المزاج الصهيوني التوسعي وصمت المجتمع الدولي

تابعنا على:   13:12 2023-03-29

جلال نشوان

أمد/ يغدو المزارع الفلسطيني إلى أرضه باكراً ، ويمكث ساعات طويلة حتى يفتح الحاجز الذي يفصله عن أرضه ، وأحياناً كثيرة يصل أرضه ويجد الكرافانات مقامة على أرضه
أنها قرصنة بشعة يمارسها قطعان المستوطنين الإرهابيين المدججين بالسلاح، وأحيانا يقوم هؤلاء القتلة بإطلاق الرصاص على المزارعين ، وبعد ذلك ينهال الرعاع القتلة على أراضي المزارعين الفلسطينيين ويعيثوا في الأرض فساداً وتدميراً ، فمنهم من يقوم بنشر أشجار الزيتون، ومنهم من يحرق الأشجار ومنهم من يقذف سيارات الأخوة المواطنين بالحجارة ومنهم من يقوم بتعطيل اطارات السيارات

أيها السادة الأفاضل:
كثيرة هي الأسئلة التي تدور في أذهان أبناء شعبنا الفلسطيني وماذا بعد هذه الجرائم البشعة ؟
وإلى متى سنظل نراهن على المجتمع الدولي؟

ليس أمامنا الا خيار الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام
للرد على الانعطافة الصهيونية الحادة نحو اليمين الصهيوني الذي انزلق بسرعة نحو اليمين الديني وكذلك فضح جرائم الاحتلال بانعطافة معاكسة، أي تثبيت الحق الفلسطيني عبر ممارسة مدنية تكشف للعالم مجدداً أننا حيال جلاد وضحية، وحيال أصحاب حق بأرض وبدولة، وأن البؤر الاستيطانية في القدس والضفة الغربية هي عملية سطو على حق مثبت بالقانون الدولي، وأن العالم اذ يتعامل مع نتائج الانتخابات بوصفها خيار صهيوني، عليه في المقابل أن يتعامل مع المزاج التوسعي بوصفه عملاً عدوانياً يرتب اصطفافاً دولياً لمواجهته.
وكذلك الذهاب إلى انتفاضة شعبية
والعودة إلى ترتيب البيت الفلسطيني ووضع برنامج وطني تجمع عليه كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني

أما الرهان على أن هناك قوى يسارية في المجتمع الصهيوني وتستطيع أن تدير دفة الأمور والتفاوض مع الشعب الفلسطيني وقيادته ، فقد تبدلت الأحوال وتغيرت الأمور وأصبحت القوى السياسية اليسارية تقاتل من أجل مقعد أو مقعدين في الكنيست الصهيوني
وبالرغم من فيضان الجماهير الصهيونية ونزولها إلى الشوارع في معركتهم ، معركة التشريعات والقوانين القضائية، فللأسف أن تلك القوى تتناغم مع الصهيونية الدينية الإستيطانية في العداء لشعبنا

السادة الأفاضل:
قاعدة الصهيونية الدينية في المجتمع والجيش الصهيوني ، وتعاظم نفوذها في المؤسسات المدنية والعسكرية، هي ظاهرة تثير قلق التيارات الصهيونية العلمانية، التي بدأت تشعر بأن البساط يسحب بشكل تدريجي من تحت أقدامها، في ضوء تغلغل الصهيونيةالدينية، في مختلف المؤسسات التربوية والقضائية والعسكرية، نحو الهيمنة الكاملة على مواقع القرار في دولة الاحتلال

وإن كان الموقف السياسي المرتبط بقضيتنا وحقوقنا المشروعة، فإن اليمين العلماني واليمين الديني يتفقون على ابتلاع الضفة وعدم إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس
وقد لاحظنا قلق الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عندما أعربوا عن قلقهم الشديد من فيضان المظاهرات في شوارع دولة الإحتلال، فهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الدول الإستعمارية هي من أقامت هذا الكيان الصهيوني الغاصب ليخدم مصالحها وتكون قاعدة للانطلاق لتدمير فلسطين والدول العربية وكذلك قيادة دولة الكيان الغاصب لإدارة الإقليم كله ، ليتسنى للولايات المتحدة الأمريكية التفرغ للصين وروسيا

المزاج التوسعي الصهيوني يتجه
إلى تنفيذ المزيد من التصعيد عبر التهجير والطرد ، وسرقة الأراضي، وإفقار الفلسطينيين ،وسلبهم حق المياه والأرض ومنع الزراعة وغيرها من الأساليب ،سواء أكانت قمعية أو غير قمعية، ففي الآونة الأخيرة لجأ الصهاينة إلى خطوط أخرى من قبيل تقطيع الأرض وتهويدها وفصلها بالجدار الذي أكل عشرات الهكتارات، فالمسألة تتعلق بمشروع سياسي صهيوني ، وليس بنوايا صادرة من هذا الشخص أو ذاك، لكنه يشكل مؤشرا أساسيا لوجهة حكومة نتنياهو الفاشية ،

أيقونة الإرهاب نتنياهو تحدث بشكل أساسي عن برنامجه التوسعي الصهيوني وأعلن عن رفضه الانسحاب إلى حدود ما قبل الرابع من حزيران، بل قالها صراحة لا دوله فلسطينية في عهد حكومتي وهذا ما انتخبه عليه جمهور الصهاينة ، وكذلك رفض تقسيم القدس، مقابل تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، وتكثيفه على نحو خاص في محيط القدس المحتلة لخلق طوق من المستوطنات يمنع أي تواصل جغرافي فلسطيني بين أحياء بيت حنينا وشعفاط شمالي القدس وبين القدس الشرقية، وضمان بقاء مستوطنات كبيرة مثل معاليه أدوميم تحت السيادة الصهيونية،ليؤكد ذلك بامتياز إن الحكومة الصهيونية الإرهابية النازية الفاشية حكومة تهجير قسري ،مع حملة دعاية من نتنياهو، وهو المعروف بخبرته في مجال الدعاية والعلاقات الخارجية، منذ أنْ كان مندوب الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، بالتركيز على التزام حكومته باحترام الاتفاقيات السابقة

السادة الأفاضل:
شعبنا سيقارع المحتلين الصهاينة الغزاة، وكما أسقط الطغاة ، سيسقط حكومة أيقونة الارهاب نتنياهو الفاشية مهما كلف ذلك من التضحيات ، وسواء صمت المجتمع الدولي أو أعلن عن رفضه لحكومة نتنياهو فاننا لن نترك الساحات السياسية وسنذهب إلى كل مكان للدفاع عن شعبنا وقضيته العادلة، حتى تتحقق كل أمانينا وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

اخر الأخبار