استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية اللبنانية.. بلا حل

تابعنا على:   11:59 2022-09-22

معتز خليل

أمد/ قررت جمعية المصارف اللبنانية إبقاء المصارف مغلقة على الأقل حتى يوم الإثنين بسبب تهديدات المواطنين اللبنانيين بالحصول على كل أموالهم من البنوك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة في لبنان. وفي ذروة كل هذا بات من الواضح أن لبنان بالفعل تواجه الكثير من الأزمات سواء على الصعيد الاقتصادي أو المالي ، الأمر الذي يزيد من دقة الوضع بها.

منذ عام 2019، شهد لبنان انهياراً متعدد الأوجه ماليا - نقديا - مصرفيا تحت ضغط دولرة هائلة جزئية غير رسمية مرتفعة جدا بما يتخطى الـ 80 % نسفت كل تقديرات أرقام الموازنة نظرا للضياع بشأن سعر الصرف الذي يمكن اعتماده لاحتسابها. دولرة بقيت مرتفعة حتى طيلة الـ22 سنة من تثبيت سعر الصرف على أساس دولار/ليرة 1507.5. علمياً تثبت كل الأدبيات الإقتصادية والتجارب الدولية أنه في هكذا أزمة متشعّبة الأوجة لا يمكن مقاربة الموضوع ومباشرة استراتيجية حل إلا بدءا بالشق النقدي واختيار نظام سعر الصرف المناسب والذي على أساسه يمكن احتساب كل الأرقام لبقية السياسات الاصلاحية لا سيما منها الموازنة!... ما هي خصوصية الشق النقدي وسعر الصرف في الأزمات المتعددة الأوجه؟ ما هي الخيارات الممكنة في حال الدولرة الجزئية المرتفعة بعد سقوط نظام ربط سعر الصرف كما كان حاصلا بين 1997 و2019؟ وأي تقييم لكلفة ونتائج الخيارات المتاحة؟

وفي هذا الصدد تقول د. سهام رزق الله المحاضرة اللبنانية في مجال الاقتصاد مقال لها بصحيفة الجمهورية اللبنانية إلى أنه ومنذ سقوط نظام سعر الصرف في تشرين الأول 2019، مع تعثّر إمكانية الاستحصال على الدولار على أساس السعر الرسمي المعتمد 1501-1514 وسعر وسطي 1507.5، لا من المصارف ولا من السوق الموازية وتنامي أسعار متفرقة على وقع «هيستيريا الدولرة» الناتجة عن سقوط مريب لثقة المواطنين بالعملة الوطنية والخيارات الاقتصادية ككل وهلع الناس لشراء الدولار والهروب من العملة اللبنانية، لم يعد من الممكن علميا ومنطقيا مقاربة الأزمة المتعددة الأوجه المالية-النقدية-المصرفية إلا بدءا بمقاربة انهيار نظام سعر الصرف وضرورة اختيار البديل.. ولكن للأسف هذا بالظبط ما لم يحصل، بل كان الخيار هو عدم الخيار، أي الهروب الى الأمام بترك عامل الوقت وحركة السوق تفرض وقعها بالاتجاه الذي تطغى فيه العملة الأقوى على العملة الأضعف من دون أن يتحمّل أحد لا مسؤولية إعلان سقوط نظام سعر الصرف السابق ولا مسؤولية الإعلان عن نظام سعر الصرف الأنسب للحالة التي يمر بها لبنان.

وتنتهي رزق الله بالقول إنه وفي الواقع ، حتى ما قبل حرب 1975-1990 في لبنان، في نهاية عام 1974، كانت الودائع بالعملات الأجنبية (823 مليون دولار أميركي) لم تتجاوز 18 ٪ من إجمالي الكتلة النقدية للبلاد وكانت أقل بكثير من الأصول بالعملات الأجنبية للنظام المصرفي (2.11 مليار دولار). هذا يعني أنّ معظم العملات الأجنبية التي كانت تدخل إلى لبنان كانت تتحوّل إلى ليرة لبنانية، مما ساهم بارتفاع قيمة العملة الوطنية.

عموما وبعيدا عن كل هذا الحديث فإن لبنان بالفعل يواجه أزمات لا تتوقف وتنتهي ، الأمر الذي يزيد من دقة وحجم هذه الأزمة الاقتصادية المتصاعدة. 

اخر الأخبار