شكلة وشتلة...

تقرير: حكاية الصيدلانية أريج الكيلاني مع "مستحضرات التجميل"- صور

تابعنا على:   12:00 2023-09-08

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: عقولٌ مبدعة تناقش أفكارها، لتبدع وتصنع من العدم كل شئ أمام عقبات متجددة لن تنتهي في ظلّ واقع اقتصادي واجتماعي وسياسي مرير .. هنا غزة.

الثلاثينية أريج الكيلاني صيدلانية تخرجت من جامعة الأزهر في قطاع غزة، أجبرتها ظروفها الاجتماعية على الخوض في مشروع ليس بعيداً عن مجال دراستها وعملها، بل هو ابداع منها يكمل طريقها وسط أشواك الحياة.

 تخطو الصيدلانية الغزّية، خطوة جريئة استوحت منها فكرة مشروع "شكلة وشتلة" الذي جاء من حبها للكيمياء ليكون دافعاً أساسياً للانطلاق به تعزيزاً للجمال الطبيعي والعناية بالصحة.

 تقول أريج في حديثها مع "أمد للإعلام"، وهي فتاة نشأت في ظل أسرة فلاحة، "كوني من سكان بلدة بيت لاهيا فقد ولت بالفطرة على حب الزراعة، إلى جانب أن وضعي المادي لا يسمح لي بفتح مشروع ضمن مجال دراستي، فوظفت تجربتي العلمية لتأسيس مشروع تتمحور فكرته حول استخدام الورود الطبيعية، وخاصة الجوري، في تصنيع مستحضرات التجميل".

تبدأ الشابة الصيدلانية يومها بجولة بين شتلات الورود كي تستمد منه طاقتها الإيجابية لتحدد من خلالها كل وردة لماذا سيتم استخدامها، هكذا تحدثت الصيدلانية أريج مع "أمد".

أرض صغيرة فتحت لها شباك الأمل..

تؤمن أريج احتياجها من الزهور على قطع أرض صغيرة بمساحة 250 متراً مكعباً تضم مئات الأشتال الوردية مثل "الجوري المخملي" المستورد لافتقار السوق الفلسطيني لهذا النوع الذي يتميز برائحة نفاذة وكميات وفيرة من الزيوت العطرية المغذية للبشرة والشعر.

وأضافت، أن مشروع "شكلة وشتلة" يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الجمال الطبيعي والاهتمام بالبيئة في مجتمعنا، ويجسد روح الابتكار والمبادرة في مجال الصيدلة ويوفر فرصاً لتحسين الصحة والجمال بطرق طبيعية وصديقة للبيئة. 

ولفتت الصيدلانية الغزّية في حديثها مع "أمد"، أنه في بداية مشروعها عملت على توفير باقات الورد، وتزيين سيارات العرسان، ومن ثم تطور لاستخدام الورد في صنع مربى الورد، وماء الورد، وكذلك زيت الورد ومورد للشفاه ومرطب طبيعي وغيرها من المنتجات الطبيعية ومستحضرات التجميل الخالية من المواد الكيميائية الضارة.

وتوضح، أنّه في فترة نمو الزهرة تكون تحت المراقبة، فالناضجة الكبيرة منها تستخدم لصنع مربى الورد، والوسط لمستحضر ماء الورد".

شجّع "شكلة وشتلة"، النساء على استخدام المنتجات الطبيعية والتخلص من الاعتماد على المنتجات الكيميائية.

عملت الصيدلانية الغزّية في معظم صيدليات شمال قطاع غزة، لكنها تميل دائماً للجانب العملي، فحديثُ الزبائن الدائم حول وصفات البشرة جعلها تبتكر حكايات جميلة تنقي وجوه النساء بمستحضرات تجميلية من الطبيعة.

وتحدثت "أريج"، أنّ وردتين من الورد الجوري يصنعان (200) ملم من ماء الورد الطبيعي الذي يفيد الصيدلة الخاصة في مادة تسمى علم النبات "البتانكس" الذي تعرفت فيه أنّ ماء الورد له فوائد كثيرة وقيمة لذلك؛ حاولت الصيدلانية الغزّية قدر الإمكان أن تجد منتج يحتاجه السوق.

ماء الورد واستخلاص مستحضرات التجميل..

يستخدم ماء الورد ليست فقط في مستحضرات التجميل، بل في الطعام لرائحته الرائعة، وتضيف ميزة ونكهة غير مسبوقة له، فكل وردة لها نكهتها.

