيار يعتبر نفسه راحة وكفيل أساسي وضامن رئيسي لكل من تم من اتفاقيات في القاهرة وغيرها علي الرغم من عدم وجوده أمام الكاميرات إلا أنه ابي أن يدفع الثمن الحقيقي باتجاه رسم مستقبل حطمت كل انفاقه واطفأت جميع شموعه ومع سبق الاصرار والترصد لأن الثمن الحقيقي هو الذي يدفعه الرجال حتي لو حرموا أو غيبوا أو تم اقصاءهم عن المشهد العام بدوافع تغييب فتح غزة عن المشهد وجعل بعض رموزها مجرد كومبرس في مشهد ينظر إليه ملايين الفلسطينين والعرب والمسلمين هو قضية فلسطينة يوشك أبناءها علي قتل اجمل ما فيها وهو الوحدة الوطنية بوحدة الشعب و وحدانية السلطة تحت إطار جامع هو منظمة التحرير الفلسطينية....

ان المصالحة المجتمعية بنسختها الثانية وبقيادة فتح التيار أولوية وطنية ينظر إليها قيادة التيار كمقدمة حقيقة لإنهاء الانقسام عبر رسالة يرسلها الي جميع الفصائل والي العالم أجمع بأن فتح هي المظلة الوطنية التي تجمع كل أبناء الشعب الفلسطيني تحتها لتحميها من الانزاق أكثر نحو الهاوية في محاولة لانتشالها من هاوية صممت بدقة عالية أن يكون مشهد الانقسام هو البانوراما الفلسطينية لينهض من جديد المارد الفتحاوي ليلملم الحالة الوطنية ويشكل حصانة ضد اي انهيار قادم ويعالج كل الآثار التي قد تؤرق نهوض العمل المشترك نحو رؤية وطنية جديدة بأدوات بناء وليس بمعاول هدم .....

إن رجولة فتح في هذا الاتجاه تقول للجميع القاصي والداني بأن فتح اكبر من كل الجراح وبأن تتسامي بفعل الروح الوطنية التي تملك وبأن ميزان الربح والخسارة هو فقط في تجاوز الماضي لأن التفكير والتعمق فيه لن يولد حاضر تنعم به الأجيال في مستقبل يوقف شلالات الهجرة المتدفقة بفعل غياب الامل و حالة الإحباط العام التي تسيطر علي جمهور يقتله الفشل أكثر في كل جولة وآخري لا تعكس أصالة الشعب الفلسطيني ولا قراره الوطني المستقل ولا إصراره علي إنهاء النكبة النكسة المتزامنة وهذا العار الذي يفتك باجيال واعدة ثأر وكراهية وحقدا وانقساما ....

والغريب في الأمر أن استئناف النسخة الثانية من المصالحة المجتمعية لم يلق اي تعليق رسمي لا من منظمة التحرير الفلسطينية ولا من السلطة الفلسطينية وكان الأمر يجري علي أرض غير فلسطينية وفي زمن طلقوا أي علاقة به للبقعة الجغرافية التي تم عزلها واقصاءها وتسليمها وعدم استدراك أي محاولة لاسترجاعها أو الالتفاف أن تكون علي طاولة المنظمة التي تم التآمر عليها وتعطيل مجلسها الوطني ومجلسها الوسيط باستثناء اللجنة التنفيذية التي لا تنعقد إلا بحضور الرئيس وتغيب عن السطح في غيابه في بقعة جغرافية لا يتجاوز عدد سكان جماهيرها المقاطعة وشارع الارسال ودوار المنارة في استهلاك واضح لفلسطينو الشتات التي يتم وسم أي محاولة منهم للاستفسار عبر أي تجمع بالمؤامرة وايضا لقطاع عريض من فلسطينيو الله 48 وكذلك تحويل جمهور غزة بفعاليته الي كم مفرغ بدون اي التفات الي النمو الطبيعي والحاجة الملحة لازدهاره وتنميته بالإضافة إلي مخيمات الضفة الغربية التي تشهد حالة من الاقتحامات اليومية والنزيف المتدفق في دماء أبناءه دون موقف غير المراقب البعيد من السلطة والمنظمة بالإضافة إلي ما يحدث بالقدس من إهانات متكررة لامهاتنا وحرائرنا في مواجهة ما يجري من تهويد واستيطان

