مركز بحثي:7آلاف وحدة استيطانية منذ يونيو الماضي في الضفة الغربية

تابعنا على:   08:14 2014-11-23

أمد/ القدس : أسفرت سياسة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية عن مضاعفة حجم الاستيطان في الضفة الغربية بإقرار إقامة نحو 7 آلاف وحدة استيطانية جديدة منذ حزيران (يونيو) الماضي، وارتفاع عدد المستوطنين لأكثر من 570 ألف مستوطن مسلحين اليوم بقرار رسمي حكومي.

وأسهم ما يسمى "استيطان الظل" بنسبة 65-70 % من حجم النشاط الاستيطاني الفعلي خلال تلك الفترة، بينما لم يتجاوز الإعلان الرسمي منه سوى نسبة 35 %، بنحو ألفي وحدة استيطانية جديدة، شغلت القدس المحتلة النصيب الأوفر منها.

وأوضح مدير مركز القدس الدولي للدراسات والأبحاث حسن خاطر أن "سلطات الاحتلال أقامت زهاء 5 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة بشكل غير معلن، منذ حادثة خطف المستوطنين في حزيران (يونيو) الماضي".

وقال، لصحيفة "الغد" الأردنية ، إن "الأنشطة الاستيطانية التي تمارس في "الظل" تتم عادة من خلال مقاولي القطاع الخاص، وليس عبر إجراءات رسمية مثل طرح العطاءات الحكومية والإخطار بها في الصحف المحلية". وأضاف إن "استيطان "الظل" استقطع النسبة الأكبر من حجم النشاط الاستيطاني الفعلي بنسبة تتراوح بين 65 – 70%، من إجمالي حوالي 6 – 7 آلاف وحدة استيطانية، عبر إقامة وحدات استيطانية جديدة أو توسيع القائم منها".

في حين "لم يمثل الإعلان الرسمي للقرارات الاستيطانية سوى 35% فقط من حجم الاستيطان الفعلي، عبر إقرار إقامة 2000 وحدة استيطانية جديدة منذ حزيران (يونيو) الماضي"، بحسبه.

وتحت مزاعم "النمو الطبيعي للمستوطنات"، قام الاحتلال بمضاعفة النشاط الاستيطاني منذ بداية العام الجاري، ضمن سياق نمط عدوانه الثابت ضد الأراضي المحتلة بعيداً عن ما يعتقده فعلاً محرراً من ضغط المساءلة العربية الإسلامية والدولية.

واعتبر خبير الاستيطان رئيس اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عبد الهادي هنطش أن "المعلن إسرائيلياً عن الأنشطة الاستيطانية يخالف معطياتها الرقمية الفعلية".

وتتخفى سلطات الاحتلال، أمام المجتمع الدولي، وراء المنظمات الصهيونية المتطرفة لقضم الأراضي الفلسطينية واستلاب حق ملكيتها الثابت تاريخياً وقانونياً من مواطنيها الفلسطينيين، ضمن ما يسميه هنطش "الاستيطان الهادئ".

وقال، لـ"الغد" ، إن "سلطات الاحتلال تسعى من خلال ذلك إلى الانفلات من الضغط الدولي عبر التستر وراء غطاء القطاع الخاص الذي يمارس أنشطته "الاستيطانية" بزعم أغراض النمو الطبيعي، رغم أنه يتم تحت مسمع المستوى السياسي وبتشجيع منه".

وأشار إلى أن "سلطات الاحتلال أقامت أكثر من 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، منذ بداية العام الجاري".

وأوضح بأن "الاحتلال يسعى إلى إقامة كتل استيطانية لا يسهل إزالتها عند بلوغ تسوية سياسية، بينما يمضي في تهويد القدس المحتلة ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وشق الطرق الالتفافية، من أجل منع أي محاولة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967".

ولفت إلى "ارتفاع عدد المستوطنين لأكثر من 570 ألف مستوطن، ضمن 260 مستعمرة، و360 بؤرة استيطانية، في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة".

واستكملت سلطات الاحتلال حلقة عدوانها في الأراضي المحتلة من خلال اتخاذ عدة إجراءات مؤخراً، من بينها تسليح المستوطنين، ما شكل "ضوءاً أخضر لتصعيد العدوان ضد الشعب الفلسطيني"، بحسب المسؤولين.

ولطالما شكل المستوطنون معولاً إسرائيلياً معتبراً لتثبيت الحدود الآمنة وتأمين العمق الاستراتيجي والسيطرة على الموارد المائية وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأمين مستودعات الأسلحة والعتاد.

وقد اصطف المستوطنون في مفاصل تاريخية مهمة من القضية الفلسطينية إلى جانب المؤسسة السياسية الإسرائيلية من أجل قمع الشعب الفلسطيني، بخاصة خلال انتفاضتي 1987 و2000، عبر ما امتلكوه من أسلحة وذخيرة.

إلا أن الإقرار الرسمي الصادر عن الحكومة الإسرائيلية مؤخراً "ينذر بخطورة بالغة تؤشر لحملة قادمة من تصعيد العدوان في الأراضي المحتلة"، بحسب خاطر.

وقال إن "المسألة هنا لا تتعلق بمجرد دعوة لحمل السلاح، الذي يقتنيه غالبية المستوطنين، بل إعطاء الضوء الأخضر لهم من أجل استخدامه ضد الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر والجرائم ضدهم".

واعتبر أن ذلك "ينم عن التواطؤ السياسي لتصعيد وتيرة الاقتحامات ضد المسجد الأقصى المبارك، والعبث عدواناً وتخريباً في أراضي الضفة الغربية، التي يتحرك المستوطنون ضمنها". وزاد إن "الاحتلال يذهب بعيداً في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني، عبر الاستيطان وهدم المنازل وشن حملة الاعتقالات الواسعة بين صفوف المواطنين".

ورجح "بتفاقم الأمور تجاه مزيد من التصعيد وتطوير وتفعيل الوسائل الإجرامية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الأيام القادمة، والمضي قدماً في موجة خطيرة من تهويد القدس المحتلة".

فيما اعتبر هنطش أن "القرار الرسمي بتسليح المستوطنين يعدّ ضوءاً أخضر لمضاعفة عدد المستوطنين المسلحين الذين ستكون لهم اليدّ الطولى في الإرهاب والعدوان ضد الشعب الفلسطيني، وفرض الحقائق المغايرة على الأرض".

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قررت مؤخراً إقامة 78 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، فيما استولت على آلاف الدونمات من أراضي منطقة يعبد، جنوب غرب جنين في الضفة الغربية المحتلة.ش

اخر الأخبار