وقالت الصيدلانية "أريج" عبر "أمد للإعلام"، إنّه يستخدم أيضاً في الحلويات لإضافته نكهة طيبة ورائحة جميلة، كما يوضع على "الشاي" فيعطي طعماً جذاباً، وهناك نساء يضعنّ منه على عجينة الخبز.

تمر صناعة ماء الورد بعدة مراحل، تبدأ باختيار الورود ثم غسله جيداً، ووضعه في حمام مائي، وتضاف عليه مكعبات من الثلج ليتم التكييف والتبخر كي ينتج مادة مستخلص الورد، لتنتهي العملية بالتعبئة والتغليف.

وتضع الصيدلانية الشابة، جهداً كبيراً في مشروعها، حيثُ تطور تركيبات خاصة بنفسها معتمدة على الأبحاث والدراسات العلمية للحصول على نتائج فعّالة وآمنة، تشمل منتجاتها مجموعة واسعة من الزيوت الطبيعية وماء الورد والتي تعمل على ترطيب وتغذية البشرة وتعزيز جمال الشعر وصحته.

تقوم أريج بتوزيع المستحضرات التي تصنعها على الصيدليات، وتبيعها أيضاً لزبائنها، فهي تعتمد على الشراء والبيع على مواقع السوشيال ميديا، بعد دراستها المختصة بهذا المجال، في اتحاد الكنائس والذي استفادت منه كثيراً في التصميم لتسويق بيع منتجاتها.

وتخطط أريج لتوسيع نطاق عملها وزيادة قدرتها الإنتاجية باستخدام التكنولوجيا الزراعية لتضمن توفير المنتجات لزبائنها. 

وتسعى الصيدلانية بحسب حديثها مع "أمد للإعلام"، بناء علامة تجارية قوية لـ "شكلة وشتلة" والوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور المهتم بالجمال الطبيعي. 

مساعي أريح لتطوير مشروعها، يعتمد على أفكار إبداعية وزراعة الورد بطريقة "هيدو بونيك"، أو باستخدام عسف النخيل وألواح من الصلصال لتتمكن من إنتاج كمية أكبر من الورد وبذات حجم مساحة الدفيئة.

وتابعت أريج غبر "أمد"، أرى في "شكلة وشتلة" قصة نجاح تحفيزية تشجع الشباب على تحقيق أحلامهم وتحويل أفكارهم المبتكرة إلى حقيقة.

معيقات وتحديات..

تواجه الصيدلانية "أريج" تحديات وقيود وصعوبات اقتصادية، نتيجة الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تؤثر على زراعة الورد.

شبح الاحباط والفشل والاكتئاب من ضمن المعيقات التي واجهت أريج، خاصة فيما يتعلق بالموارد المالية، وقلة فرص العمل، وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر والذي يعيق عملية الانتاج.

كما تواجه أريج بحسب حديثها مع "أمد"، لعدم وجود تكافؤ فرص يتعب من خلالها الشخص للبحث عن الكثير من المواد.

وعن غيرة النساء، ليست بعيدة أيضاً عن المعيقات التي واجهتها أريج، حيثُ قالت: أعدائي من النساء أكثر من الرجال".

ومن ضمن ايجابيات مشروع شكلة وشتلة، خلقت أريج لنفسها فرص عمل في فترة كانت محدودة، حيثُ ابدعت في صناعة منتج فلسطيني ينافس باقي المنتجات العالمية، والذي يعتبر نقي طبياً.

 وتوفر الزراعة بحسب حديث "أريج" مع "أمد للإعلام"، مصدر دخل، وتلهي نفسها من خلال عملها بدلاً من الفراغ.

"أنا انسانة وقتي محدد إما بالتعليم أو بتعليم الآخرين"، هذه العبارة التي تحدثت بها الصيدلانية الغزيّة التي صنعت من نفسها شيئاً في ظل واقعها المزري وسط مكان محاصر من جميع الجهات، داخلياً وخارجياً.

رسائل وردية..

وجهت الصيدلانية أريج رسالتها عبر "أمد"، لجميع  الناس التي تستطيع أن تقف إلى جانب الشباب المبدع في فلسطين، أن يمدوا لهم يد العون حتى لا يصل بهم المطاف إلى الانتحار بشتى طرقه أو هجرتهم خارج الوطن، خاصة أنّ الشباب الفلسطينين يحتل مركز كبير من العلم والعلماء.

وفي رسالتها للمرأة الفلسطينية قالت، عليك أن تكون امرأة قوية وتشتغلي على قدراتك، وتآمني بنفسك وتقتنصي الفرص لتحقيق ذاتك لتصلي إلى الأماكن التي تستحقينها.

اخر الأخبار