في مواجهة التهرب من المسؤولية

تابعنا على:   10:26 2022-10-20

بكر أبو بكر

أمد/ من أهم الآليات التي يمكن التفكير بها لعلاج الهروب من المسؤولية سواء في الإطار الاجتماعي او العملي او السياسي-التنظيمي.
1- حدّد الأسباب التي تجعلك لا تريد تحمُّل المسؤولية، هل أنت خائف من المنافسة مثلاً؟ يجب إذا أن تعالج خوفك هذا من خلال البدء بمنافسات بسيطة، هل تخشى المغامرة والمجازفة؟ يجب أن تتدرب إذاً على الخروج من منطقة الراحة .
تحديد أسباب ودوافع الهروب من المسؤولية إجراء لا بد منه لإعادة بناء منظومة المسؤوليات لديك، وتأكد أنك تقوم بكتابة أفكارك دائماً والرجوع إليها ثانيةً لتقييم تقدمك وتقييم صحة تقديرك للأمور.
2- توقّف عن إلقاء اللوم على الآخرين؛ عندما تشعر أنك تريد اتهام الآخرين وتحميلهم مسؤولية الأخطاء أو مسؤولية معالجة المشاكل قم فوراً بالتفكير بما يمكنك فعله أنت في سبيل التراجع عن الخطأ ومعالجته.
توقف للحظة عن التفكير بالآخرين ودوِّن باستخدام الورقة والقلم أو ملاحظات الهاتف المحمول خمسة إجراءات تستطيع أنت القيام بها لمعالجة الخطأ أو المشكلة، تأكد أنك جزء من كل شيء في محيطك ولا يمكن أن تلقي اللوم على الآخرين بالمطلق.
حتى إن كنت تشتكي من عدم تحمُّل الآخرين للمسؤولية، فكر بدورك في تحميلهم المسؤولية، فكر بقدرتك على دفعهم إلى المسؤولية قبل أن تلومهم.
3- من قواعد الإدارة والقيادة الأساسية أن المهام تفوَّض لكن المسؤولية لا تفوَّض، فنقل المهام للآخرين لا يعني أنك لم تعد مسؤولاً عن النتائج، الوزراء مثلاً تتم محاسبتهم عن أداء وزاراتهم أمام مجلس الشعب، (والمسؤولون بأي مرتبة في أي تنظيم سياسي تتم محاسبتهم في المؤتمرات بل ويجب ذلك)، ولا يتم استدعاء الموظفين أو القائمين على الأعمال بشكل مباشر، لأن الوزير يفوِّض العمل لكن المسؤولية ملتصقة به شاء أم أبى.
وبما أن المسؤولية حتى إن هربت منها هي لن تتركك، فتحملها أفضل بألف مرة من محاولة التملص منها، لأن الهروب منها ضعف وجبن، وتحملها يدل على احترامك لذاتك وللآخرين.
4- اكسر دائرة الأعذار، فالتبرير وخلق الأعذار من الآليات التي نتبعها لتخفيف ألم الهروب من المسؤولية، في أول مرة تبدأ في البحث عن الأعذار يجب أن تكبح نفسك وتتوقف عن التبرير وتفكر بالإجراءات، اكبح الصوت السلبي الذي يخبرك أن الأمور على ما يرام وأنك على حق ولديك ما يبرر هروبك من المسؤولية.
5- أعد وضع أهدافك وطموحاتك، فالهروب المستمر من المسؤولية يؤدي إلى انخفاض سقف الطموحات والأهداف والتنازل عن الكثير من شغفنا، وإعادة تقييم الأهداف يجعلنا أكثر تقبلاً للمسؤوليات بوجود حوافز قوية.
6- توقف عن التسويف والمماطلة؛ فعادة ما تشكل محاولات المماطلة والتأجيل العمود الفقري للاستخفاف بالمسؤولية والتملص منها، تعرف أكثر إلى قيمة الثواني الخمسة الأولى في سبيل مواجهة التسويف والمماطلة من خلال هذا الرابط.
7- اطلب المساعدة، إن كنت تعتقد أنك عاجز عن معالجة الهروب من المسؤولية ذاتياً أو تحتاج إلى مساعدة لا تتردد بطلبها من الأصدقاء الموثوقين، أو من المعالج النفسي.
تعليقنا: لاحظ في الآليات أعلاه فكرة الإرادة هي البارزة هنا حيث صيغ فعل الأمر: حدّد وتوقف واكسر واطلب... ما يرتبط بقناعة ذاتية تحتاج لحافز ذاتي، تجره الإرادة وتسوقه الى الامام، ولا يتأتى ذلك بعد الايمان والقناعة الا بالمران والتدريب والتكرار. ولك أن تجد المساعدة أيضًا لامتلاك الحافز من خلال قراءة الكتب والمقالات الحافزة، والقصص الإيجابية، وكذلك مشاهدة الأشرطة الحافزة.
الحاشية
بتصرف من مقال عامر العبود عام 2019 المعنون: الهروب من المسؤولية بين الأسباب والحلول، بموقع حلوها السابق الإشارة له بالرابط.
2 منطقة الراحة (Comfort Zone) حسب الموسوعة الحرة: هي حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد. ينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعورا غير واقعي بالأمان وفي نفس الوقت يحد من قدرته على التقدم والإبداع. مثال: بعض الأشخاص يدّعون أنهم غير راضين عن نمط حياتهم أو وضعهم الاقتصادي ويرغبون بالتغيير. لكن في الواقع هم فقط يتحدثون عن هذه الرغبة، ويفضلون الجلوس والتذمر وإلقاء المسؤولية على الآخرين، بدون أخذ زمام مبادرة التغيير. لأن التغيير يحتاج إلى شجاعه وخروج من منطقة الراحة. وهذا مايفعله الأفراد الناجحون على الجانب الأخر، فهم عادة يخطون خارج منطقة الراحة، ليخوضوا تجربة جديدة رغبة في تحقيق أهدافهم. وبرغم ما يسببه هذا من شعور بالمخاطرة وتعامل مع واقع متغير، إلا أنه يفتح لهم فرصا متجددة وقدرة على المبادرة والنجاح.بعباره أخرى إذا استطعت من دخول المنطقة لن تخطو خطوه واحد بلا الف حساب.

اخر الأخبار