العنف ضد النساء..

وحوش آدمية خلف الأبواب المغلقة

تابعنا على:   09:46 2023-02-15

الصحفى: جلال نشوان

أمد/ لم أصدق مع سمعته أذناي ،
زغرودة وصلت الى الجميع ، كنت اعتقد أن شاباً خطب عروساً ، لكن هذه المرة أن امرأة حصلت أخيراً على الطلاق
وأستطيع أن أقرأ ما بين السطور أن هذه المرأة كانت تعيش مع وحش آدمي ، كان يمارس العنف ضدها وأن حصولها على الطلاق أخيرا لم يكن أسوأ شيء حدث فقد كان عليها خلال سنوات زواجها ، تحملُ تبعات العيش مع شخصٍ لطالما آذاها نفسياً وجسديا، وأعتاد في فترات أن يختتم نوبات غضبه بضربها، ناشراً الكدمات في أنحاء جسدها وفي مرتين أسال الدماء من وجهها.
وتحملت الكثير من أجل أطفالها ا، لكن بقاءه الطويل في المنزل واختلاقه ذرائع تافهة للضرب والإهانة
أيها السادة الأفاضل:
للأسف ، أن حالات العنف الأسري في المجتمع الفلسطيني والعربي تصاعدت تصاعداً كبيراً خلال الأعوام الماضية،وللأسف كل ذلك في ظل الثقافة الاجتماعية السائدة وغياب القوانين الرادعة، والواقع الذي فرضه الربيع العربي من بطالة وفقر ومكوث داخل البيوت، في وقت كشفت مصادر من المنظمات النسوية ، عن تسجيل مئات الآلاف من حالات العنف
نحن ياسادة يا كرام:
أمام وحوش آدمية مارست القهر والتعذيب لزوجاتهم
ففي المحافظات الجنوبية (ﻗﻄﺎع ﻏﺰة) ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﻔﺘﻴﺎت أﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮﺿﺎً ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أزواﺟﻬﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ 70.4 ﰲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ 52.3 ﰲ اﳌﺎﺋﺔ ﰲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﻛﻤﺎ وأﺷﺎر اﳌﺴﺢ إﻟﻰ أن أن اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ أﻧﻮاع اﻹﺳﺎءة ﺷﻴﻮﻋﺎً، ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻞ 57.2 ﰲ اﳌﺎﺋﺔ
مئات الحالات من العام 2021 إلى قدمن للجهات القضائية ، وكل واحدة تشكو زوجها جزائياً لقيامه بكيها وتسببه بتشوهات في جسدها، دون طلب الطلاق، لكن عشرات آلاف أخريات لم يجرؤن على اتخاذ تلك الخطوة.
تراكم الديون بذمته لانحسار عمله في وما خلقته من توقف في المشاريع والبطالة، دفعه الى معاقرة الخمر وملازمة البيت وتحميلها مسؤولية خسارة رأس ماله الذي أسهمت هي بمعظمه من حصتها في تركة أبيها.
إجابته الوحيدة لتساؤلات أشقاء والقاضي في المحكمة بشأن سوء معاملته لها ساعة شيطان !!!!
عيون المجتمع المتلصصة وخمسة منعت مروة من التوجه الى محكمة الأحوال الشخصية لطلب طلاق مضمون بناءً على شكواها الجزائية.
بل حتى الأخيرة تنازلت عنها وعادت تجر خطوات اليأس إلى بيت الزوجية بعد وعود شفهية من زوجها بحسن معاملتها، مع يقينها التام بأنها لن تتحقق
مركز الإحصاء الفلسطيني قال أن نصف المجتمع الفلسطيني من الاناث ، حيث.
بلغ عدد الإناث في فلسطين 2.63 مليون أنثى من مجموع السكان المقدر في منتصف عام 2022، وبنسبة بلغت 49%، فيما وصلت نسبة الجنس 103.3، أي أن هناك 103 ذكور لكل 100 أنثى. وترأس النساء حوالي 12% من الأسر في فلسطين، بواقع 12% في الضفة الغربية و11% في قطاع غزة للعام 2021.
الانتهاكات الصهيونية بحق النساء الفلسطينيات ما زالت مستمرة ، حيث
واجهت 184 سيدة الإعتقال في العام 2021، حيث ما زالت تقبع 32 سيدة في سجون الاحتلال الصهيوني حتى تاريخ 23/02/2022، منهنَ 14 سيدة من محافظة القدس، واستشهدت 48 سيدة خلال العام 2021 بما يشمل العدوان الصهيوني الارهابي النازي الفاشي على المحافظات الجنوبية في أيار 2021.
