خارج أسوار السياسة

تابعنا على:   07:44 2022-12-11

الصحفى جلال نشوان

أمد/ من الرقي الفكري والسلامة النفسية ، أن تتفيأ ظلالاً جميلة في محطات حياتك ،و أن تتعامل مع أهل بيتك ، بحب وتسامح ، ومودة ، ورأفة ، بل ما يأسرك ويأخذ بتلابيب قلبك،أن تتعامل أيضاً مع زملائك في العمل ، بصدق وإخلاص ومحبة ، وليس من السهل تطبيق ذلك ، فالناس مثل البحر ، فمنهم الطيب ، ومنهم عكس ذلك.
تخالُ نفسك وأنت بين الناس ، من يؤمن بك ويصدقك ، ومنهم من يٌحيك لك المشاكل ، فطبيعة النفس البشرية، وتقلباتها الإنسانية، ستجعلك تسعى إلى بلورة أفكارك المبعثرة، لأن الحياة ، قاسية وتعقيداتها فاقت كل تصور ، وبعد كل ذلك ستصل الى قناعة أن من أصدقائك من جرفته المحن ومزقته الهموم ، وغدت مناعته لا تقاوم فانهار واندثر ، ومنهم من تصدى بقوة وفاز وعبر إلى بر الأمان
أيها السادة الأفاضل:
الأخلاق الحميدة ، لا يكاد يختلف عليها أحد ، لأنّ الأخلاق الحسنة من الأمور المهمّة التي لا يستغني عنها أيّ مجتمع، أو جماعة، أو فرد، فلا يستقيم التواصل والإتصال بين النّاس على نحوٍ سليمٍ، ولا تنتظم العلاقات على تنوّعها دون الأخلاق الحَسنة، فإذا انعدمت أو تخلّف النّاس عنها وعن التحلّي بها، وقع المجتمع برُمّته والنّاس كلّهم في حرجٍ، وتأثّرت حياتهم تأثّراً بالغاً؛ فالأخلاق الحميدة هي عماد المجتمعات والأُمم، وهي التي تَقِيها من الانحرافات، وتعصمها من الفساد والانزلاق في وحل التخلف الثقافي والحضاري، وتتعدّى أهميّة الأخلاق الفرد لتشمل المجتمع بأسره،
إذن لابد لنا أن نجدد مسارات الحياة بأحداث التغيير، للانعتاق من طوق الأزمات النفسية الخانقة. والتجديد الذي يرغِّب فيه من حولك من أقارب وأصدقاء
وتجديد الحياة ، يبدأ بردم كل ما هو سلبي ونكث الأفكار المتهالكة ، لأن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال المثالية، وسط جملة ضخمة من السلوكيات الذميمة ، بل الوصول إلى الصدق مع الذات أولا ، وتطبيق ذلك مع أهل بيتك واصدقىائك ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً : هل جلد الذات هو الحل الامثل ؟
اذا كنت تسير في مسار خاطئ ، فجلد الذات شيئ إيجابي ، وهنا لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس.. إبحث عنها في ضميرك.. فإذا إرتاح الضمير ارتفع المقام وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك
نصيحة في غاية الأهمية
لابد للإنسان أن يقف أمام نفسه قليلاً، يتدبر ويتذكر، ويحاسب نفسه ولو قليلاً، فإذا كان يهمه رأي الناس، ويفعل أمامهم ما يجعلهم يشكرون ذوقه وأدبه، بينما هو في الخفاء يصر على النقيض
إرضاء الناس مهما طال أو كان، في النهاية ليس بأيديهم الحل ، وإنما الصدق مع النفس ومع أهل بيتك ومع الآخرين ارع الله في السر يرعاك في العلن، ولا تضع ضميرك في الثلاجة، حتى لا يصحو يومًا بعد فوات الأوان، وترى كل شيء انكسر ولا يمكن إصلاحه.
ذلك أن الأصل هنا هو ضميرك، وليس كيف يكون شكلك أمام الناس، فماذا لو كان شكلك وقيمتك أمام الناس مرتفعة، وأمام الله عز وجل في الحضيض؟
كن من الذين أبدعوا في الوقوف بجانب الضعفاء ، وهذا السلوك هو الأغنى والأفضل عند الله ، وعند الناس
وربما يسأل سائل :
كيف تجابه أعباء الحياة ، وقد تراجعت اخلاقيات الناس ونزل الكثير من أعلى الجبل ؟
الحياة قاسية وصعبة ولكن ، محاسبة النفس، أساس ضبط الضمير، كأنك تراجع حساباتك المصرفية أولا بأول، أو كأنك تراجع دروس أبناءك أولا بأول، أو كأنك تراجع احتياجات سيارتك أولا بأول، حينها ستكون كل الأمور على ما يرام.
محاسبة النفس فيها من الفهم الكبير والكياسة الشديدة
كن قويا ً ، مهما صادفك من متاعب ومهما تكالبت عليك المحن كن دائما قويا ومتماسكا مثل الجبال التى لا تهزها الرياح ولا تؤثر فيها الزلازل .. ولكن لا تكن أبدا مثيرا للشفقة ، وتستدر عطف الناس
الحياة تحتاج الكثير من الإرادة الصلبة ، ليس هناك إنسان لم تعانده الحياة مرات عديدة تارة وهو يتعثر ، ثم يواصل وتارة أخرى يعيش مع الحزن والضيق والألم، ولكن لابد من امتلاك الأمل حتى يمكن للمرء أن ينهض من جديد وأن يغير المعادلة ليحول الحزن إلى فرح ويصنع النجاح الذى يمحو كل صفحات الفشل!
وانا اكتب هذا المقال يحضرني فرحة الذين تربعوا على عرش النجاح ، وكذلك من أخفق ، ثم حقق نجاحاً باهراً
ايها السادة الافاضل:
كل شىء تخسره فى رحلة الحياة يمكن تعويضه طالما أنك لم تخسر نفسك بل إن أى خسارة كسبت فيها نفسك ليست خسارة بأى مقياس!
إحذر أن تصادق إنساناً سلبياً ، لأن السلبية مرض ،فالسلبي مريض يؤذى نفسه و يؤذى كل المحيطين به
من أهم الدروس التى تعلمتها أن (الحياة أخذ وعطاء وليس وليس أخذ فقط
كن متسامحاً ، نقياً ، طاهراً
فالتسامح فضيلة لا يملكها إلا الأقوياء.. والسلبيون يفتقرون إلى شجاعة التسامح والغفران
كن جميلاً مع الناس ، فعلاقتك مع الناس ، فيها الكثير من تجارب الحياه
أحيانا يجد المرء الكثير من خيبات الأمل ، لكن الحياة جميلة ، رغم أنها معبدة بالكثير من المنغصات ،
من قسوة الحياة، أنك ستجد بعض الناس ، لا يرون الا انفسهم بينما لا يرون فى المرايا عيوبهم الماثلة للعيان
ستصادف فى الحياة أناساً ، نجحوا وأبدعوا ، وقدموا الكثير
كن شجاعاً ، لا تتردد ، واجه ، لأنك لن تتعلم الا اذا اقتحمت معترك الحياة
فالذين حجزوا أماكن مرموقة لهم في المجتمع ،وتربعوا على عرش النجاح يعلمونتا أن الحياة جد واجتهاد ، وصبر ، ومن أخفق عليه إعادة صياغة حياته وكل ذلك خارج أسوار السياسة

اخر الأخبار