شكرا فنزويلا.. حكومة وشعبا

تابعنا على:   13:11 2014-11-04

محمود سلامة سعد الريفى

فنزويلا .. جمهورية رئاسية فيدرالية تتكون من 23 ولاية دولة تقع على الساحل الشمالى لأمريكا الجنوبية , مساحتها تقدر بنحو ٩١٦،٤٤٥ كلم , 2 وتعداد سكانى يقدر بحوالى 30مليون نسمة , فنزويلا من البلدان الجميلة بطبيعتها الخلابة , وتنوع مناخاتها بسبب مساحتها الشاسعة , وتضم مناطق بيئية متنوعة ومختلفة , تعتبر من بين البلدان الأكثر تحضرا في أمريكا اللاتينية , وهى واحدة من أكبر المصدرين للنفط فى العالم وتمتلك نسبة من احتياطى منه ومن الغاز الطبيعي ؛ لذلك تحتل ترتيبا متقدما بين أكبر عشر دول منتجة للنفط الخام , كما تشتهر بزراعة البن والكاكاو , ومحاصيل زراعية أخرى , يحسب لها مواكبتها للتقدم والتطور الدائم..
الراحل "هوغو شافيز" انتخب رئيسا لفنزويلا فى العام 1998م , وحينها انطلقت معه الثورة "البوليفارية" التى سميت بهذا الاسم نسبة إلى الزعيم الثورى "سيمون بوليفار" الذى عاش فى القرن ال 19 , وهو فنزويلى الجنسية , شارك فى حروب الاستقلال التى خاضتها فنزويلا ودول عديدة من دول أمريكا اللاتينية ضد الاحتلال الأسبانى , وتبنت " البوليفارية" شعارات الديمقراطية الشعبية والاستقلال الاقتصادي و التوزيع العادل للعائدات ووضع حد للفساد السياسي , وبمجملها أفكار اشتراكية تأثر بها "هوجو تشافيز" حينما كان طالبا فى الكلية الحربية فى عام 1992م , وصار الى تطبيق مبادئها عندما اصبح رئيسا للبلاد .., وخلال مشوار حياته السياسية تعرض لمحاولات عديدة من المعارضة للإطاحة به فى العام 2002م و2003م , ولكنها باءت بالفشل وأعيد انتخابه , استطاع أن يفوز بالانتخابات في دورتين بعدها , أي في سنة 2000م و2006 م , وفاز بولايته الرابعة في سنة 2013 م , وبعدها أصيب بمرض عضال وتوفى على اثره يوم الثلاثاء الموافق 5/3/2013م بعد صراع مرير مع المرض , ليتم انتخاب الرئيس الحالي " نيكولاس مادورو موروس " ليخلفه ويسير على خطاه ونهجه ,
واعتقدت أمريكا في حينه أنه بوفاة " تشافيز " ستتغير معادلات البلد السياسية ويمكن للمواقف الرسمية و الشعبية لفنزويلا أن تتغير او تتزحزح باتجاه التطبيع الكامل مع أمريكا , وهذا ما كان يأمله الساسة الأمريكان ليأتي الرد الفنزويلي الرسمي و الشعبي بانتخاب نائب الرئيس " مادورو موروس " آنذاك ليخلف القائد المترجل , وهذا ما بدا واضحا من مواقفه في القضايا الدولية , والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص , و يأتى تقديم جمهورية فنزويلا البوليفارية 1000 منحة دراسية للطلبة الفلسطينيين فى إطار تعزيز علاقات الصداقة الاستراتيجية و التاريخية وفى كل المجالات العلمية و الأكاديمية و الثقافية والسياسية وتبادل الوفود الشبابية بين الدولتين متزامنا مع مرور 10 سنوات على رحيل الزعيم الخالد " ياسر عرفات " الموافقة يوم 11/11/2014م , وتحمل اسمه تخليدا لذكراه العطرة, ولم يكن هذا الدعم اللامحدود من بلد لطالما قدم دعما مستمرا أمرا غريبا , ويسجل لرئيسه الحالى وحكومته وشعبه مواقف التضامن اللامشروطة للشعب الفلسطيني و قضيته العادلة وتبنى مواقف سياسية متقدمة , داعمة للحق الفلسطيني فى المحافل الدولية واعتبرت من أوائل الدول التى دعمت خيار الشعب الفلسطينى بانضمامه للأسرة الدولية فى جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29/11/2012م وحصلت فى حينه فلسطين على العضوية بصفة عضو مراقب ,ويسجل التاريخ لفنزويلا البروليفارية بأحرف من نور رئاسة وحكومة وشعبا لتقدمها كثيرا على مواقف الكثير من دول العالم ومنها العربية والاسلامية تحديدا التى بإمكانها أن تقدم كثيرا للشعب الفلسطينى الذى يرزح تحت الاحتلال و يتوق للحرية و يناضل لأجلها , وبذلك تكون فنزويلا ساهمت فى اثراء الجانب العلمى والاكاديمي بمنح فرص لأجل التعليم فى الجامعات الوطنية , والاستفادة من خبرات البلد العريق , وتحقيق الفائدة العلمية والمعرفية للكوادر الفلسطينية فى كافة المجالات الضرورية والمهمة وخاصة أننا نمضى قدما نحو تحقيق حلمنا بالدولة الفلسطينية العتيدة .
لم يكن الموقف الفنزويلى جديدا , وعرفت على الدوام المواقف الرسمية و الشعبية الداعمة للشعب الفلسطينى فى حقه المشروع بتحقيق استقلاله و اقامة دولته الفلسطينية , وهذا ما كان حاضرا بموقف الرئيس الحالى "نيكولاس مادورو" الذي حمل راية التضامن الدائم للشعب الفلسطيني من القائد الفنزويلي الخالد "هوغو تشافيز" مؤسس فنزويلا الجديدة ذات الطابع المتمرد على الامبريالية و العنصرية ومصادرة حق الشعوب فى الحرية والعيش الكريم . 
مبادئ سامية وفلسفة وطنية واستراتيجيات ثابتة ناضلت لأجلها فنزويلا كثيرا, وخلال عقود متعاقبة تعرضت لضغوطات أمريكية حاولت دوما من خلالها تقييد المواقف الرسمية الواضحة و الصريحة و لكن دون جدوى , و خاصة قضايا دولية تقاطعت مواقفها مع أمريكيا القريبة منها جغرافيا وحتى مع اسرائيل الجاثمة على الأرض الفلسطينية ,ويحسب لفنزويلا موقفها المستنكر و المندد بشدة لحرب الابادة الجماعية وجرائم الحرب التى تعرضت لها غزة خلال الاعتداء الاسرائيلى الدموى فى الفترة ما بين 8/7 وحتى 26/8/2014م , وكانت من أوائل الدول الصديقة التى أرسلت المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني بشكل مباشر تبرع بها الشعب الفنزويلي لأجل غزة . 
شكرا فنزويلا !! حكومة وشعبا واحزاب ومؤسسات مجتمع مدنى على مواقفهم الداعمة و المشرفة والمتقدمة تجاه القضية الفلسطينية العادلة منذ عقود وفى كافة المحافل الدولية , وأن يستمر زخم المواقف السياسية الداعمة للحق الفلسطيني الراسخ واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف

اخر الأخبار