تراجع نسب الزواج المبكر في المجتمع الفلسطيني
بيانات الإحصاء أشارت إلى ان نسبة النساء اللواتي تتراوح اعمارهنّ ما بين (20- 24 سنة) وتزوجن قبل بلوغهن سن 15 سنة في فلسطين 0.7% وذلك خلال العام 2019/2020. مقارنة بــ 2.1% عام 2014. في حين كانت هذه النسبة للنساء في نفس الفئة قبل بلوغهن (18 سنة) في فلسطين 13.4% وذلك خلال العام 2019/2020، مقارنة بــ 24.2% عام 2014.
ويبقى السؤال الذي يداهمنا :
ماذا عن العنف النفسي
والأكثر شــيوعاً ضد النساء؟
لقد تعرّضت 58.2% من النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج (15-64 سنة) في فلسطين للعنف "على الأقل لمرة واحدة" من قبل أزواجهن كيفما كان شكله، وكان العنف النفسي أكثر نوع عنف يمارس ضد النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج (15-64 سنة) من قبل أزواجهن في فلسطين، حيث تعرضت 57.2% من النساء للعنف النفسي "على الأقل لمرة واحدة"، وتعرضت 18.5% من النساء للعنف الجسدي "على الأقل لمرة واحدة"، وتعرضت 9.4% من النساء للعنف الجنسي على الأقل لمرة واحدة خلال 12 شهراً الماضية التي سبقت المقابلة للعام 2019.
في عالم اليوم عالم السرعة وعالم شبكات التواصل الاجتماعي، حدث
تطوراً في مجال التعليم لأنه هو حجر الأساس ومحور التنمية، ويحقق قدراً
ايها السادة الإفاضل:
العنف الأسري أحد الأنماط السلوكية المكتسبة يتعلمه الفرد خلال أطوار تنشئته الاجتماعية، وهو أحد صور السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات قوة غير متكافئة في داخل الأسرة من تحديد لأدوار كل من المرأة والرجل وتحديد مكانة كل فرد من أفراد الأسرة وفقاً لما يمليه عليه النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد بالمجتمع.
إن ظاهرة العنف الأُسري من الظواهر المجتمعية التي تؤثر على مختلف النواحي في المجتمعات العربية عامة والمجتمع الفلسطيني خاصة، فهي تحد من فرص تطور وتقدم المجتمعات تجاه قضايا التنمية خاصة المتعلقة بحقوق الإنسان وقضايا الفقر والبطالة.
فالعنف عندما يصبح جزءاً من ثقافة المجتمع سيؤدي بالطبع لتوقف نموه وازدهاره بعكس ثقافة التسامح، والولاء، والمحبة التي تعمل على تطويره ونمائه.
لعل غياب القانون في المجتمع الفلسطيني أدى لشللٍ للمؤسسات القضائية التي تحمي المواطنين ومؤسساتهم. كذلك الصراعات السياسية بين الفصائل والأحزاب الفلسطينية تعتبر عاملاً قوياً أدى لزيادة حدة العنف بكافة أشكاله وأنواعه. أيضا وجود الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، واعتداءاته العنيفة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني من قتلٍ، واعتقالٍ، وقصفٍ، وتدميرٍ للمباني وتجريفٍ للأراضي، وحروب دائمة ومستمرة، أثر ذلك بالسلب على ازدياد حدة العنف الأُسري لدى الأُسر الفلسطينية خاصة النساء والأطفال، فهم أكثر الفئات تضرراً من الناحية النفسية.
كما يُعتبر الموروث الثقافي لدى أبناء المجتمع الفلسطيني من ثقافةٍ ذكوريةٍ مسيطرة عليه، تتمثل في العادات والتقاليد، سبباً في انتشار العنف الأُسري الموجه للفتاه إن كانت زوجة أو ابنة، إضافة لارتفاع نسبة البطالة وعدم مقدرة رب الأسرة بالإيفاء باحتياجات أسرته سبب ارتفاع نسبة العنف الأُسري نتيجة الحصار المفروض على المجتمع
اتقوا الله في نسائكم
أنهن أمهات أبنائكم
قال عليه أفضل الصلاة والسلام
(استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنهن عندكم عوانٍ) وتبقى ظاهرة الوحوش الآدمية خلف الأبواب المغلقة ظاهرة يجب اجتثاثها لأن المرأة أجمل مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى

اخر الأخبار