أمريكا تقول لا فُضّ فوها

تابعنا على:   12:34 2022-08-25

السفير منجد صالح

أمد/ أمريكا تقول وتعيد وتزيد ولا تكلّ ولا تملّ من ترديد:  "أن أي اتفاق نووي مع ايران لن يمنع من محاسبتها على الارهاب"!!

لوتسنّى لنا أن نقرأ هذه العبارة بالمقلوب لاستحسنّاها ولقلنا "وصلنا حقّنا الحمد لله"، لان أمريكا حقّا وفعلا ودون شكٍّ ولا جدال ولا مواربة هي "منبع" الارهاب وأصله وداعمته وراعيته وتفرّعاته المُتشعّبة المديدة العديدة في هذا العالم وفي هذه المعمورة التي تعمل أمريكا على خرابها!!!!

أمريكا منذ بداياتها الاولى قامت وترعرعت على جماجم شعب أمريكا الاصلي الهنود الحُمر، قامت على خداعهم وقتلهم وابادتهم ومسحهم من الخارطة السوسيولوجيةللجنس البشري. أبادت أكثر من 50 مليون هندي أحمر بريء لم يرتكبوا ذنبا إلا وجودهم الاجباري في موطنهم أمام همجيّة وجشع الاوروبيّين الغازين للعالم الجديد

وما أن انتهت أمريكا من ابادة الهنود الحمر حتى "قلبت المجنّ" على الزنوج والسود والملوّنين من مواطنيهم. فاسّسوا العصابات على رأسها عصابة "الكو كوكس كلان"، التي كانت تعذّب "العبيد" وتقتلهم وتغتصب نساءهم "عينك عينك" نهارا جهارا.

حتى يومنا هذا ومنذ الحرب العالمية الثانية ما زال الجنود الامريكان، جنود الاحتلالات الامريكية، تتمترس جزماتهم في ألمانيا رغم قوّتها الاقتصادية والعلمية وفي اليابان رغم تقدّمها التكنولوجي وقدرتها الاقتصادية وفي كوري الجنوبيّة، شاطرة هكذا الشعب الكوري إلى شمالي وجنوبي، كما كانت تشطر فيتنام إلى فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبيّة قبل اندحارها وهزيمتها أمام الشعب الفيتنامي البطل وتوحيد فيتنام.

"أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا" كما يقول شاعرنا المبدع محمود درويش في رائعته مديح الظل العالي، ويضيف "أمريكا وراء الابواب تُهدي كلّ طفلٍ لعبة عنقوديّة!!!".

هذه هي هدايا أمريكا لاطفالنا الفلسطينيين والعرب والمسلمين ولشعوب العالم أجمع!!!!

أليس هذا هو الارهاب الحقيقي؟؟؟!!!!

أمريكا ترعى وتؤيّد وتزوّد اسرائيل بكل أنواع الاسلحت القاتلة، واسرائيل هي قوّة الاحتلال الوحيدة المُتبقّة في القرن الحادي والعشرين

أمريكا هي اسرائيل واسرائيل هي أمريكا، دولتان متشابهتان متناغمتان متحدتان متضامنتان متحالفتان، قامتا كلاهما على الاستيطان وسرقة اراضي الشعبين الاصيلين.

في الحقيقة والواقع وفي عالم عادل من يُحاسب من؟؟ هل تحاسب أمريكا العالم على ظُلمها له أم الاولى أن يُحاسب العالم أمريكا على كلّ الجرائم والفظاعات التي ما زالت تقوم بها.

ذهبت إلى العراق تحت حجّة وجود اسلحة دمار شامل وتحت حُجّة الاطاحة بصدام حسين، لكنّها دمّرت الدولة العراقية وسرقت هي واسرائيل كنوزها التاريخية منذ سومر ونبوخذنصر حتى الان، واغتالت مئات بل ربما آلاف العلماء واساتذة الجامعات العراقيين.

تواطأت أمريكا على تدمير ليبيا واليمن وسوريّا وسرقت خيراتها النفطيّة.

أمريكا الآن تُناطح روسيا في حربها الدفاعية مع اوكرانيا وتناطح الصين في تأييدها لتايوان "الصين الوطنية" سابقا وهي جزء لا يتجزّأ من الاراضي الصينية الشاسعة.

وتستمر أمريكا، من تحت الطاولة، في دعم داعش وكافة التنظيمات الارهابية في العالم. وما زالت تستمرّ في احتلال القاعدة البحرية الكوبية في غوانتانمو وتقيم فيها ابشع سجن في العالم، يُضاهي سجون محاكم التفتيش في القرون الوسطى.

أمريكا لا ترى في هذا العالم إلا أمريكا واسرائيل، بل انها ترى العالم بعيون اسرائيليّة.  لكن أمريكا بكل غطرستها وجبروتها وظلمها لن تستطيع أن توقف عجلة التاريخ، ولن تستطيع أن تقف أمام عدالة السماء، فالعالم لم يعد حكرا على أمريكا ولا حديقة خلفيّة لها، ولم يعد العالم وحيد القطب بل متعدّد الاقطاب مع صعود "الدُب الروسي والتنّين الصيني".

كلمات دلالية

اخر الأخبار