كونوا إنسانيين معنا أولاً

تابعنا على:   07:52 2014-11-23

وصال ضهير

ما يحصل الآن في تلك المدينة المقدسة من تشويه وتدنيس على يد قوات الاحتلال ومستوطنيهم .. وأمام كل الظلم الذي تتعرض له .. لا تزال القدس بحاراتها وقبابها، رجالها، أطفالها، ونساؤها صامدة في وجه هذا المُحتل المجرم .. لم تستغث أو تنتظر أحداً منّا، لأنها أيقنت أن زمن الأبطال قد ولّى. دافعت عن نفسها بنفسها، لقنت العالم بأبطالها درساً في كيفية قهر المُحتل ..

أما نحن !! نُتابع الجرائم الصهيونية بحقها في صمت ولربما عدد من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي ! نتمنى لو خُلقنا هُناك، أو على الأقل لو يمكننا الوصول إليها للدفاع عنها والرباط فيها، نخترع الأعذار لعدم وجودنا بداخلها ونكتفي بالتمني، ولكن ... لا تتحقق أمنياتنا إن لم نسعى لها.

ترقص القلوب فرحاً عند السماع عن مقتل صهيوني على يد أحد الفلسطينيين .. فذلك يُشفي القليل من غليل صدورنا ... وفي وسط فرحتنا العارمة لا بد من شيء يُعكر صفوها، لتبدأ الأصوات الشاذة عن الواقع بالتنديد والتعاطف مع محتلين أرضنا !!

نلوم الغرباء على موقفهم تجاه قتل عدد من المستوطنين الصهاينة في الكنيس .. ومنّا من دان العملية وتعاطف معهم !! تعاطفوا مع من اغتصب أرضهم، وهجّر أبناء شعبهم !

يدينون قتل عدد من الاسرائيليين في كنيس .. بحجة أنه مكان للعبادة وأن من بداخله أُناس مدنيون سلميون !! لكن .. لم نسمع لهم صوتاً عند مقتل الشهيد يوسف الرموني شنقاً، ولا الطفل محمد أبو خضير حرقاً، وغيرهم من الفلسطينيين المدنيين الأبرياء الذين ذهبوا ضحية الهمجية الاسرائيلية .. كل يوم الأقصى يُدنس، كل يوم الأطفال والنساء يتعرضون للأذى على يد المستوطنين ....

أين تختفي أفواهكم أمام ما نتعرض له بشكل يومي من قمع، تنكيل، وسرقة لأراضينا ؟؟!

أين اختفت ضمائركم في العدوان الأخير على غزة .. لماذا صمتّم عندما قُصفت دور عباداتنا، وقُتل أطفالنا ؟؟!

وأين أنتم الآن من الذين يبيتون في خيمةٍ لا تحمي برد الشتاء بعد قصف منازلهم على يد قوات الاحتلال في آخر عدوان على غزة ؟؟!

للأصوات المنافقة التي تدّعي أنها مع حقوق الإنسان، وأنها عادلة لا ترضى بالظلم لأحد، لأصحاب تلك الأصوات التي فقدت قدرتها على رؤية الحق وتمييزه عن الباطل ... لا تتهمونا بعدم الإنسانية .. أنتم أيضاً معدومي الإنسانية لأنكم صَمتّم على كل ما تعرضنا ونتعرض له على يد هذا الغاصب .. معدومي الإنسانية والضمير لأنكم غير قادرين على التمييز بين الضحية والجلاد .. لا تطلبوا من شخص ذاق أشد الويلات وفقد أغلى ما لديه أن يكون حيادياً ذو قلب مُرهف ليتعاطف مع من سلب كل شيء لديه !!

كونوا إنسانيين معنا أولاً.

اخر الأخبار