سأل الطبيب

تابعنا على:   13:01 2022-07-29

كرم الشبطي

أمد/ ماذا بك أيها الطيب المريض
تصرخ وتقول بدنا نعيش بدنا نعيش
قل شكواك وأنت ممددا على السرير
خد نفس عميق وأسمعني صوتك الحزين
آهاتك تعبر عن الكثير ولا يوجد في الظهر شيء
رد عليه الغلبان والمسكين ما لا تراه هو من يؤلمني
شاهد الجسد من الأمام ستعلم أن الحياة كتبت رصاص
لم يقتل ولم ينال من عزيمة الانسان وأنا من واجهت العدو
بحب وبقوة وايمان في عدالة القضية وتحقيق حلم تحرير الأجيال
نحن مجرد عابرين وحاولنا ترسيم حقيقة وإظهار صورة للمشاهدين
وما الغريب في عقلك وأنا أريد علاجك ولا أريدك مكسور الخاطر هنا
يكفي آلام شعبنا وآلام الوطن لا تعد ولا تحصى مهما سمعنا منك الصرخة
لن تخرج للخارج وأنت كما في بطن أمك تعيد المشهد وتلف الحبل على عنقك
لا تستسلم كما استسلمت يوما وأنقذتك يد الرحمة وأخرجتك للدنيا كي تحلم وتحيا
نعم كان هذا حق وحول البشر لصراع أكبر من أي وصف ومن يقرأ اليوم ينتظر الغد
أتعبتني وأخدت من وقتي الكثير وهذا غير مسموح لك وهناك مرضى غيرك في الطابور
ومن قال لك يا دكتور أننا مرضى نحن ضحايا المرحلة ومن تراهم هم من دافعوا عنا
أنت أوجدوك كي تعاقب وكي تحرم البعض من مستحقات لا تذكر ونسبة العجز لا توصف
مجرد رقم يسجل وقلم يشطب اسم كرم لتحيا الحكومة على حساب القهر والمرض الحقيقي أنتم
ليس هي في كشوفات الجرحى ولا كشوفات الشهداء ولا كشوفات الأسرى ولا سجلات اللاجئ فينا
القضية ثورة وتضحية وثمن ونحن قبلنا برغيف الخبز والملح ولم نتأثر يوما وخضنا معارك الكرامة
لكن سؤالي هو سؤال الشعب لأين وصلنا وهل ما زال قاربنا يبحر في عرض البحر ويتجه لشاطئ الأمان
سخر المكان من المكان وتحولت الجلسة لمسرحية هزلية بطولتها عكاز وليس بندقية والبتر ساد حد الجذور
من السبب وعلل أنت وقل لماذا تحكم وتحكم من وتحكم على من و من نصبك قاضى وأنت تحت المحتل قابع
تركب السيارة وتسكن القصر الفاخر والفقير يفخر في حجارة من الذكريات وفي حجارة من بيت العزاء للحياة
تسمى أيام وتسمى أعمار وتسمى عصا تسلط على رقاب الأحرار لأنهم أخدوا قرار الشرفاء وانتفضوا غضبا
هل يسقط الحق مع التقادم وفي أي زمن يقال هذا ونسينا ماذا قال الثائر الفيتنامي عندما شاهد حقيقة السراب
بشر لا نصر لثورة تسكنها الثروة وتحكمها أوراق المال الملعونة ويُخدم عليها الغرب والأعداء بورقة مسمومة
تجرعنا السم مليون مرة ولن نموت أبدا وتعلم لماذا ولأننا ولدنا أحرارا وداخلنا بركانا ولا تعتبروننا رمادا ميتا
احذروا غضب الطيب وغل المقهور ولا تنسوا من حافظ على القسم والعهد رسالة الوفاء والمجد لمن يستحق الخلود
وبدنا نصرخ ونسمع الصوت بدنا نعيش بدنا نعيش وما تفكر حالك شاويش وسجان وشعبنا مجرد فقاعات من دراويش
نتفوا ريش التاريخ وما حد قدر عليه لأنه مطحون وبفكر وبتحمل كرمال فلسطين مش خوف ولا جبن وقدروا نبض الكلمة
ما تخلوها مثل السيف وخلوا سيفنا موحد بوجه الظلم أينما كان وكيف ما علمنا تشي جيفارا ومات بسبب راعي الأغنام
شعرتم كيف الجهل عمل فينا وشعرتم كيف التخلف وصلنا للفرقة ومزق خارطتنا و العالم كله اتغنى فيها واكسروا المجرة
توحدوا وفاجئوا البشرية قبل ما يحدث إلي مش على البال ولا على الخاطر وما تلوموا انسان فقد قوت الأطفال والحرية

كلمات دلالية

اخر الأخبار