في الغربة.. هل انتهى الطريق باغترابِ النفس؟!

تابعنا على:   20:52 2022-09-26

علاء مطر

أمد/ مع انتهاء فصل الصيف، تجلس أمام نافذة المنزل، السماء ملبدة بالغيوم السوداء، أمطار ورائحة البرد تتسلل لك، تفتح خزائن الذكريات، تقلّب دفاتر الوطن، الذي حملناه في حقائبنا، وبعض الصور التي لا تفارق أيامنا لحظة.
في الغربة، نمضي في سفرنا يوم بعد بعد، يمضي بنا قطار العمر، حتى نصبح بين ليلة وضحاها ننشد العودة للوطن، ولو لأيام نسرق منها حضن لأغلى ما نملك، تفاجئك رزنامة الأيام حين تلطمك على وجهك وتذكرك بأنك نسيت روحك هناك، حيث العائلة والأحبة والأصدقاء، وتصطدم بواقع أنك تعيش سنين في الغربة لم تحيا بها لحظة.
في الغربة، توهم نفسك بأنك تستطيع فعل كل شيء، والحقيقة أنك مهما حققت لن تحقق سوى السراب، حتى أثناء النوم، تغمض عينيك وكأن بها ثقب كبير تبصر الحياة الخالية من الحياة، تجلس مع الأصدقاء تصمت وصوت صمتك أعلى من كل الكلام.
في الغربة، يطوف في الرأس صدى الأيام الباهتة، تفوق على أنك غريب، ستبقى وترحل غريب، لك حكايتك، ولكل مغترب حكايته، كل واحد منا يعيش دراما بطل حكايتها "هو"، يشرب فيها علقم الحنين، وآهات الذكريات، ووحشة من نحب تأكل من أجسادنا شوقا وحبا وحنانا.
في الغربة، تحاول التعرف على كل مدينة تسكنها، لتصبح جزء منك، تحاول التأقلم فيها، حتى تصل إلى مرحلة تحاول الهرب من هذا الشعور، لأنه يعيدك إلى حرمانك الأول، وتجد حينها أن ضريبة الغربة تكمن في ضياع ما جئت تأخذه منها.

اخر الأخبار