صراع تكنولوجي سياسي ديني

تابعنا على:   12:10 2014-11-09

ربى مهداوي

يحكى انا هنالك فأر نمرود اراد ان يدخل عالم الفكر في قصر مليء بحيوانات من مختلف الانواع كل منها يحمل من السلوكيات الحميدة والدين الحصين مما جعلته يحمل بغيضه كره وحقد لذاته لما يفقده من تلك الصفات ، فكر هذا الفأر  بأن دخول عالمهم اصعب من  ان يتظاهر بحنكته او بصفات حميدة او بحكم ومواعظ او بأنه صاحب دين حتى يبرز ذاته بعد محاولات عديدة باءت بالفشل حتى يفهم عالمهم وينجح بمهمته ( فاقد الشيء لا يعطيه).

فكر و وجد ان اقرب وسيله له ان يخلق لهم عالم افتراضي متنوع يساعدهم  الخروج من قعر دارهم قد يصيب فيه بأن يفقدهم طريقهم وفكرهم واخلاقياتهم من خلال خلق وسيلة اللعب  واللهو وتناسي حياتهم وتغيير من فكرهم العاكس على حياته بالخسارة، ويصبح ذات يوم مسيطر  على بيوتهم من الداخل وكأنه عين مشاركة لهم بحياتهم ويصبح قادر على نزع الدين من داخلهم.

قدم لهم وسائل حديثة ومتنوعة واقنعهم انهم بعالم متقوقع لن ينتج منهم الا اجساد متحركة وانٓا هنالك عالم اجمل من هذا قد يجلب لهم الخير والحب والحياة.

استطاع ان يعلمهم التكنولوجيا وادخلهم بالعالم الافتراضي من فيس بوك وتويتر وسكايب وتانجو ليصبح الكل منشغل  دون عمل، يتلقون دون تفكير ، يصنعون الحب والعلاقات الحميمة بمشاعر وهمية ، يتضاحكون مع رسومات رمزية، يتبارزون بتناقل الفكر دون ان يحللوا رموزها، يتناقشون دون ان يدركوا اخلاق و مبادىء الحوار.

وبعدها اراد الفأر ان يزيد من فكرة جهل تلك الحيوانات بعدما ادرك انٓا الجيل الكبير  انغرس بعالم افتراضي وهمي يربطون حبل العلاقات ويقطعونه بدقائق دون ادراك انهم بعالم الغزو الثقافي وانهم يخسرون اخلاقياتهم وينزعون دينهم من قلبهم. واقتنع انٓا هنالك جيل صغير لشباب قد يصبحون من الذ الاعداء اذااستيقظوا على غفلة وجهل اهلهم واجدادهم، فكر ثم ادرك انٓا هذا الشبل من ذاك  الاسد، وانه قادر على استغلال وسيطرة الاولاد  طالما انٓا الاهل يعيشون مع عالم السكر  الافتراضي بلا وعي، قدم وسيلة  بلاي ستيشن واي باد و بوكس وغيره من وسائل التكنولوجيا( التسالي) المساهمة بنزع عدٓاد  التفكير المبرمج على التطور لدى الشباب و وضعهم بعالم التلقي، وقد نجح بذلك.

وبعدها ادرك انٓا هنالك قد يصبح صحوه انساني ديني في لحظة ما ويجب العمل على منع استيقاظهم، او وقف نمو النزعة الدينية ان وجدت بداخلهم، توجه نحو غرس  ثقافة الالعاب الشاملة للقتل والدفاع عن النفس والارهاب وصنع مجموعة ارهابية زرعت في الالعاب وفي اليوتيوب تحذر الجيل من مجموعة( المسلمك )تلك والاقناع  بأنها لا انسانية وقد نجحت بين جيل الشباب وزرعت بداخلهم واصبحت تنمو مع التسالي والصور والفيديوهات، اما الجيل الكبير اصبح يبحث عن وجوده بين قصص وهمية وحياة شبيه بالكوكتيل بين تناقل احداث الواقع وتصديق عالم الوهم بكلمات وعبر وتحركات وهمية عبر الفيسبوك والفايبر والتويتر واصبح ينغرس بمعلومات دون ان ينصف نفسه بالتفكير اين وكيف ولماذا ومتى..

قدم الفأر تقريره الموسوعي وحمل قلادة تكريم بصفة الديمقراطي من قبل الحيوانات الفوضوية المفترسة بعدما استطاع بفكره التكنولوجي ان يقلب صراع  السلوك من الموجود الى الموجود بالافتراض الذهني.

قد تكون حكاية الفأر لا تعجب الجميع ولكن اختصر عبارتي بنصيحة من العبد لله ، بأن تنظروا الى اولادكم كيف انًًٓا فكرهم اصبح خارج عن السيطرة من خلال العاب التكنولوجيا هذه، ليعتقدوا انٓا الاسلام يحمل بمضمونه الدم ونزعة الشر ويصابون بمرض الصراع النفسي بين الشر والخير، وكيف يتم استقطابهم من خلال تكنولوجيا وهمية مثل  البلاي استيشن او الايباد او الموبايل دون ان يعلموا الاهل مع من اولادهم يتواصلوا حتى لو شددوا الرقابة  ليجدوا اولادهم مفقودين ذهنيا وجسديا، ام الاهل وجودهم اصبح يتمرس بعالم الافتراض الوهمي والابتعاد عن عالم الواقع حتى اصبحوا هم انفسهم  غير قادرين التعامل مع حياتهم.

الغزو الثقافي والحرب الباردة انصبت على الافراد والاسر لا على دول فقط، ومن الواضح ان الصراع الديني والسياسي التكنولوجي اصبح خارج سيطرة العرب رغم انهم يمتلكون اقوى سلاح وهو  الدين الاسلامي والتقرب من الله وادراك ان الدين يشمل الحياة والعمل والابناء والانسانية والتواصل الاجتماعي الواقعي  لذلك وصى الرسول بسابع جار.

لن نمتلك ذاتنا طالما لن ندرك معنى وجودنا واولوياتنا ومسؤولياتنا امام انفسنا وامام الله والمجتمع المحيط بن

اخر الأخبار