
الطريق إلى المجد..محفوف بالأشواك

محمد المحسن
أمد/ « كلمة واحدة رقيقة أسمعها وأنا حي ،خيرٌ عندي من صفحة كاملة في جريدة كبرى،حينما أكون قد مــتّ ،ودُفنت ». الفيلسوف الفرنسي الشهير " فولتير "
إن الكثير منا يغفل،أو ينسى،أو أيضا يتناسى وهو في غمرة نشوته بقراءة عمل أدبي ما،أو التمتع بعمل إبداعي ما،أن وراء هذه النشوة وذلكم التمتع ،تقف شخصيةٌ أدبيةٌ ونفسٌ تبدع قد تكون سعيدة،وقد تكون تحترق ألما وتتضور معاناة،وتتمزق عذابا في سبيل هذا العمل الفني الجميل الذي نسعد به ،ونتلذذ بقراءته.
ولئن كان الطريق إلى المجد محفوفا بالأشواك وتعترضه الأهوال والمخاطر،فإن المجد نفسه إلا جحيما يضع المبدع في أتون هذا الجحيم ومن أصدق الذين عبروا عن هذا النوع من المبدعين الفنان الأديب الراحل جبران خليل جبران بقوله :« لــم أدر ما يحْـسبه الناس مجدا واحرّ قلباه-جحيما..من يبيعني فكرا جميلا بقنطار من الذهب ؟ من يأخذ قبضة من جواهر لبرهة من حبّ ؟ من يعطيني عينا ترى الجمال ويأخذ خزانتي ؟ »
ولعل أحد الفلاسفة الألمان يلتقي مع جبران في ذلك لمّا يقول :« الحياة قصص،أجملها ما يكتب بالدماء ».
لكن هل يعرف الناس درجة هذه المعاناة وقيمة الدموع المنسابة،سيّما في مجتمعنا العربي وبطبيعة الحال فالجواب بالنفي .
ومن هنا فالمبدع في هذه البلاد على امتداد رقعتها الشاسعة كثيرا ما يقضي نحبه ضحية الجوع البيولوجي،أو يختفي رويدا تحت شراسة معول الفاقة والاحتياج وكذا الأمراض،أو الإهمال المجتمعي،وتقدير الموهبة واحتضانها،مودعا الدنيا غير مأسوف عليه .
القليل من هؤلاء المبدعين قد يُــرفع شأنهم،وتمدح مآثرهم وتُحي ذكراهم فيما بعد أو يُكرّمون بعد رحيلهم عن هذه الدنيا كما هو الحال في بلادنا..والشواهد في ذلك كثيرة..وقد تطرق إلى هذه المأساة قبل عشرات السنين الفيلسوف الفرنسي الشهير " فولتير " حينما صرخ بحرقة وألم يستنهض ضمائر المجتمعات حتى تلتفت لعباقرتها،ومفكريها،وتثمّن مكانتهم في حياتهم قبل مماتهم :
« كلمة واحدة رقيقة أسمعها وأنا حي ،خيرٌ عندي من صفحة كاملة في جريدة كبرى،حينما أكون قد مــتّ ،ودُفنت ».
هذا من الجانب التقديري والمعنوي،أما إذا تعدّى الأمر إلى الجانب المادي فالمأساة تكون أشدَّ وقعا على نفسية الفنان المبدع .
وتبعا لذلك فقضية موارد رزق الأدباء والفنانين والمفكرين مطروحةٌ اليوم مثلما كانت مطروحة في الماضي البعيد أو القريب،وتأكيدا هي باقيةٌ دوما في الكثير من البلدان المتخلفة التي تضع المعرفة وأهلها في آخر اهتماماتها .
ولئن كنت أعيش عزلتي بصمت سيما بعد رحيل إبني إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين ،وإصابتي تبعا لهذه التداعيات الدراماتيكية بمرض عضال أعاني مواجعه بصبر الأنبياء،فإني لا أعتبر نفسي الإستثناء في هذه الدنيا الرثّة التي تزدحم بالدموع..
هنالك مبدعون كثر يعانون ويتألمون بصمت.
كلمات دلالية
أخبار محلية

وفد من "الاتحاد الأوروبي" يطلع على معاناة المواطنين في حوارة وبورين جراء اعتداءات المستعمرين
-
مجدلاني وممثل منظمة العمل الدولية يبحثان التعاون ببرنامح مشتركة بقطاع الحماية الاجتماعية
-
لجنة المتابعة تواصل مساعيها لكسر الحصار السياسي والملاحقات واضطهاد جماهيرنا الفلسطينية في الداخل
-
الهيئة 302: 74 سنة على تأسيس الأونروا: تحديات غير مسبوقة للاستمرارية
-
مركز "شمس" يطالب بإقرار آليات تنفيذية دولية ومحلية ملزمة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان