كأنها لعبةٌ خاسرةٌ!

تابعنا على:   16:17 2023-05-27

محمد أحمد سالم

أمد/ - لا شيء يُنسى، ولا شيء يبقى! أليس كذلك؟ لعله كلامٌ، ما أكثر الكلام في هذا البلد والأمراض، بلد يموج بالأفكار المتضاربة؛ كل حزب يعتقد أنه رسول العناية الإلهية!! محاربًا أو سياسيٍّا! بلد سقيم تحت حكم موبوء، يتحلل مثل جثة الميت...يُدفع إلى مصيدة باستخفافٍ! وعرف المعنى الحقيقيَّ للمباغتة والغدر.

- عاودته ذكريات لم يرتح لها، ولم يجد ما يقوله، أغمض عينيه تاركًا الأحداث تتشابك في الداخل بعيدًا عنه رغم أنه محورها؟! حال من نفد صبره واشتدت مخاوفه، حياته مسرحًا للعجائب... سلسلة من الكوابيس، والمؤامرات، والأحلام! منغمس دوامًا في النكبات، عدا ذلك فهو لا يرى من الدنيا شيئًا؛ هكذا تمضي الأيام بين أثمان يدفعها، وأثمانٍ يقبضها آخرون؛ كأنها لعبةٌ خاسرةٌ! تبدَّت في صورة تدعو إلى الرثاء والسخرية معًا!!

- الكابوس الأخير كان متوقع كمتاعبه الأبدية!! مرعبًا .. يرمي بقضية شعبه، تحت رحمة المجهول، سلَّم بواقعه، باستسلام يائس غطى على الألم المعتاد بعد كل محرقة، فبلغ حدَّ الرعب فتمنَّى لو يقع حادث من عالم الغيب فيبدِّد هؤلاء، ومعهم الكابوس الذي يعاني؛ عدو لنا يذهب في طريق فلا يعود منه.

- عذَّبه الانتظار، ولما نفد صبره. جعل يقول: فقد الأمل بصفة نهائية!! رغم مغالطة النفس والتعلق بالآمال، تحوَّلت أحلام الوحدة، و بناء دولته إلى تراب، تبدَّد حلم الوحدة، و أمله المنشود، بات مستحيلًا، قل: ومات بعد أن تمخَّض عن وهمٍ أسود!! مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، يستمر في جهل مطبق وعقل مغلق!! إنه لشيءٌ مخجلٌ... والخجل يطاردهم في كل مكان.

- هذه هي الحقيقة المخزية بجزعٍ ورعبٍ، بين صراع المصالح، و اجندات الشر والفساد؛ فهناك من يعتبرون أنفسهم أوصياء علي الشعب.. يتصرفون في ثرواته و سياسته، تصرفهم في ملكيتهم الشخصية!! غير معيرين إهتمامهم لأى صوت ينادى بالوحدة و بالحرية والديموقراطية أو الشفافية و حق الاختيار والقانون والدستور، والعمل و التنمية. فيستوي الجهد الضائع والعبث مع التقصير ، ما دام لا يحفظ روحًا ولا يدفع أذًى!!

- فقال له صاحبه : لعلك تتساءل عما أخَّر ملف الوحدة وإقامة الدولة؟! احفظ كلامي عن ظهر قلب: انسى، لا تتعرَّض لهذا ... إنك فوق قمة عمرك فلا يمكن أن تجهل سببًا مما تسأل عنه!! وعلى أي حال...ملف الوحدة وقف على أصحاب الامتيازات، يحسن تجنُّب التعرُّض له !! لتجاوزه منطقة الخطر المليئة بالاحتمالات المتفجرة..!! الحزبية، حكم مسخ، سلطتين، الأجندات الاقليمية، الوساطة .. المصالح الشخصية، كل أولئك وما هو أشنع، ما يعجز المحيط عن غسله!! وفوق ذلك كله، مستنقع الانقسام يكتظُّ بالجثث، بحيث يستحيل التمييز بينهم.

- فقال متسائلًا: ماذا فهمت؟ ثمَّة اعتراضاتٌ من فوق! ليبلغ بحدة الصراع نفسه درجة التوحش والجنون؛ والنتيجة بالصراحة ... يوجد صراع لعدم قيام الدولة..؟! جزء من مخطط الانقسام، والخراب الصهيوني: ( تكمن أهمية خطة الانفصال "عن غزة" في أنها تجمد العملية السياسية.

- وأنت عندما تجمد هذه العملية تحول دون قيام دولة فلسطينية، وتحول دون مناقشة قضية كل من اللاجئين والحدود والقدس. وعمليا ، فان كل هذه الرزمة المسماة دولة فلسطين، بكل ما تتضمنه ، أزيحت كلها الى أجل غير مسمى من جدول اعمالنا. وكل ذلك بمباركة رئاسة الولايات المتحدة ، واقرار من الكونجرس بمجلسيه). دوف فايسغلاس ، الناطق باسم شارون" هآرتس". من كتاب فلسطين والتطهير العرقي.

- هكذا تتبدَّد سياستهم، وأعمارنا في انقسام فساد، واحتلال، و محارق وحشية، متلاحقة قاسية، شديدة القسوة؛ سياسة عشوائية، وموقف سياسي سطحيٌّ؛ بين لهوٍ حقير، دلالته الحقيقية المحرقة والسجن، والحصار ، و الظلم والبغي الذي يسلمنا للمجهول الغامض الفتَّاك ذي المخالب القاسية.

- سفسطةٍ حزبية فارغة، وخردة فكرية تهدر الوقت والقضية، وتشبَّع الجو العام بالدجل السياسي؛ و ليس أكثر من أن ننعي وحدة واستقلال وحرية شعبنا؛ فهؤلاء أقوام لديهم أزمات، ففرضوا فساد سياساتهم بسيف السلطة! انظر إلي السياسة التي اعتمدت في عهد مخطط الانقسام، تتكشف لك الحالة وحجم الأزمة ...حالة لا طب لها ولا دواء!!

- قال له: الحق أني آسف لك جدٍّا .ذاك مخطط صهيوني، وعملٌ دنيءٌ فيه اعتداء صارخ على النظام العام والدستور والقانون، و يهدم آي حجر لبناء الدولة، و له علاقة، بالأحداث العجيبة التي تجري باسم الحزبية - تكتيك الإلهاء - و قرار إلغاءنا- و اللعب بين هذا وذاك.

- قواهم الحقيقية بلا عمل، تستغفلهم الأوهام، ويمضي الزمن وهم لا يعلمون، فتمادوا في التدهور، ولكنه تدهور سوف يرح الناس منهم تمامًا؛ المطلوب منك شيءٌ من الصبر، وسوف تسمع بإذن الله ما يسرُّك، فالانقسام يصنع بدائلة دون أن يدري... والغباء جند من جنود الله؛ ومتى يتمُّ ذلك؟! عندما يحاكم الطرف الرابح في الصفقة؟! فابتهل قائلا: فليحقق الله الآمال.

كلمات دلالية

اخر الأخبار