
أجساد متعبة وعيون تترقب..
تقرير: مرضى غسيل الكلى أمام خطر يهدد حياتهم

أمد/ غزة: هي ليست مجرد أنابيب بلاستيكية، بل شرايين حياة منقذة لـ 1100 مريض التصقت أجسادهم بماكنات غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا، إن توقفت عن العمل يعني أن حياتهم مهددة في أية لحظة.
داخل قسم غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي، أجساد متعبة وعيون ترقب بقلق رحلة عذاب عنوانها الحياة ان توفرت المستلزمات الطبية أو الموت إن نفذت!
يغادر المواطن (م. ع)، منزله في الخامسة فجراً، يأخذ مكانه على أحد أجهزة غسيل الكلى في جلسة تستمر لأربع ساعات بمعدل 3 مرات أسبوعياً.
"كمريض فشل كلوي أحتاج أن أحضر إلى المشفى وأنا أشعر بالراحة من أنني سأتمكن من تلقي العلاج وتوفر الأدوية والمعدات اللازمة."، أخبر أمد للإعلام.
وأوضح أنه في كل مرة يحضر فيها إلى المستشفى يعاني من عدم وجود الأنابيب والإبر واللاصق الطبي.
بدورها عبّرت المواطنة (أ. ب) والتي تخضع لجلسات غسيل الكلى منذ أكثر من عام، عن خوفها من نفاذ المستلزمات الطبية اللازمة لعلاجها وأن حياتها معرضة للخطر في أية لحظة.
وقالت "لأمد للاعلام" " الراحة النفسية مهمة للمريض وشعوره بالأمان هو جزء من العلاج، أما في وضعنا هذا شعورنا بالخطر في كل لحظة يزيد من معاناتنا وآلامنا، إذا لم تتوفر الفلاتر والمحاليل هذا يعني أنني مهددة بخطر الموت."
وأطلقت صحة حماس في غزة، يوم الأربعاء، نداء استغاثة محذرة من أن النقص الحاد في المستلزمات الطبية قد يحول دون تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من ألف مريض بينهم 38 طفلاً.
وأكدت الصحة، في مؤتمر صحفي عقدته في مستشفى الرنتيسي للأطفال حول الأزمة وتداعياتها الخطيرة على المرضى على أن مخازنها فارغة تماما من فلاتر غسيل الكلى، والكانيولات، وأنابيب نقل الدم، وأن ما هو متوفر في أقسام غسيل الكلى على وشك النفاد.
وتقدم خدمة غسيل الكلى في 6 مراكز موزعة في محافظات قطاع غزة بواقع 13 ألف جلسة غسيل شهرياً وهي خدمة حساسة منقذة لحياة مرضى الفشل الكلوي.
صحة حماس، حملت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تفاقم الأزمة، بصفته المتسبب الرئيسي في معاناة مرضى قِطاع غزة وتفاقم مُعاناتهم جراء حِصاره المتواصِل للعام السابِع عشر على التوالي، مطالبة الجهات المعنية التحرك العاجل والفوري لإنقاذ مرضى الفشل الكلوي وعدم الاكتفاء بالتدخلات الاسعافية التي تبقي المرضى وخدماتهم الصحية في دائرة الخطر.
كما دعت، المؤسسات الحقوقية والمنظمات الانسانية إلى تجريم ممارسات الاحتلال بحق المرضى والتسبب بفقدان حياتهم وذلك بحرمانهم من العلاج داخل قطاع غزة ومنع خروجهم للعلاج خارج قطاع غزة والتعنت في ادخال التجهيزات الطبية والتشخيصية الخاصة بهم.
مرضى مهددون بخطر الحرمان من العلاج والتعرض لمضاعفات صحية خطيرة، يتقاسمون الألم والوجع وكل ما يحلمون به هو توفير علاجهم في ظل حصار خانق استمر لأكثر من 15 عاماً، أثر بشكل كبير على النظام الصحي في قطاع غزة.