ربطة العنق وهوس لبسها عندنا

تابعنا على:   15:11 2014-11-13

عطا الله شاهين

أصبحت في الآونة الأخيرة عادة ارتداء ربطة العنق أو "الكرفتّة" هوسا لدى الكثير من الشباب والرجال في مجتمعنا ، وكأنهم يقولون للناس نحن المهمّين في البلد ، ويرى الكثير ربما هي عبارة عن نقص سيكولوجي لدى الإنسان ، أو ربما فقط لجذب الناس إليه ، والبعض الآخر يراها فقط للأناقة ليس إلا.

والملفت للنظر أنها أصبحت موضة عند البعض أي بمعنى إذا اشترى المرء قميصا معينا يجب أن تتوافق مع ألوان "الكرفتّة" أو البذلة .وهذا ما نراه في شوارع مدننا وقرانا ومخيماتنا ، إذ صارت عادة دارجة والكثير اعتدوا على ارتدائها في كل المناسبات.

وللعلم فقط إن اول من لبس ربطة العنق هم الرومان كرمز انتماء لجماعة معينة ، وكان الخطباء في روما قديما يلبسونها فقط لأجل تدفئة الحلق ليس إلا.

أما الكرفتّة الحديثة فيرجع تاريخها إلى بدايات القرن السادس عشر، حيث كانت النساء الكرواتيات تعلّقها ي أعناق أزواجهن وأحبائهن أثناء سوقهم لجبهات القتال كعلامة على الحب والوفاء.

وفيما بعد نلاحظ بأنها أصبحت موضة متجددة في كل دول العالم . أما عندنا فمن يلبسها يريد أن يوصل رسالة بأنه شخص ذي مكانة في المجتمع وصارت هوسا لدى معظم الشباب.

ففي إيران مثلا ، منعت بيعها بعدما حظرتها بشدة بعد انتصار الثورة الإسلامية العام 1979 ، ولكن مع مرور الزمن بهت بريق الحظر ، إذ وينظر المتشددون في إيران إلى ربطة العنق على أنها ترمز إلى الصليب. وهي الدولة الوحيدة التي تمنعها

ويرى الكثير من الشباب عندنا بأنهم لا يستطيعون مقاومة سحر ربطة العنق بألوانها وخاماتها المختلفة ، وكل موسم يبحثون عن الجديد في الماركات العالمية ، وأول ما يلفت نظرهم شكل وتصميم ربطة العنق ، ثم يأتي اللون في المرتبة الثانية ، والغريب أنهم لا يستطيعون منع رغبتهم من الشراء ، ويشترون حتى لو لم يكونوا في حاجة إليها، لدرجة أنهم يستطيعون القول أن ما لديهم من ربطات عنق يقدر بثروة.

اخر الأخبار