اطلبوا العلم ولو في الصين

تابعنا على:   10:46 2022-08-17

محمد مشارقة

أمد/ لم يعد هناك ما يدهشني في الاحداث، اكثر من تعلقي ومتابعتي لقضايا الفكر الاجتماعي والاقتصادي الجديد، والتقنية الرقمية، لان ازمة البشرية عامة ومشتركة، حجز ويحجز تطورها، احتكار ظالم وجشع. ولأني مسكون كغيري بعدالة عالمية تنصف شعبي الفلسطيني المظلوم والمحتل، المدعوم باعوجاج العلاقات الدولية الذي تقوده المنظومة الغربية، فاني افرح لشغل الصينيين رغم عدم اعجابي بنظامهم. فقد استفاقت الولايات المتحدة، على خطورة استمرار بكين لحل الجزء المنشق عن الوطن الام في جزيرة تايوان بشعار " صين واحدة بنظامين اقتصاديين “، الامر الذي يعني: إن اجلا او عاجلا وكما حدث مع هونغ كونغ ستعود تايوان الى الحضن الصيني. 
أكثر ما يقلق الأمريكي في موضوع تايوان ليس مواجهة النفوذ الصيني فلديها قواعد عسكرية ثابتة في اليابان واندونيسيا والفلبين، بل صناعة رقائق اشباه الموصلات عالية المواصفات التي تحتكر تايوان نحو 64 بالمئة من هذه الصناعة في العالم، وهي الرقائق الضرورية لصناعات الأجهزة الإلكترونية والسيارات وفي مجموعة من الصناعات الدفاعية أيضًا.
 بكين بساستها وزحفها الناعم دون ضجيج وصليل وقعقعة الاساطيل والصواريخ، تمكن من اختراق تايوان بشراكات اقتصادية وتجارية يصعب الفكاك منها، اليك صديقي القارئ|ة بعض المعطيات: 
- يعمل أكثر من 4000 مصنع تايواني داخل الصين، وفي مدينة جيانغسو في كونشان وحدها أكثر من 100000 موظف تايواني.
- توظف شركة Foxconn التايوانية، التي تصنع أجهزة iPhone من Apple، أكثر من مليون شخص في أكثر من 30 موقعًا مختلفًا في البر الصيني. أكبر ثلاثة موردي شركة Apple - Foxconn وWistron و Pegatron جميعهم تايوانيون، يتخذون من الصين مراكز للتصنيع.
- عدا عن كون الصين منصة تصنيع مهمة لشركات تايوان، فالبر الرئيسي للصين هو إلى حد بعيد الشريك التجاري الأكثر أهمية لتايوان، فهو شريك بنحو 40 بالمئة من الصادرات (مقارنة بـ 15 في المائة إلى الولايات المتحدة و16 بالمائة إلى الاقتصادات العشر الأعضاء في الآسيان.. ولهذا فان تخريب الروابط التجارية مع الصين من شأنه أن يلحق أضرارًا اقتصادية خطيرة بالاقتصاد التايواني.
في الخلاصة: التوتر ونذر الحرب في بحر الصين يبدو مصلحة أمريكية خالصة، واحد أهدافها المعلنة هو التسريع في نقل صناعة اشباه الموصلات الى الولايات المتحدة، ووقف تكامل تايوان والتصنيع في الداخل الصيني.

كلمات دلالية

اخر الأخبار