أمد/ لندن: رصدت صحيفة "تليجراف البريطانية" في عددها الاربعاء، ما وصفته بالتحول الأخير فى أساليب المقاومة الفلسطينية ضد سياسات الدولة الإسرائيلية، على خلفية قتل مستوطنين صباح الثلاثاء على يد شابين فلسطينيين، داخل أحد المعابد اليهودية فى مدينة القدس.

ونفذ الشابان "غسان محمد أبو جمل" (27 عامًا) و"عدى عبد أبو جمل" (22 عامًا) العملية مستخدمين معاول وسكاكين ومسدسات بدائية يصعب اكتشافها، مما دفع الصحيفة البريطانية إلى رصد التحول الذى بدأت المقاومة الفلسطينية تبنيه، بعيدا عن التفجيرات الانتحارية.

ويرى التقرير أن حكومة الاحتلال تواجه معضلة فى تأمين سكانها، بسبب الأسلوب الجديد الذى يستخدمه أفراد المقاومة، وظهر ذلك فى أكثر من عملية بمدينة القدس متمثلا فى دهس المواطنين الإسرائيليين أو طعنهم بسكاكين مطبخ يسهل لأى شخص اقتنائها دون أى مساءلة قانونية.

وتطرق التقرير إلى الأسباب التى تقف وراء الأزمة الحالية فى مدينة القدس، التى تشهد اشتباكات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، محددة أن شرارة الأزمة الأولى اندلعت عند اختطاف المراهقين الإسرائيليين الثلاثة ثم قتلهم شهر يونيو الماضى، ليرد الجانب الإسرائيلى باختطاف المراهق الفلسطينى "محمد أبو خضيرة" وقتله والتمثيل بجثته، ثم تبع الحادث إعلان الحرب على قطاع غزة فى شهر يوليو الماضى.

وأشار التقرير إلى دعوات ساسة الجناح اليمينى الإسرائيلى الأصوليين من أبناء الشعب الإسرائيلى، إلى الصلاة داخل ساحة المسجد الأقصى، فى استفزاز واضح للمشاعر الدينية للمسلمين من أبناء فلسطين، ليعتبرها سبب أخر يساهم فى تضخيم الأزمة المشتعلة حاليا.

ويحاول التقرير التنبؤ بالسيناريو القادم فى مسلسل اشتباكات المدينة المقدسة، غير مستبعدا انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة على ضوء تغير تكتيكات المقاومة التى أصبحت تستهدف مواطنى الدولة العبرية بأبسط الأسلحة، مثل سيارة أو سكينة مطبخ والنية لقتل أحدهم، وعلى ضوء استمرار الاستفزازات الإسرائيلية المتمثلة فى دعوات الصلاة اليهودية داخل ساحة المسجد الأقصى.