بين الضفة والقطاع والمركز الرئيسي في الصراع..

تابعنا على:   23:15 2014-11-22

محمد جبر الريفي

الضفه الغربية المحتلة وليس قطاع غزة هي مركز الصراع الرئيسي الان بين المشروع الوطني الفلسطيني والمشروع الصهيوني العنصري التوسعي الذي يستمد أصوله من الفكر الديني التوراتي والتلمودي الذي يتضمن الكثير من التحريف والتزوير والخرافات والأساطير والمتعلقة كلها بارتباط الذاكره الجمعيه اليهوديه بمناطق الضفه الغربيه بحكم مساحتها الجغرافيه وقدسية الأماكن المقدسه فيها وكذلك كثافتها السكانية وهي الكتلة الاكبر الذي يمكن إقامة الدولة الفلسطينية على أرضها اما قطاع غزة فليس فيه أطماع صهيونيه لأنه يخلو من وجود أماكن مقدسه لليهود فيه كما لا يعرف لهم فيه تاريخ قديم إلا فيما ندر ( اسطورة شمشون الجبار والمعبد داجون ) ولذلك ظل خارج إطار الذاكره الجمعيه الدينية اليهودية ولهذا الفارق بين الضفة الغربية وقطاع غزة فإن المخطط الصهيوني يستهدف الضفة الغربية وليس القطاع المحاصر الفقير في موارده المنعزل جغرافيا والصغير مساحة و المزدحم سكانيا حتى يحول هذا المخطط الإجرامي العنصري دون قيام دولة فلسطينية مستقلة لذا فإن إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تكون في الضفة الغربية المحتلة وليس من القطاع المحرر من الاحتلال حتى لا يكون هذا الشريط الصغير بسكانه الذين هم في غالبيتهم من طبقات اجتماعية فقيرة ساحة لحروب عدوانية وحشية مدمرة (ثلاثة حروب مدمرة ) يروح ضحيتها آلاف من الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء وآلاف أيضا من البيوت والعقارات المدمرة ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية المجرفة ، حروب يشنها الكيان الصهيوني بكل ما يملكه من ترسانة عسكرية متطورة بسبب ما تتوفر له من ذرائع يسوقها بكل دهاء دبلوماسي للرأي العام الدولي ، حروب صهيونية غير عادلة لا في أهدافها ولا في توازن القوى العسكرية فيها تفرضها علي الغزيين الذين يعانون من مشاكل معيشية طاحنة سياسات خاطئه متهورة غير مدروسة للواقع ولا للعواقب التي تنجم عنها هذه الحروب لذلك كله نرى انه من الحكمة أن يبقى قطاع غزة الذي تم تصفية الاحتلال العسكري والاستيطاني الإسرائيلي منه ، أن يبقى خارج نطاق المركز الرئيسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي حتى لا تتكرر الحروب الصهيونية المدمرة على أرضه حيث أن القضية الأساسية هنا ليست التهرب من دفع ضريبة النضال الوطني والذي كان شعب قطاع غزة دائماً سباقا إليه عبر المراحل المختلفة التي مرت بها القضية الوطنية الفلسطينية وليس التنكرايضا لوحدة النضال والمصير المشترك للشعب الفلسطيني لدحر المشروع الصهيوني العنصري بل بقدر ما هي قضية ومسألة تعميق لفكرة القاعدة الرئيسية للنضال الوطني وهي تجربة مرت بها كل الثورات الوطنية التحررية في بلدان العالم الثالث التي وقعت تحت نير الاستعمار بما فيها الثورة الفسطينية المعاصرة ذاتها حيث انتقل مركز الثورة الى الداخل (الانتفاضة) بعد أن فقدت الثورة قواعدها الجماهيرية في لبنان وقبل ذلك في الأردن ..هكذا دائما هو تكتيك الثورات والانتفاضات والانتصارات فمركز المقاومة الأساسي يكون في الأرض المحتلة نفسها كما يحدث الآن حيث يتصدى المقدسيون وأبناء مدن الضفة الغربية الأخرى بكل بسالة رغم تخاذل الموقف العربي الرسمي والدولي لاعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين والرد على جرائمهم الوحشية ( العملية الاستشهادية البطولية الأخيرة بالكنيس اليهودي ) وليس في منطقة غيرها لان المهمة الرئيسية للشعب ولحركاته المسلحة في تلك الحالة هي التصدي لجنود الاحتلال بهدف التخلص منه وتحقيق الاستقلال .. .أما فيما يتعلق بالتفاصيل العامة للمخطط الإسرائيلي فان السياسة الاسرائيلية ترسم خارطة سياسيه للضفة الغربية تكون فيها عبارة عن مناطق منعزلة تفصل بينها المستوطنات وتحيط بين مدنها وقراها من كل جانب وهذه الخارطة من شأنها تحقيق هدفين اثنين اولهما: تهويد القدس الشرقية ابتداء من محاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا كما حدث للحرم الإبراهيمي بالخليل وثانيهما :قيام الكيان الفلسطيني مهما كانت تسمياته بأداء وظيفة تحقيق السلام العربي الرسمي الشامل بين الكيان الصهيوني و البلدان العربية كافة حتى يمكن بعد ذلك خوض الصراع في المنطقة ضد ما يسمى بالإرهاب الدولي وفي إطار تحالف دولي تقوده واشنطن ويضم أطراف عربية مع الكيان الصهيوني وهذا ما صرح به نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينيه المتطرفه بضرورة التعاون مع دول المنطقة العربية لمحاربة قوى التطرف الإسلامي ..والمشاهد الآن أن المخطط الصهيوني يحاول تحقيق هذه الأهداف في ظل فوضى المنطقة السياسي والأمني ولكن نقول وبشيء من الأمل بعد أن تصاعدت أشكال المقاومة في الضفة الغربية للمخطط الصهيوني الذي دخل في طور التنفيذ في محاولة لرسم واقع جديد ..نقول أن المقاومة هي وحدها الكفيلة بهزيمة السياسات الإسرائيلية ويجب أن تتصاعد بكل أشكالها أكثر وأكثر مستخدمة كل الوسائل المتاحة و كل ما يمكن أن يتفتق عنه العقل الفلسطيني المقاوم وذلك لأن دور المقاومة الآن في الضفة الغربية وليس في اي منطقة فلسطينية آخرى هو دور وطني هام و تاريخي يقع عليه تحرير الوطن من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه على حدود 67 وحل مشكلة الاجئين حسب قرار الأمم المتحده المتعلق بهذا الشأن وذلك لان لا المفاوضات السياسية التي تحاول الولايات المتحدة الآن احياءها من جديد عبر الضغوطات التي تمارسها على السلطة الوطنية الفلسطينية وتشارك فيها للأسف أطراف عربية وإقليمية ودولية قد حققت مشروع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة ولا أيضا الأمم المتحدة في ظل الموقف الأمريكي الذي من المتوقع انه سيقف ضد المبادرة الفلسطينية الحالية باستخدام حق الفيتو ستساعد على الوصول إلى تحقيق التسوية العادلة.

اخر الأخبار