في ذكرى معركة الكرامة

تابعنا على:   10:55 2023-03-22

غازي فخري مرار

أمد/ في مثل هذا اليوم من عام 1968 , كانت قوات الثورة الفلسطينية في اغوار الاردن تسجل معارك ضد قوات العدو الصهيوني , يدخل الفدائيون الى اعماق الوطن وقواعدهم تملؤ الجبال والهضاب ايمانا برسالة الفداء والتضخية وهم الذين امنوا ان هذا الوطن يتحرر بالكفاح المسلح فهرعوا لمواجهة العدو وقدموا الشهداء من اجل تحريره .
ازعجت هذه المواجهة سلطات الاحتلال وقواته الغاشمه فتسللت بقواة كبيره وقطعت نهر الاردن لتواجه قوات الثورة في بلدة الكرامه , قابلتها هذه القوات بما تملك من اسلحة وما تحمله من ايمان بالنصر وتصميم على هزيمة عدو يقول انه لا يهزم , وتوحدت قوات الثوره واوقعت اشد الخسائر في جيشه دمرت العشرات من اللياته وبعد ساعات قليلة طلبت هذه القوات وقف اطلاق النار بحجة سحب قتلاها , رفض الابطال واستمروا في القتال يوقعون اشد الخسائر في ارواح جنود العدو وتدمير الياته واسلحته , وتدخل الابطال من جيش الاردن العروبي ووجهوا اسلحتهم ومدفعيتهم صوب قوات العدو , بتنسيق مع قوات الثورة الفلسطينية , وكانت ملحمة بطولية سجلها التاريخ , شارك فيها العديد من القيادات الوطنية في الثورة الفلسطينية واحتل القائد الاردني مشهور الجديثه مكانا مرموقا وعدد من القيادات الشبان في الجيش الاردني , واستمرت المعركة زهاء ستة عشرة ساعه , سحب جيش العدو قتلاه وعرباته المدمره وعاد بهزيمة كبرى تزامنت معركة الكرامه مع حرب الاستنزاف التي قادها ابطال جيش مصر في عمق سيناء , وحققوا هزائم متتاليه لجيش العدو الذي طالب بالتدخل الامريكي لحماية عصاباته , وطائراته تتساقط على ايدي الابطال في الدفاع الجوي بعد ان نقل عبد الناصر حائط الصواريخ الى حافة القناة ,
في كل حرب تتوحد هذه الامة تسجل الانتصار , يشهد تاريخنا على ذلك , فقد انتصر الجيش العربي ضد المغول / التتار وانتصر جيش صلاح الدين العربي يوم وحد هذا القائد الجيوش العربية ضد الغزاة الفرنجه وطردهم من القدس وفلسطين , وانتصر عبد الناصر في حرب الاستنزاف ولقن جيش مصر لقوات العدو درسا لن ينساه هذا العدو باعتراف قادته المنهزمين , وجاءت حرب 73 التي حققت جيوشنا العربية نصرا في سيناء والجولان في معركة العبور الخالده . وجاءت معركة الكرامه وتوحدت قوات الثورة تقودها حركة فتح وقوات الجيش العربي الاردني فحققت النصر في تاريخنا المعاصر , نذكر معركة الكرامه ونقول : ان هذا العدو الذي يتنكر لوجودنا وتاريخنا لن ينفع معه الا هذا الخيار المسلح , هو اجبن من ان يواجه , وما نراه هذه الايام في الاراضي الفلسطينية من مواجهات عسكرية , تؤكد هذه الحقائق , رغم ما يراه البعض ويراهن عليه من لقاءات واجتماعات وامال لن يتراجع هذا العدو عن مخططاته من ضم وتهويد وترويع وهدم واقتحامات ومن هنا عادت قوات الثورة الى المواجهة المسلحة طريقا اساس لانهاء الاحتلال وهزيمته , ان شعبنا وامتنا العربية تؤمن بطريق واحد لاسقاط هذا الكيان هو الطريق الذي سلكته هذه الامة عبر تاريخها وهزمت القوى الاستعمارية ومن تعاونوا معها , وهذا العدو الصهيوني الذي يجر ثياب الهزيمة , لن يفيد معه سوى وحدة المقاتلين المخلصين على ارض الميدان ومقاومة كل الشعب ليحقق انهاء الاحتلال , وتحرير ارضنا في مناخ دولي سيكون في صالحنا امام ما ينتظر القوى الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحده التي هبطت الى هوة سحيقه فت تصاعد قوى جديده تمثلت في روسيا والصين وتحالف القوى العربية معها ووقوف شعوب العالم واصدقائنا مع فلسطين وحقوقها العادلة , ما علينا سوى الصمود وتصعيد المقاومة وتوحيد المقاتلين متجاوزين من يعيقوا وحدتنا الوطنية والذين يعيقوا حركة التاريخ لتحقيق مصالح شخصية والحفاظ على مواقعهم في فرض هيمنتهم على شعبنا ووحدة الارض والشعب وبناء منظمة التحرير الفلسطينية ,
تحية لارواح شهدائنا في معركة الكرامة وفي كل معاركنا ومعارك امتنا العربية , تحية لابطالنا الاسرى في سجون الاحتلال ويقف شعبنا مع صمودهم الاسطوري في سجون الاحتلال , سينتصر شعبنا باذن الله والهزيمة للصهاينة ومن يقف الى جانبهم .

اخر الأخبار