"القيصر"..رسام جزائري..قرر مسك الريشة واللوحة للتعبير عن ما يعتريه من مشاعر

تابعنا على:   14:58 2023-06-04

محمد المحسن

أمد/ (تخطت شهرته حدود الرقعة الجغرافية التي يقطن فيها.)

 “إنّ الفنّ العظيم يدعو الإنسان دائما إلى ممارسة الحرية عن طريق المحاكاة”(ألكسندر إليوت).

الفن التشكيلي مرآة للجمال و فرصة لمحو آثار القبح من ذاكرة الإنسان وملامح وجوده.وفي جميع تفاصيله،هو رحلة لإسترجاع شغفنا بالمفقود و الضائع عبر مسيرنا اليومي.منه و إليه الطفولة تنتهي،و من خلاله نتخذ لأرواحنا تجليات تتماهى مع مقاييس تشكل أحلامنا و انتصارنا على الهزائم و الانكسارات..

وإذن؟

تخالج الإنسان إذا،مشاعر إنسانية ينبري لها بإبداع فني يحاول من خلاله التعبير عما يعيشه وما يكابده في حياته اليومية،وعادة ما تتجسد هذه الإبداعات في أغانٍ موسيقية،أو قصص روائية أو رسومات تشكيلية.

لم يشذ الفنان التشكيلي أحمد المستاري من الجزائر عن هذا المسار،بعد أن قرر مسك الريشة واللوحة للتعبير عن ما يعتريه من مشاعر.

من رحم المعاناة وقلب التحديات تولدت طاقة شبابية وموهبة خارقة في الرسم على الألواح، استطاعت أن تصنع لنفسها اسما،بعدما تحول من رسام مغمور بالمؤسسات التربوية في ولاية سيدي بلعباس غرب الجزائر،إلى فنان مطلوب في المحافل الوطنية والدولية.

ويمثل ابن بلدية سيدي علي بوسيدي بولاية سيدي بلعباس مرجعا للسائرين في طريقه،وذلك للإبداع الفني والذوق الرفيع الذي يتمتع به في الرسم على الألواح،حيث تخطت شهرته حدود الرقعة الجغرافية التي يقطن فيها.

بكثير من الحب يتحدث "القيصر"-كما يطلق عليه-عن الفن الذي يمارسة منذ عقود من الزمن، فيقول :" إنه "الاحتواء اللا اعتيادي وصراع استنزافي لمشاعر واختلاجات إنسانية وسيكولوجية في وعاء مجتمعي لا يزال يراهن على كيفية النهوض،حيث عدمية الحوار".

بالنسبة لـ"القيصر" فإن ريشة الرسم هي ملكة الروح التي يختلي بها في روحانيتيه،فلا غرابة في أن تتم غالبية رسوماته بإبراز الطبيعة والموروث الثقافي الذي تزخر به الجزائر،على غرار الأماكن السياحية والألبسة التقليدية التي تختلف من منطقة إلى أخرى،مثل قصبة الجزائر بالعاصمة،وقلعة المنصورة بتلمسان غرب الجزائر، حيث يقول"بالنسبة لي الفن هو عشق يتخفى بين الأضلع أتراءى به للعالم جليا..الفن بالنسبة لي لا هو هواية ولا وسيلة لأقتات منه بل هو رسالة لابد أن تتجلى للسائلين شغفا وردفا بالمضي ولعا."

بعد سنوات من العطاء في الفن التشكيلي،تضمنتها مشاركات دولية رفعت اسم الجزائر عاليا في أقوى المعارض،يحلم "أحمد المستاري" بإنشاء مدرسة خاصة تهتم بالرسم على الألواح، وتكون كفضاء لتأطير الشباب أصحاب المواهب "طموحاتي هي إنشاء مدرسة خاصة بنا نتركها أثرا حميدا للقادمين..في موكب الآتي الجليل".

وأنا أقول : إن أعمال الفنان الجزائري أحمد المستاري تتسم بجمالية غير محدودة،وبلغة تشكيلية شخوصية تنتج عن الرسومات اللونية بتعدد مفرداتها،وبتعدد الألوان والأشكال التي تبعث فيها الحركة،والتي توحي بالحياة والتفاؤل في سياق واقعي وإبداعي وجمالي،فأعماله الفنية تترابط على نحو جمالي يرصد الواقع الإنساني بخلفيات فنية ودلالية،تعج بالإيحاءات والإشارات والدلالات التي تعزّز الوجود الواقعي وترقى بالمادة التشكيلية إلى مستوى يباشر البصر والإحساس على حد سواء.

هواؤه المشبع برائحة الكون.

لذا ينبض قلبه على ايقاع سري حيث تلتهب في صدره المشاعر التواقة إلى النفاذ نحو باطن الأشياء إلى سر الجمال والكمال.

دمت مبدعا خلاقا..يا "القيصر"

اخر الأخبار