
رسائل الى الله

غادة خضر
أمد/ ومن جديد تواصل دولة المليون شهيد ، الشقيقة الجزائر ارسال الدعوات لطرفي النكبة الفلسطينية ، مستمعةً تارة لشهاداتهم العبثية، وتارة أخرى الى أقوالهم المبنية على سوء النيه ، ومع ذلك لم يتطرق اليأس الى قلب الشقيقة ، بل ما زال ينبض أملاً نحو انجاز أهم ملف في الشرق الأوسط ، ويستمر النبض الى حين اعلان الوفاة ، وتنكيس اعلام القضية الفلسطينية بلا رجعة ، عَلمٌ يَهْوِي دون عودة ، يمسح بأطرافه كلمات شاعرنا سعيد المزين (بحق القسم تحت ظل العلم )، يبدو ان فتى الثورة لم يخطر في باله يوماً ،أفرادٌ ستأتي وتعمل على ضياع الحق ونقضِ القسم ، وغياب الظل وسقوط العلم ، رحم الله شاعرنا ، وآللهم الصبر والسلوان ذوي العَلَم .
ومع كل زوبعة من زوابع المصالحة السنوية تتوارد الأفكار البريئة من بعض الدول الجريئة ، ويجتهد أصحاب الإلهام والأحلام ،وفي نهاية المنخفض الجوي العاصف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، ومن ثم تتوالى التصريحات النارية ، وتدووي صفارات الانذار واعلان الفشل المعتاد ....
فيما يناشد اصحاب الضمير الحى من هذا الشعب ، قيادات طرفي النكبة بضرورة اتمام المصالحة لحفظ نضالات اسرانا وتضحيات شهدائنا ، ولكن كما قال العرب قديماً "لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي"
"ولو نار نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رماد"
وأُكمل انا "ما عاد في النار فائدةً حين أروقة العدو أضاءت "
ولا جدوي من نثر رماد وأُفول النصر و الشمس غابت ......
ومع ذلك نتابع الوكالات الاخبارية مراراً ، نبحث عن بريق امل ولا نجد ما يسر قلوبنا ، ولكن قرات خبراً بالطبع يستحق قراءة تفاصيله المثيرة للضحك ، والخبر كالتالى" قيد النقاش.. التشريعي بغزة يتحدث بشأن الجدل حول زواج الرجل بزوجة ثانية" قمة الاستخفاف بالعقول الغزية وبالقضية الفلسطينية ، تشريعى معطل ، فاقد لشرعيته منذ اكثر من خمسة عشر عاماً ، وحين يجتمع يناقش قضية لا تسمن ولا تغنى من جوع ، هنا في غزة عشرات القضايا المفترض حلها ، مئات الأزمات التى يعانى منها ابناء شعبنا ، الاف الآلاف من المنكوبين المنهكين من شبابنا وشاباتنا الخريجين وغير ذلك من ازمات وحصار بري وبحري منذ الانقلاب ، وكأن التشريعى المنحل حل وقضى على كل المشكلات والعقبات التى تواجه الشعب الفلسطينى ، بل حرر فلسطين كاملة من النهر الى البحر ، وحُرِر الاسرى وعاد فلسطينيو الشتات الى قراهم ومدنهم المحررة من دنس المحتل ،وعاش الفلسطينيون مرحلة الانتعاش والازدهار والنمو ، ومن ثم بدا تظهر بوادر الترف مما ادى الى بزوغ ظاهرة التعدد في الزواج ..... اه من الإستخفاف والإمتهان والإستصغار الذى يواجهونه أهل غزة من قبل الحاكم فى غزة والأخر في الضفة المحتلة .
وكمواطنة غزية أُناشد أبناء القضية ، جماهير الأرض المحتلة و الشتات ، ان تناشدو الله وتتوسلو اليه ، أن ترفعوا اياديكم الطاهرة نحو السماء ، اطلبو من الخالق لا من الخلق ، فلا ملبى لمطالبكم سواه ، ارسلو رسائلكم الى الله ، اشتكو له فهو الجبار لخواطركم والمنتقم من ظُلّا مِكم ،لا تسألو قياداتكم شيئاً ولا تدقوا ابوابهم العفنة ، لا تبكوا أمام إعلامهم المسيس مثير الفتن ، لا تشعروهم ولو للحظة بالضعف وأنهم هم الاقوياء ، بل زلزلوهم بالدعاء عليهم لرب السماء واشكو من البشر لرب البشر ولا تشكو من بَشرٍ لبشر فالشكوى لغير الله مذلة ، ارسلو رسائلكم دوماً للعزيز المقتدر ،و لا تنسو وتذكروا دائماً وما للظالم من عقاب ربه مفر .
بقلم غادة خضر