عندما رضخ الرئيس عرفات لمطلب عامل اللاسلكي قبل أن يتوجه الرئيس الراحل عرفات إلى مدينة فاس المغربية للمشاركة بقمة فاس الأولى التي عقدت يوم 25 نوفمبر عام 1981إلتقى بعدد من المسؤولين الفلسطينيين في مدينة الرباط لوضع خطة عمل الوفد وذلك في ظل أجواء عربية غير مريحة تسودها الخلافات حول مشروع مبادرة السلام العربية والتي يطلق عليها مبادرة الملك فهد .

وكانت سوريا في مقدمة الدول التي عارضتها إستغل عامل اللاسلكي في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية وجود الرئيس بالرباط فتقدم له بورقة يطلب موافقته على صرف مساعدة مالية له لاسباب اوردها بورقته قدرها 500 دولار وتقديم المساعدات لكل منتمين من فتح ومنظمة التحرير وحتى لأبناء الشعب الفلسطيني وخاصة المرضى وطلاب العلم كانت عادة متبعة من قبل الرئيس ابو عمار وأعضاء اللجنة المركزية لفتح الكبار والهدف من وراء ذلك تخفيف الأعباء علىيهم بسبب الظروف المعيشية التي يمر بها المناضلون وفقراء الفلسطينيين.

 وأثناء الوجود الفلسطيني بلبنان كانت تصرف للبنانيين ايضا حتى أصبح طلب المساعدة المالية ظاهرة ولما كان الرئيس عرفات قد أعلن في وقت سابق التقشف في صفوف الثورة لاسباب متعددة منها تقليص او تأخير وصول الدعم المادي للمنظمة من دول الخليج بصفة خاصة وقد كانت كثيرا ما تعلن حالة التقشف هذه رد الورقة لعامل اللاسلكي قائلا له إننا في حالة تقشف ما اسمعتش فيها ياخوي ولا أعرف لماذا كانت تطلق كلمة عامل على هذه الفئة من عناصر وكوادر الثورة ولما كان هؤلاء يطلعون على كل صغيرة وكبيرة يتم تناقلها مابين أبوعمار والمسؤلين البعيدين ومكاتب المنظمة وحتى مابين الوحدات العسكرية عبر شبكة اللاسلكي ومن هنا كان جهاز اللاسلكي من أهم الأجهزة التي يلقى أهمية خاصة لدى القيادة الفلسطينية إذ انه في ذلك الوقت لم يكن الإنترنت معروفا أو وسائل الإتصال الأخرى باستثناء الفاكس الذي ظهر مؤخرا وعمل ابو عمار وابوجهاد على تعميمه ولم يكن يفارقهما بتنقلاتهما.

 عندما سمع العامل رد أبوعمار قال بصوت متهدج أخ أبوعمار إيش معنى أنك صرفت للسفير فلان أول من أمس 3000 دولار هو أحسن مني هي وقفت علي بس وهنا إنتفض أبوعمار كعادته بمثل هكذا موقف وقال لمن حوله هو أنا قائد الثورة ولا إيه وهنا إنصرف العامل الذي كان مصابا بجراح بسيطة بإحدى العمليات العسكرية وبعد دقائق معدودات طلب ابو عمار من المرافقين أن يأتوا له بالعامل ولما دخل الغرفة قال له هات ورقتك ووقع عليها- المالية للصرف وأحتضنه وقبله.

 وهذه لازمة للختيار بالنسبة لقمة فاس لما راى الملك الحسن الثاني غياب عدد من الرؤساء وحضر بدلا منهم وزراء الخارجية غضب وأعلن إنتهاء المؤتمر بعد عقده بساعات5 على أمل عقد قمة أخرى بفاس 2 وهكذا كان في العام التالي الذي اقرت به مبادرة السلام العربية وكنا نحن الصحفين مفشة العاهل المغربي بعد فشل فاس الأولى بعقده المؤتر الصحافي الذي يعقد عادة بعد كل قمة [email protected]