
المنتصف

محمد حسين
أمد/ وأنتَ تغادرُ ألمَ المنتصفِ اتركْ ملحاً لشظايا الذّكرياتِ...
لتواريخِ المقاعدِ الفارغةِ
للطّرقِ المبلّلةِ بلهاثِ الكلماتِ..
وأنتَ تغادرُ فضاءاتِ المنتصفِ اتركْ بعضاً من دمِكَ للرّيحِ..
لمفاتيحِ الأبوابِ المغلقةِ
للأجسادِ المنهكةِ من شغفِ المُشتهى...
وأنتَ تغادرُ مربّعَ المنتصفِ لا تنسى عناقَ الصّباحِ..
وأنتَ تغادرُ لقاءَ المنتصفِ فوقَ الأرصفةِ القديمةِ
فتّشْ في دفترِكَ عن تاريخٍ تهَاوى خلسةً...
وأنتَ تغادرُ
عليكَ أن تعزفَ بأصابعِكَ المبتورةِ لحنَ الضّياعِ...
وأنتَ تغادرُ
بلّلْ ليلَكَ بالدّموعِ والصّراخِ واكتبْ على جدائلهِ
نعوتَكَ الأخيرةَ....
وأنتَ تغادرُ...
اعتذرْ من قهوتِكَ الصّباحيةِ وامضي لتمضغَ الوجعَ قليلاً
فأنتَ لم تعرفْ طعمَ النّهايةِ لكنّكَ احترفتَ وجعَ المنتصفِ...