
في أول حوار بين الجامعة العربية ومجلس الأمن..
أبو الغيط يلتقي لافروف على هامش أعمال الجمعية العامة

أمد/ نيويورك: اللتقى أحمد أبو الغيظ، الأمين العام لجامعة الدول العربية،يوم الأربعاء في نيويورك وزير الخارجية سيرجي لافروف.
وذلك خلال مشاركتهما في الشق رفيع المستوى للدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصرح جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام،بأن الطرفين بحثا خلال اللقاء عدداً من القضايا الدولية والإقليمية، ذات الاهتمام المشترك،وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتطوراتها.
وقال رشدي، إن أبو الغيظ حرص على إطلاع لافروف على خلاصات الاجتماع الوزاري، الذي عقد على هامش الجمعية العامة، لتعزيز المبادرة العربية للسلام، وذلك برعاية عربية أوروبية مشتركة، مشيراً إلى أهمية مشاركة روسيا في هذا الجهد الرامي، إلى الحفاظ على حل الدولتين، والبقاء على مبادرة السلام العربية على الأجندة الدولية.
وأضاف رشدي، أن أبو الغيظ ناقض مع لافروف سبل تعزيز العلاقات العربية الروسية، في إطار التعاون القائم بين الجانبين، والذي يجسده منتدى التعاون العربي الروسي، المزمع عقد دورته القادمة قبل نهاية العام.
أبو الغيط: الحكومة الإسرائيلية خلقت نظام فصل عنصري وأنهت خيار "حل الدولتين"
نيويورك: تحدث أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن القضايا العربية والإقليمية، أمام جلسة مجلس الامن للحوار التفاعلي غير الرسمي رفيع المستوى حول التعاون بين مجلس الامن و جامعة الدول العربية.
ووجه حديثه إلى، ممثلي دول مجلس الأمن، أود أن أعرب عن تقديرنا لمبادرة بلدكم رئيس المجلس بعقد هذه الجلسة الهامة، فالمنطقة العربية لا زالت تشهد عدداً من الأزمات المعقدة والممتدة.. بما يفرض علينا جميعاً العمل على إيجاد حلول لها، لأنها تهدد الاستقرار في الإقليم بأسره، وتُؤثر سلباً على مساعي تحقيق التنمية.
القضية الفلسطينية..
وأضاف، اسمح لي الرئيس أن أبدأ بالقضية الفلسطينية لانها قضيتنا المركزية كعرب.. وهي تمر بمنعطف خطير.. فحل الدولتين يحتضر.. ولا تكتفي حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالحديث علناً عن معارضتها لهذا الحل وإنما تعمل كل يوم على تقويض أي فرصة لتطبيقه على الأرض في المستقبل.. عبر البناء الاستيطاني وقضم الأراضي.
وأضاف أبو الغيظ، ومنذ بداية هذا العام وافقت الحكومة على إقامة 13 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، في مخالفة صارخة لقرار مجلسكم الموقر (2334) لعام 2016 الذي ألزم إسرائيل بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية.
وقال، إن الحكومة الحالية، بخطابها العنصري الذي لا تخفيه.. ترسخ واقعاً لا يمكن وصفه سوى بنظام "الأبارتايد" البغيض.. حيث يعيش ملايين الفلسطينيين على أرضهم كمواطنين من الدرجة الثانية.. محرومين من حرية الحركة ومحاطين بغابة من الطرق التي لا يستخدمها سوى المستوطنين.. ومروعين بالعنف الذي يمارسه هؤلاء المستوطنون بغير عقاب.
وتابع، هذا وضعٌ غير قابل للاستمرار، ولا يُمكن القبول به، وسيدفع الأمور إلى حافة الانفجار.. إن الجامعة العربية تدعو كافة أصدقائنا من محبي السلام في العالم إلى العمل على نحو جدي لتغيير هذا الواقع.. ثمة مسئولية على المجتمع الدولي لمواجهة قوة الاحتلال والضغط عليها، ودفعها للتوقف عن تصدير أزمتها السياسية إلى الآخرين، وبحيث يُعاني الفلسطينيون من مزايدات السياسيين الإسرائيليين ومنافساتهم في إظهار أكبر قدر من التشدد والتطرف.
