"صبايا VIP".. متنفس نسوي بحت يعانق الحياة في غزة

تابعنا على:   22:46 2022-09-09

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: فتيات يبحثن عن شرفة للحياة، متنفس لمشاعرهنّ وكلماتهنّ، ليتواصلن بعيداً عن هموم المعيشة اليومية وبعيداً عن الرجال أيضاً، ويتحدثن بالموضوعات المحزنة في مدينتهم المحاصرة، ليؤسّسن لأنفسن "صبايا VIP" وسط الحصار الإسرائيلي المحيط بهنّ من كافة النواحي.

ريهام حمودة الفلسطينية التي اتخذت من عقلها حكاية، لتضع كيان النساء بين كفي التوازن في المجتمعي الغزي، لذلك فكرت بإنشاء مطعم لها مختص بهن، بكافة أطقمه وحتى من سيدخلونه.

وتقول ريهام في حديثها مع "أمد للإعلام"، إنّ "فكرة هذا المطعم جاءت من عدم وجود أماكن خاصة بالنساء، كما هناك أماكن مختصة بالشباب، والفتيات بغزة بحاجة ماسة إلى هذا المكان لأخذ راحتهن سواء بالأكل أو بالجلوس والترفيه عن أنفسهن.

داخل "صبايا VIP"، المخصص للنساء، تجد مجموعة منهن يعملن بهمة عالية ليجهزن الطلبات الخاصة بالزبائن، منهن متخصصات في إعداد الحلويات والأكلات الشرقية والعربية.

وبحسب حديثها مع "أمد" أكدت ريهان، أن أهم ما يميز "صبايا VIP" هو توفر الخصوصية التي يبحث عنها السيدات، بعيداً عن الاختلاط، مشددة على أنّ الاقبال كبير جداً من الزبائن، خاصة أن المكان يوفر زوايا للتصوير، وجلسات هادئة، وتقديم مختلف الطلبات سواء طعام أو مشاريب ساخنة وباردة، إضافة إلى وجود مكان مختص بالحفلات الخاصة.

وأضافت، أنّ فكرة افتتاح مكان مخصص فقط للسيدات، وبداخله طاقم عمل من النساء، هي الأولى من نوعها في مدينة غزة.

وأوضحت، أن "صبايا VIP" يستقبل السيدات فقط والأطفال الذكور لعمر 12 عاماً، حفاظاً على خصوصية المكان.

الحصار الإسرائيلي أكبر العقبات..

ولفتت حمودة لـ"أمد"، إلى أنّ شغفها الكبير في افتتاح مكان مخصص للسيدات منذ سنوات عديدة، إلا أن العقبات التي واجهتها كانت عديدة، وأهمها الأوضاع الاقتصادية العامة والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

وتابعت، "من أهم الصعوبات التي واجهتني في تحقيق شغفي أن أغلب الآلات الحديثة ليست متوفرة في الأسواق المحلية، ودخولها صعب إلى القطاع المحاصر، إضافة إلى شُح الأيدي العاملة في مجال الطبخ من قبل السيدات، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية القاسية".

وأشادت حمودة بالإقبال الكبير من قبل السيدات، حيث لاقت الفكرة إعجاب متميز وتحديداً من النساء المنقبات، وطالبات الجامعة، وكبار السن الباحثين عن الهدوء.

وذكرت أن هدفها الأساسي من هذا المشروع، تشغيل أكبر عدد ممكن من السيدات الباحثات عن فرصة عمل، في ظل ارتفاع نسبة البطالة بغزة.

أسعار بمتناول الجميع..

وبينت حمودة لـ"أمد"، أن أسعار "صبايا VIP" تراعي جميع الفئات والطبقات في قطاع غزة، نظراً للأوضاع الاقتصادية العامة.

يُذكَر أنَّ قطاع غزة يشهد فقراً شديداً في أماكن الترفيه والتسلية لجميع الفئات، إلا بعض
المقاهي العامَّة التي يرتادها الشباب من الذكور بشكل كبير، فهي متنفَّسهم الوحيد في ظل خناق كبير على شتى وسائل حياتهم وأبسط حقوقهم من عمل وزواج وغير ذلك، بما
يصعّب ارتياد الفتيات تلك المقاهي وحدهن في بيئة محافظة كغزة.

وتطمح حمودة إلى توسيع هذا المشروع، ليصبح له عدة فروع في مناطق مختلفة من القطاع، وتشغيل أكبر عدد ممكن من السيدات.

ويبقى.. قطاع غزة الأكثر فقراً يواجه صعوبة في أماكن الترفيه والتسلية لجميع الفئات، إلا بعض المقاهي العامَّة التي يرتادها الشباب من الذكور بشكل كبير، فهي متنفَّسهم الوحيد، في ظل خناق كبير على شتى وسائل حياتهم وأبسط حقوقهم من عمل وزواج وغير ذلك، مما يصعّب ارتياد الفتيات تلك المقاهي وحدهن في بيئة محافظة كهذه المنطقة من البقعة الأرضية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار