عملية القدس الأخيرة.. ما لها و ما بعدها

تابعنا على:   12:14 2023-01-28

ياسر الشرافي

أمد/ يوم أمس الجمعة جاء الرد الفلسطيني بعد يوم على ما اقترفته يدي الاحتلال من مجزرة في جنين ، التي أدت الى استشهاد تسعة فلسطينين ، وكأن الدم الفلسطيني أصبح بهذه السهولة مباح لآلة الإجرام الصهيوني للترويج عالمياً ، و عملياً للجزء الأخير من مسلسل فوضى الصهيوني الذي يشاهده العشرات من الملايين في العالم ، و الذي تناول مجزرة جنين قبل حدوثها ، حيث هم الأنبياء ، و نحن أصحاب الحق ارهابيين ، هكذا يروج عالمياً للرواية الصهيونية ، حيث وصل عدد الشهداء الفلسطينين حتى يومنا هذا منذ بدايات هذا العام الجديد إلى الثلاثين شهيداً ، العام الماضي وصل عدد الشهداء إلى ٢٢٤ شهيد ، حيث العملية الأخيرة في القدس وضعت قطار الثأر الفلسطيني المقدس على الطريق الأقصر و الأسهل في ردع هذا الاحتلال ، و هذا يجب أن يكون حاضراً في مشهد الصراع الفلسطيني الصهيوني الطويل ، و هو توازن الرعب في عدد القتلى الصهاينة مقابل عدد الشهداء الفلسطينين الذين يسقطون من قبل هذا الاحتلال ، أي عندما يسقط شهيد ، يجب أن يسقط في نفس اليوم مقابل هذا الشهيد أقل شي قتيل فما فوق من الجانب الصهيوني ، حيث تطبيق تلك القاعدة و التي تسمى بقاعدة الثأر المقدس لا تحتاج إلى تكوين كتائب عسكرية فلسطينية أو تجمعات هنا أو هنا ، كل ما يحتاجه أي منفذ لأي عملية ثأر مقدس في المستقبل هو مسدس كاتم للصوت و ذخيرتين من الرصاص لإيذاء أكثر عدد ما يمكن من الصهاينة ، و زد على ذلك قوة العمل الفردي لهذا المنفذ تقطع تتبعه من قبل الاجهزة الامنية الصهيونية قبل وقت من التنفيذ أي مجرد التفكير ، لأن كل قواعد البحث و التتبع الصهيونية تكسر عند العمل الفدائي الفردي ، و هذا الأفق الذي فتحه لنا الشهيد خيري علقم سيكون فيه خير كبير للشعب الفلسطيني ، و علقم على كل من يستبيح دماء الفلسطينين ، كان لهذا الشهيد المعلم من اسمه نصيب ، له و لنا كشعب فلسطيني ، بتلك العملية أثلج صدورنا و أسس لمرحلة العمل العسكري الفردي و النوعي ، و العمل بما قاله غسان كنفاني أن " لا تمت قبل ان تكون نداً ، المطلوب من الفصائل التي تدعي المقاومة الفلسطينية البناء على ما قام به الشهيد المعلم خيري علقم ، و هو إعداد دراسة تفصيلية عن كيفية إعداد و تنفيذ تلك العملية الفدائية بكل سلاسة و سرية تامة ، و تطبيق ذلك حرفياً في وعي الشباب الفلسطيني ، فيجب أن تفتح كل المخيمات الفلسطينية دون استثناء لتدريب احترافي لكل فرد منا على عمليات اطلاق النار بالمسدس ، تصور لو كل مواطن فلسطيني راشد عاقل ، يملك مسدس و متدرب عليه ، و يحدث شي كما حدث في جنين ، سوف يكون الرد بعد ساعة من عدة اتجاهات قد تلحق بعد عام كحد أقصى في الجانب الصهيوني خسائر بشرية و معنوية لا تحمد عقباه ، لهذا اذا لم يكن لنا القدرة كفلسطينيين ان نحرر فلسطين من هذا الاحتلال ، فأقل القليل أن نجعل تكلفة هذا الاحتلال باهضة و باهضة جداً يومياً ، ، لم يعد الشعب الفلسطيني يتحمل الادانة و الشجب و الاستنكار من الجانب الفلسطيني الرسمي و الدولي ، و لم يعد الشعب الفلسطيني يتحمل من يتاجر بشعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ، الشعب الفلسطيني يريد بكل بساطة أن يحاسب الاحتلال الصهيوني بشكل يومي عن ما يقترفه بحق الفلسطينين ، حيث عملية القدس الأخيرة التي تدخل في هذا السياق ، سياق العين بالعين و السن بالسن و التي تسمى قاعدة الثأر المقدس.

اخر الأخبار