وأردف أبو الغيظ، لقد عملنا في الجامعة العربية مع الاتحاد الأوروبي وبجهد سعودي مصري أردني مشترك على تمهيد الطريق لتصور اليوم التالي تحقيق السلام، والتوصل الي حزمة من المحفزات التي يُمكن تقديمها لاطراف الصراع والإقليم .. فقط في اليوم التالي لتحقق السلام على أساس المبادرة العربية التي تشدد على إنهاء الاحتلال أولاً، كشرط لتحقيق التطبيع والسلام الإقليمي الذي يصبح في مصلحة الجميع... إنه جهد يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين وإبقائه على الاجندة الدولية، باعتباره الحل العقلاني الوحيد الذي أقره المجتمع الدولي كصيغة لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وقال، "إن أعضاء هذا المجلس عليهم مسئولية كذلك في الحفاظ على هذا الحل من أجل المستقبل.. وإننا ندعو إلى دعم جهود دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وندعو كافة الدول التي لم تعترف بفلسطين إلى سرعة الاعتراف بها.. باعتبار أن ذلك يُسهم في تعزيز جهود السلام".
وتابع أبو الغيظ حديث، لا زالت بعضُ الدول العربية تُواجه أزمات قد تُهدد وجودها ككيانات وطنية.. مع معاناة هائلة وممتدة لملايين السكان.. ومن الواضح أن بعض هذه الأزمات من صنع البشر، فيما تفاقم الكوارث الطبيعية والتغير المناخي من حدة الأزمات.. وفي هذا السياق، فإننا نُعبر مجدداً عن المواساة والمساندة الكاملتين لكل من المغرب وليبيا اللتين تواجهان في هذه الأثناء تبعات كارثتين طبيعيتين مؤسفتين.
يمر السودان بمنعطف بالغ الخطورة منذ منتصف أبريل الماضي.. فاستمرار الحرب أوقع مآسي انسانية بلا حصر.. وهو يهدد بتقويض المؤسسات الوطنية وتدميرها.. واليوم، نخشي جميعاً من اتساع رقعة النزاع وتزايد حدته من دون أفق واضح للحل.. وتتزايد احتمالات غرق هذا البلد العربي متعدد الأعراق في اقتتال شامل وربما انقسام... إن الجامعة العربية تدعو إلى مسار وطني شامل يُعالج جذور الأزمة في السودان من كافة النواحي الأمنية والسياسية والتنموية والإنسانية.. وبهدف الحفاظ على وحدة البلاد الترابية وسلامة مؤسساته الوطنية، وفي مقدمتها القوات المسلحة.. على أساس مبدأ وحدة السلاح.
وفيما يتعلق بسوريا.. اتخذت الدول العربية، كما تعلمون قراراً بعودة هذا البلد العربي إلى موقعه داخل الجامعة العربية.. وجاء هذا القرار بعد ما يقرب من اثني عشر عاماً من استمرار الأزمة من دون حل.. مع كلفة إنسانية ومادية هائلة.. إن الدول العربية تسعى لدور قيادي يسهم في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية استناداً لقرار مجلس الأمن (2254) لعام 2015، وعلى أساس منهجية خطوة مقابل خطوة... بما يعالج جذور الأزمة وتداعياتها الخطيرة ليس على الشعب سوري وحده، وإنما أيضاً على دول الجوار المُستقبلة لملايين اللاجئين، والمتأثرة بمشكلات انتشار المخدرات والإرهاب.
وفي اليمن.. ومع تحسن في الوضع الأمني في الشهور الأخيرة، ومنذ إقرار الهدنة في أبريل 2022.. فإن الطرف الحوثي لا زال يرفض تمديداً رسمياً للهدنة.. ويفرض الحصار على تعز.. إن الطريق إلى تسوية سياسية في اليمن يبدأ بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات جادة.. إن المستقبل يجب أن يتسع لجميع الأطراف في اليمن، ولكن لا يُمكن أن يسود طرفٌ واحد بقوة السلاح.. وعلى الحوثيين الاستماع إلى صوت العقل، والعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة التي يُعاني منها أبناء الشعب اليمني.. وعلى الأطراف الإقليمية الأخرى التحرك بجدية نحو خفض التصعيد والامتناع عن إطالة أمد النزاعات القائمة.
أما في ليبيا فإننا جميعاً نعي حجم التحديات والأزمات الإنسانية التي لايزال يواجهها الأشقاء الليبيون.. وإذ أعرب عن خالص العزاء لضحايا الكارثة التي حلت بهذا البلد الشقيق، فإنني أدعو مخلصاً لأن تدق هذه الكارثة جرس الإنذار لجميع الليبيين لكي يجتمعوا على كلمة سواء.. ويتعالوا علي خلافاتهم ويوحدوا صفوفهم من أجل عبور المرحلة الحالية.. ويعملوا على تهيئة الظروف القانونية والسياسية التي تمهد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في أقرب وقت.. باعتبارها السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة البلاد ومؤسساته.
وفي لبنان، فإن الوضع هناك لا زال يثير القلق الشديد.. مع استمرار الشغور الرئاسي والفراغ المؤسسي الذي تعاني منه البلاد بشكل متزايد منذ ما يقرب من العام... إنه وضع يفاقم من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب.. ويتعين انهاؤه عبر حلول وسط، ومن دون إملاءات من أي طرف.. كما لا يمكننا إغفال الأثر المتفاقم لأزمة اللاجئين الذين يستقبلهم هذا البلد الصغير.. بما يجعل مساعدته فرض عين على المجتمع الدولي.
أما في الصومال، فإنني أدعو الجميع إلى مساندة الحكومة الفيدرالية من أجل تمكينها من أداء واجباتها وخوض المعركة الشرسة في مواجهة الحركات الإرهابية، وسط تحديات صعبة في مقدمتها الجفاف الممتد لسنوات، بكل ما يمثله من آثار سلبية على السكان، وما يضعه من أعباء إضافية على كاهل الحكومة.
السيد الرئيس،
إن لمجلس الأمن دوراً محورياً في العمل بصورة استباقية لحفظ السلم والأمن الدوليين... وأُذكِّر هنا بأن جميع دول الشرق الأوسط العربية صارت أطرافاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووي.. لتبقى إسرائيل الوحيدة التي ترفض الانضمام إلى المعاهدة.. وإنني أدعو مجلسكم الموقر لتحمل مسؤولياته وواجباته ودعم الجهود العربية والأممية الهادفة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، والتي أسفرت خلال الفترة الماضية عن عقد مؤتمر أُممي لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، عُقدت له ثلاثة دورات ناجحة وبمشاركة جميع دول المنطقة، باستثناء إسرائيل التي لازالت تتعنت برفضها المشاركة.
إن المنطقة العربية ليست كلها منطقة أزمات..
هناك دول عربية رائدة تواجه تحديات التنمية والاستقرار بقوة الأمل والعمل.. ونري يومياً عشرات الامثلة علي نجاحها.. وقد رأينا في العام الماضي إشارات إيجابية في اتجاه ترسيخ الأمن والاستقرار.. وخفض التصعيد سواء في النزاعات القائمة.. أو بين الدول العربية وجيرانها في الإقليم.. إن الدول العربية لا ترغب سوى في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وتحقيق النماء لشعوبها.. والمنطق يقتضي أن تضع ايديها في يد كل من يهدف الي ذلك بالذات من الجيران من أجل سلام وازدهار إقليمي تعم ثماره على الجميع..
أشكركم مجدداً، الرئيس على جهود بلدكم في عقد هذه الجلسة المتميزة، آملاً أن يستمر العمل والتنسيق مع مجلسكم الموقر في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك .
كلمات دلالية
أخبار محلية

تواصل الدعم الدولي بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
-
مجدلاني يثمن الدور والدعم الأردني للقضية الفلسطينية والعلاقات المصيرية بين البلدين
-
الديمقراطية تدعو «عقلاء» إسرائيل إلى إعادة قراءة مشروعهم الصهيوني ومستقبله
-
مجدلاني يرحب بموقف الصين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويدعو للعمل المشترك لعقد مؤتمر دولي متعدد الأطراف لعملية السلام
-
الديمقراطية تدعو للتسريع في إدخال المساعدات لقطاع غزة