استيقظت صباحا ولم أر الاستقلال

تابعنا على:   18:02 2013-11-15

هشام ساق الله

اليوم يصادف ذكرى اعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988 وظل وهجه في قلوبنا حتى عادت السلطه الفلسطينيه الى ارض الوطن وشعرنا بنقصان هذا الاستقلال بسبب تواجد الكيان الصهيوني داخل قطاع غزه وكذلك في الضفه الغربيه واحتياجنا للتصاريح لزيارة وطننا وشعرنا بان الاستقلال الذي نعيشه ناقص وينبغي ان نظل نناضل حتى نشعر بالاستقلال الكامل .

مات الاستقلال في اعماقنا حين حدث الانقسام الداخلي واصبحنا دولتين الاولى في غزه والاخرى في الضفه رغم انسحاب الكيان الصهيوني من مستوطنات قطاع غزه واصبح الوطن حرا من الداخل ومسيطر عليه من الخارج فالاحتلال كل صباح ومساء يراقبنا بواسطة طياراته الزنانه ويحاصرنا من البحر ولديه قدره على ضربنا في كل وقت ومكان كان اخرها امس حيث قصفت الطائرات الصهيونيه موقعين .

أي دوله هذه التي نتمسك بها ونعذب فيها شعبنا من خلال الاختلاف على الماديات والنفوذ والاستقلالات فارغة المضمون باستعراضات وانتصارات ولازلنا محاصرين لانستطيع ان نخرج من قطاع غزه بحريه حتى نشعر بالاستقلال .

أي استقلال وانا مكبل اضع كل انواع الرقابه على كتاباتي ولا استطيع ان اذهب للصلاه في المسجد الاقصى اركب السياره من موقف السيارات في مدينة غزه واذهب الى القدس واعود الى رام الله والى جنين وطولكرم ونابلس ومنها ارجع الى غزه اتنسم رائحة الوطن واحلم ان ارى يافا وحيفا وعكا وبيسان وكل مدننا وقرانا الفلسطينيه .

أي استقلال هذا الذي يجعل لنا حكومتين احداهما في غزه والاخرى في الضفه وشعب يعيش تحت الدوله الصهيونيه جزء منه انسجم مع هذه الدوله وجزء كبير لازال يامل ان يشعر بفلسطينيه ويرفع العلم الفلسطيني ويشعر بالاستقلال والوطن يمارس فيها الوزراء المناكفه ضد بعضهم البعض لا من اجل اسعاد الناس بل من اجل تعذيبهم باسم الاستقلال .

شعبنا في سوريا ولبنان والاردن لاجئين في المخيمات يعانوا من عدم توفر العمل والخدمات ويعانوا من حرية السفر والحركه عيونهم ترنوا الى فلسطين ويتمنوا العوده الى ارض الوطن مايمنعهم ان الاستقلال كذاب الذي يتشدق في البعض ويعتقدوا انننا نعيشه .

أي استقلال هذا الذي نحتفل فيه فقط باجازه بيومه ولا يتجسد في اعماقنا واعماق ابنائنا ونشعر بحلاوته والاحتلال يضيق علينا ويصادر اراضي ويقوم بالاستيطان ويغير ملامح قرانا ومدننا الفلسطينيه ويحولها الى يهوديه ويجلب المستوطنين اليها من كل دول العالم .

نعم نعيش حاله من انفصام الشخصيه بالمزاوجه بين الواقع المغمس بالعار وماينبغي ان يكون بالانتفاضه على كل ماهو موجود والعوده الى الماضي الجميل بالمقاومه بدون تكتيك ومصالح وضرب الكيان الصهيوني بكل ما اوتينا من قوه ليس فقط بالطعن بالسكاكين او اطلاق صواريخ بل بمقاومه مستمره حتى يتم القضاء على الكيان الصهيوني نهائيا .

هذيان هذيان اسمه الاستقلال اتمنى ان نشعر فيه بالقدره على السفر والتحرك والحصول على الخدمات الكهرباء والماء والشعور بالمواطنه والاستقلال وان يستطيع الواحد منا ان يقول مايريد وان يذهب اينما يريد .

اخر الأخبار