ألم يحين لأن تكون الرياضة من أولويات الحكومات! 

تابعنا على:   10:38 2022-12-10

المحامي: ضياء شويكي

أمد/ لم تعد كرة القدم مجرد لعبة للتسلية ، بل أصبحت حديث الشارع على مستوى العالم ، و تشكل حيزاً كبيراً لنشر عادات وتقاليد الشعوب حول العالم و كذلك إظهار حقيقة بعض الأمور التي كان البعض يحاول إخفائها و أبرزها القضية الفلسطينية التي عادت للواجهة من جديد من خلال كأس العالم 2022 المقام في دولة قطر الشقيقة 

وعلى الرغم من عدم مشاركة المنتخب الفلسطيني في منافسات مونديال قطر 2022، إلا أن العلم الفلسطيني كان حاضرًا وبقوة في مختلف شوارع قطر، ومحيط الملاعب المحتضنة للمباريات المونديالية وشاهدنا جميعاً العلم الفلسطيني مرفوعًا في مدرجات ملاعب المونديال ، مع ظهور العديد من المشجعين وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية التي تتميز بألوانها البيضاء والسوداء وحرص العديد من المؤثرين العرب على ارتداء شارة قيادة حملت العلم الفلسطيني، ردًّا على مساعي بولندا لارتداء شارة قيادةٍ تحمل العلم الأوكراني في إطار التضامن مع الأخيرة على إثر الحرب الروسية هناك ، ولم يقتصر رفع العلم الفلسطيني على الجماهير الفلسطينية والعربية فحسب، حيث شُوهد العديد من مشجعي الدول العالمية المختلفة يحملون هذا العلم . 

التعاطف الكبير الذي شاهدناه تجاه القضية الفلسطينية في المونديال والإهتمام الكبير من الجماهير وزيادة أعداد متابعين كرة القدم حول العالم وشغف الأطفال باللاعبيين والحديث الذي لا ينقطع داخل كل بيت و أسرة عن كرة القدم  والنجوم العربية البارزة في المونديال بعد أن أصبحوا الأمل الكبير لشعوبهم . 

الحكومات على مستوى العالم أصبحت تنظر لكرة القدم أنها الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع حول العالم بمحبة و شغف  ، وهذا ما شاهدناه جلياً في مونديال قطر 2022 من خلال الحضور الجماهيري الكبير و تجمع الأعراق والأجناس في قطر لمتابعة كأس العالم . 

ألم يحين لحكومتنا الفلسطينية أن تحذو حذو الحكومات العربية والعالمية والنظر بقوة لموضوع الرياضية ودعم الأندية وكرة القدم من خلال تطوير البنية التحتية الرياضية و توفير قطع أراضي للأندية لإنشاء ملاعب متنوعة لإستيعاب أكبر عدد من الأطفال والشباب .

الشارع الفلسطيني متعطش لرؤية أبناء بلده في الدوريات الكبرى وتمثيل فلسطين في المحافل الدولية ، كما شاهدنا النجم عدي الدباغ الذي تخرج من مدرسة نادي هلال القدس وهو الآن في الدوري البرتغالي الممتاز أحد الدوريات الخمس الكبرى ، لذلك فإن الأندية الفلسطينية بحاجة ماسة لتخصيص جزء من موازنة الدولة لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تخوضها الأندية والعمل على إيجاد أماكن وتوفير منشآت رياضية لدعم المواهب وتطويرها و إيصالها للنجومية العالمية ، بالتالي يجب أن يكون هناك دور أكبر للحكومة الفلسطينية في تقديم الدعم الكامل للأندية والإتحادات الرياضية وتوفير قدرات عالية وإكتفاء ذاتي كباقي الحكومات التي فهمت أهمية كرة القدم والرياضة ومضاهاتها للدبلوماسية في إنتشارها و لها تأثير إيجابي في قضيتنا و مدى التعاطف الدولي وإظهار حقيقة أن فلسطين تقبع تحت الإحتلال ولكنها تحب الرياضة والحياة. 

نشيد بدور الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي يعمل على بناء منظومة رياضية متطورة وإنجاح المسابقات المحلية في ظل الظروف الصعبة التي تواجه الإتحاد والأندية ، لكن يجب أن يكون هناك دور فعال وأكبر من الحكومة بدعم الإتحاد والأندية من خلال تعاون مشترك ، و أن يكون دور الأندية في تطوير نفسها من خلال إنشاء منشآت ومشاريع تعود بالنفع على الأندية ، لأن كرة القدم أصبحت أهم من بعض الوزارات والسفارات بعد المشاهد الخرافية في كأس العالم في قطر 2022 من خلال نشر الثقافة العربية بالصورة السليمة وكذلك الحضارة الإسلامية والصورة الجميلة للمسلمين والعرب والإمكانيات الكبيرة لقطر في التنظيم المميز ، ونوجه تحياتنا لدولة قطر الشقيق على التنظيم الرائع والمميز لكأس العالم و الطريقة الجميلة في نقل حضارات الشعوب و الصورة الرائعة للدين الإسلامي وأصبحت رمز لنقل معاناة الشعوب أجمع وأثبتت أن العرب من أهم الشعوب المتطورة والمبدعة . 

أخيراً كرة القدم ليست مجرد لُعبة، إنما هي عواطف، شغف، دراما، تراجيديا، روح، تضامن، إخوة واحترام و رسالة قوية تنطق بإسم الشعب فإستغلوها وساندوها ، لأنه بفضلها أصبحت فلسطين حديث العالم في مونديال قطر 2022. 

اخر الأخبار