دراسة "تبرئ" الهواتف من التسبب بفرط الحركة لدى الأطفال

تابعنا على:   17:46 2022-08-15

أمد/ كشفت دراسة حديثة عن عدم وجود علاقة سببية بين استخدام الأطفال في سنواتهم الأولى للهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية، وإصابتهم بفرط الحركة في مراحل لاحقة.

كما وجدت الدراسة أن تلك الأجهزة الرقمية على العكس من ذلك، بإمكانها توفير ميزة نوعيه للمصابين بتلك المشاكل تساهم في حفاظهم على مستويات انتباههم ويقظتهم.

وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون بقسم علم السلوك بجامعة ”أوتفوش لوراند“ في المجر، أن ”الأطفال الذين يعاونون من القلق أو العصبية أو اضطرابات أخرى منذ البداية هم من يكونوا أكثر عرضة لاستخدام الهواتف والأجهزة اللوحية بشكل أكبر وليس العكس“.

ووفق الدراسة، فإن ”في حين أن العديد من الدراسات السابقة أشارت إلى أن المشاهدة المبكرة والمفرطة للتلفاز بالنسبة للأطفال في سنواتهم الأولى، يمكن أن تؤدي لاحقا في مشاكل نقص الانتباه واليقظة، ثمة ميزة نوعية توفرها الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية، للأطفال مفرطي الحركة تساهم في الحفاظ على مستوى اليقظة لديهم“.

وذكرت أن ”تلك الميزة تتمثل في أن الأطفال المصابين بفرط الحركة يحتاجون إلى تحفيز مستمر، وذلك يمكن توفيره في المحفزات الملونة سريعة الحركة في ألعاب الفيديو والأفلام الموجودة في الأجهزة الرقمية“.

وتابعت: ”بالتالي فإن العلاقة بين الأجهزة الرقمية وفرط النشاط أو نقص الانتباه هي طريق ذو اتجاهين، حيث تؤثر التأثيرات ثنائية الاتجاه على بعضها البعض“.

وبحسب الدراسة فإن ”الأمر أشبه بالمشكلات الاجتماعية، حيث يميل الأطفال الخجولون أو ذوي المهارات الاجتماعية الضعيفة إلى الإفراط في استخدام تلك أدوات الرقمية، مثل لعب ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون“.

ونوهت إلى أنه ”يمكن أن يكون العالم الافتراضي بالنسبة للأطفال ملاذًا من العالم الاجتماعي الذي يجدون صعوبة في فهمه أو تجربته، لكن استخدام الوسائط الرقمية في العزلة يزيد من عزلتهم أكثر، لكنها ليست هي السبب الرئيس“.

وتوصلت الدراسة إلى نتائجها عبر جعل آباء لأطفال في سن ما قبل المدرسة (تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات)، يملؤون استبيانا حول استخدام الجهاز المحمول أو الجهاز اللوحي الخاص بأطفالهم فضلا عن مشاكلهم السلوكية.

وتابع الباحثون مع أولياء الأمور بعد 3 سنوات من الاستبيان ذاته عندما كان أطفالهم بين سن السابعة والتاسعة، حيث وجد الفريق البحثي أنه كلما زاد قلق الطفل في سنواته الأول، زادت احتمالية استخدامه للأجهزة الرقمية.

وقالت فيرونيكا كونوك رئيسية الفريق البحثي للدراسة: ”لقد وجدنا أن مستوى فرط النشاط ونقص الانتباه في مرحلة ما قبل المدرسة عند الأطفال، يمكن من خلاله توقع مقدار استخدام الهاتف المحمول في فترة المدرسة“.

وأضافت: ”يعني ذلك أنه كلما زاد قلق أو تململ أو تشتيت انتباه الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، زاد استخدام الأدوات الرقمية في المدرسة المبكرة“.

لكن في المقابل، فإن معرفة مقدار استخدام الأطفال للهاتف المحمول خلال مرحلة ما قبل المدرسة، لم يمكن من خلاله التنبؤ بمدى فرط النشاط ومشاكل الانتباه خلال سنوات الدراسة المبكرة للأطفال.

وقالت كونوك: ”يمكننا أن نستنتج أن استخدام الهاتف المحمول في مرحلة الطفولة المبكرة لا يؤدي إلى فرط النشاط أو نقص الانتباه، على عكس مشاهدة التلفزيون على سبيل المثال“.

اخر الأخبار