ان الخجل الجغرافي الذي يصاحب تكوين اللجنة في قضايا اجتماعية ملحة لا يسعفنا عن الإجابة عن مصير المصالحة بعد استكمال جبر الضرر في دماء من فقدوا فإذا كان صاحب الدم تجاوز بكرامة وطنية وبايمان الفطرة وشهامة الدين والعروبة عن الصفح والجود فهل ستختصر كل هذه الكرامات في جيبة سياسي لا يري إلا نفسه وأن محصلة كل ما يحدث لم يتمخض من حجمه الفاني بمجرد تعليق يبدأ وينهي (( نبارك الجهود وعلي بركة الله ))

وبأن الأمر بيده وهو الحاكم بأمر الله ولا احد سواه في وضع القضية الفلسطينية علي مسارها الطبيعي ولأنها يجب أن تتحرك الي الامام و وضع حد للمرواغة في ذات العار الزماني الذي يستطيل ولم يعلن عن انهائه حتي اللحظة ... إضافة إلي الخجل الجغرافي أيضا ذات المصطلح في موضوع البديل وكان أي محاولة للاقتراب من منظمة التحرير هي كفر مباح حتي لو أعلنت المنظمة بأن ما يحدث خارج ثمتيلها السياسي ولا تستطيع هذا الأمر باعتبار مهم وهو أن من يشارك في هذه اللجنة هي فصائل حية داخل المنظمة وان جنوحها باتجاه هذه المشاركة ليس بأمر من الحاكم بأمره ولكن خروج من بيت طاعته الذي يفتقد عن ادني دعم مادي أو معنوي غير الإهانة المتكررة في كل مناسبة لانه أصبح لا يري إلا نفسه ....

لذلك التغلب علي هذين الأمرين أمر ليس مستحيلا سواء في الاطار الجغرافي أو حتي في مس الثمتيل الذي أصبح حصريا ومحدود وكأنه شركة مساهمة محدودة ولا تحتاج لأحد لذلك في اللحظة التي ينظر بها حاجة غزة الإنسانية فهناك لها ما يشابهها في مخيمات الضفة ولها أيضا عامل تعزيز الصمود في القدس وسكانه أمام هذه الهجمة الاستيطانية الشرسة فخجل الثمتيل لا يستوي مع الأحجام عن تناول القضايا الملحة باتجاه قضايا أكثر إلحاح ولا يختصر الوطن في حدود معينة ويلغي حدود أخري أعلن ناظر العزبة أنها ليست من ممتلكاته ولا يجوز لأحد مد يده أو سيطرته عليها فالمسألة بين تداول محرم في استنكاف عن معالجة مخمصة قد تودي بشعبنا الي الهلاك في غياب واضح لدور الممثل الذي يحجم عن تجديد شرعيته ويفتح الباب علي مصراعيه لعدم وحدانيته بعدم القيام بالدور المنوط بها وطنيا واجتماعيا ونضاليا وثوريا ...

هذه الأرملة الفلسطينية في حضور الزوج الذي يحاصر أي محاولة للإغاثة أو للتنمية الحقيقة لابناؤه معزيا ذلك بأن لا دور في الإغاثة الا لسواه وان اشبعتم تجويعا ولا أمل في النهوض الا في الممثل وإن خرج عن الدور وأصبح يقدم مولونج سياسي ماسخ وبأن لا أمل في إنهاء الانقسام طالما لم يؤذن له من دوائر الاستعمار ولا نية في التجديد بالانتخاب طالما هو علي قيد الحياة تحت أي مبررات أو دواعي حتي لو استدعي القدس كذبا و زورا و بهتانا ...!!؟!!

كلمات دلالية

اخر الأخبار