وماذا بعد الرحيل يا موسى أبو كرش

تابعنا على:   20:52 2023-03-06

رامي الغف

أمد/ انتهت مراسم التشييع والعزاء والتأبين برحيل الأديب والشاعر الكبير والقائد الوطني موسى أبو كرش، وعبرت الجماهير الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية والسياسية ومنظمات العمل المدني والمجتمعي والشعبي والوسائل الاعلامية والإعلاميين والكتاب والمفكرين والصحفيين عن موقفهم المشرف والتعبير الصادق عن حزنهم واسفهم على هذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة.
فموسى ابو كرش تمنى لقاء الله وها هو يلقاه، ما اجمل الشهادة بعد اداء الواجب، وما اجمل الشهادة حينما يكون أبو حازم عنبر فلسطين وطيبها.
كنت تبحث يا أبا حازم عن عن فرح فلا تجده فيفيض عبق طيبك صورة فلسطين، كل فلسطين وكنت تتكلم عنها كل جراحاته وجراحاتنا وتقول بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.
لم تنسى يا أبا حازم أن تكتب عن الشهداء والاسرى والطالب والعامل والجريح واليتيم، وانت الحازم الرحيم بقلبك ونبع طيبك فكنت صوت الوجع الميتم ووجع صوت الجماهير.
لماذا رحلت ايها الطيب وتركتنا في غربة الاحزان نبكيك وفلسطين.
يا رائد أبا حازم ايها الفلسطيني المجبول بلون الطين والنخيل والبرتقال واللوز، هل هكذا يكون العشق الخرافي؟ لقد عشقناك لانك اجبرتنا على عشقك، وأدمنّاك كفلسطين, وهويناك كالقدس ويافا والجليل وحيفا وكل مدن وقرى الشمال الجنوب.
لقد كنت تطل علينا يا أبا حازم ناضرا نشطا وكانك تحتضن أمك بعد سفر سنين، تضمها بين ذراعيك وتغفو في حضنها، ياه: كم انت نقي حدّ فلسطين وجميل حدّ فلسطين وحنين حدّ امهاتنا، يغيب عندك الاحساس بالزمن، ترجو ان لا يحتسب هذا العناق الرباني من عمرك، وصرخة الاقدار تصك هذا الصمت الرهيب.
يا أيها الفلسطينيون ويا أيها الوطنيون ويا أهل غزه الفدائيون يا أيها المعزون يا ايها المحبون لموسى ابو كرش الساكن في القلب، فعندما يرحل من نظنه لن يرحل لا ندري ماذا يصيب السماء بعده، لم يخطر في الخلد ان تخلد الى النوم يوما يا ابو حازم كاسم فلسطين وكرائحه فلسطين وكطعم فلسطين، ويبقى اصبعك يشير الى الجيل الفلسطيني القادم من رحم المعاناة والالم ان فلسطين ستبقى حرة عربية، فوالله لقد كنت صادقاً مع ربك ونفسك وشعبك وقضيتك وقلمك، فصدق الجميع معك، وصدق الله معك، فأنت ان شاء الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
عزاؤنا في هذا المصاب الجلل هو ان الله لن يترك المسيرة دون خلف يحمل سجايا ومزايا السلف كما يخفف من هذا المصاب بان المسيرة سوف تستمر بالعطاء ولن تتعثر برحيل ادباءها ومفكريها واعلاميها الذين حرصوا وباستمرار على الحفاظ على اطار المؤسسة الاعلامية والأدبية والثقافية بتوفير وبلورة السياقات الصحيحة في اختيار القيادات وانتخابها والمضي على نفس النهج الذي اسسه شهيد فلسطين القائد الرمز ابو عمار، واعتقادنا ان الدنيا دار ممر والاخرة مستقر ولم يخلد فيها الانبياء والاوصياء والعظماء كما اشار الوحي الالهي " انك ميت وانهم ميتون" وقوله تعالى " وما محمد الا رسول افأين مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً" هذا كله يجعلنا راضون بقضاء الله وارادته.

اخر الأخبار