القادم أصعب في حرب الفصائل وإسرائيل

تابعنا على:   15:18 2022-12-02

معتز خليل

أمد/ اغتالت قوات الاحتلال أخيرا كلا من محمد أيمن الساعدي ونعيم جمال الزبيدي خلال عدوانها الأخير فجر الخميس على مخيم جنين.

وينحدر الساعدي من عائلة بسام الساعدي الذي يعتبر واحدا من أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي في جنين ، الأمر الذي دفع بحركة الجهاد الإسلامي إلى التهديد بالتصعيد ضد الاحتلال عقب استشهاد الساعدي.

تحليل مضمون بعض من التعليقات أو التغريدات السياسية التي وضعها بعض من الفلسطينيين أشارت إلى دقة الموقف ، وشعور الكثير من الفلسطينيين بالقلق من إمكانية وخطورة أي تصعيد آخر ، الأمر الذي يؤدي إلى تصاعد خطورة هذه الأزمة.  

ما الذي يجري ؟

بمتابعة بعض من التعليقات السياسية والشعبية التي يضعها بعض من الفلسطينيين في ظل التصعيد الحاصل بالضفة الغربية يتضح بعض من النقاط أبرزها:

1- تقوم إسرائيل بالرد على الفلسطينيين حال القيام بأي عملية عسكرية بمنع منحهم أي تصاريح للعمل .

2- تابعت بعض من التعليقات الفلسطينية والتي أشارت إلى أن الكثير من الفلسطينيين لا يزالون يتذكرون حرب الجهاد الأخيرة والتي خرجت بنتائج تنحصر في :

أ‌-    أدارت إيران هذه الحرب ، وهو أمر أكده القيادي في الحركة زياد النخالة مع خطابه الشهير الذي ألقاه عقب انتهاء الحرب من العاصمة الإيرانية طهران.

ب‌-  بعض من الكتابات الفلسطينية بل والعربية  أشارت إلى أن حركة الجهاد لم تنجح في تحقيق أي انتصار بهذه الحرب ، ولم تنجح في قتل حتى جندي واحد من جنود الاحتلال ، بينما قصف الاحتلال قطاع غزة.

ج- التباين وحجم الخلافات المشترك بين حركة الجهاد الإسلامي من جهة وحركة حماس من جهة أخرى كان واضحا للعيان خاصة مع عدم مشاركة حركة حماس عسكريا بقوة في هذه الحرب.

وماذا بعد

بات من الواضح وفي ضوء العمليات التي تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية أن هناك قرار استراتيجي وعسكري بتصفية أي قيادي فلسطيني أن كان يهدد الأمن الإسرائيلي ، وهو أمر يمكن ملاحظته من خلال سعي الإعلام الإسرائيلي الدائم إلى الربط بين الكثير من العمليات العسكرية الفلسطينية في قلب إسرائيل وقيام العسكريين الفلسطينيين بتنفيذها ، وهو أمر يدل على:

1-  دعم فكرة الإعدام في الميدان ، وهي فكرة عسكرية لوح بها من قبل بعض من العسكريين ، وتتلخص في تصفية وقتل أي عنصر من العناصر الفلسطينية المقاومة على الفور وعدم الإكتفاء بإلقاء القبض عليه .

2-  تدعم هذه الفكرة نظرية بعض من قيادات اليمين الإسرائيلي المتشدد التي تطالب بتنفيذ حكم الإعدام على المعتقلين الفلسطينيين المدانين بارتكاب عمليات استشهادية ، بدلا من الحكم عليهم بأحكام مؤبدة، وقد صرح بن غفير  وزير الأمن الداخلي المكلف صراحة بهذه الرغبة معتبرا ان قتل أي مشتبه به أو متهم فلسطيني هو أمر يخدم النظرية الأمنية التي يرغب في تدشينها والتي ستحمي الأمن الإسرائيلي في النهاية.

3-  هناك أحاديث تنقلها بعض من منصات التواصل الاجتماعي في إسرائيل تتلخص في أن تنفيذ عمليات التصفية الجسدية للفلسطينيين غير مبررة ومتسرعة خاصة وأن إلقاء القبض عليهم يمكن ان يفيد إسرائيل عسكريا عن طريق:

أ‌-   نيل الاعتراف منهم بشأن الجهات التي كلفتهم بتنفيذ العمليات .

ب‌-  معرفة بقية العناصر المسلحة المشاركة في تنفيذ العمليات العسكرية.

ج- ظهر بوضوح تحفظ بعض عناصر المخابرات الإسرائيلية وتحديدا شاباك والمخابرات العسكرية أمان في تنفيذ عناصر الجيش لعمليات قتل فوري للمسلحين الفلسطينيين ، خاصة وان الاعترافات التي يمكن أن يدلوا بها كان يمكن أن تفيد عملهم وتنعكس بصورة إيجابية على بعض من الأذرع التي تفيد هذه العناصر ، وتحديدا سلاح العملاء الذي تتصاعد أهميته مع التصعيد الحاصل بالأراضي المحتلة.

تقدير موقف

من الواضح إن إسرائيل تسعى الآن للتصعيد مع الفصائل الفلسطينية وتحديدا بعض من عناصرها المسلحة ، وهو ما يقابل بحزم من الفصائل الفلسطينية التي تعرف جيدا تداعيات هذا التصعيد، غير ان وصول قيادات سياسية مثل بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود او بن غفير يمكن أن يكون له تداعيات في منتهى الدقة خلال المستقبل القريب.           

 

كلمات دلالية

اخر الأخبار