مبادرة ناصر القدوة للإنقاذ.. الأولوية هي استعادة فتح لدورها أولًا
محمد مشارقة
أمد/ يمكن القول، ان مبادرة الانقاذ التي طرحها عدد من السياسيين الفلسطينيين من مشارب سياسية مختلفة، تعد الانضج والاوضح بين كل المبادرات التي تحاول استعادة الامل بالمشروع التحرري وترميم الحالة السياسية التي يصفها القدوة بانها الأكثر انحطاطا منذ النكبة الفلسطينية الاولى.
فالآليات التي طرحتها "مبادرة الانقاذ" حالة متقدمة في الفكر السياسي، بما فيها المبادئ الحاكمة، بدمقرطة النظام السياسي عبر الانتخابات، واستعادة الوحدة وانهاء الانقسام عبر مفهوم متقدم للشراكة الوطنية بمقابل عودة غزة للنظام السياسي والإداري الفلسطيني وأخيرا اعادة بناء مؤسسات م. ت. ف. وتشكيل حكومة جديدة بمعزل عن شروط الرباعية الدولية.
لكن هذه المبادرة ستظل في اطارها النخبوي حتى لو وقع عليها مئات الاف الفلسطينيين اليائسين من الحالة المنحطة التي وصلتها القضية، لان أصل المشكلة هو فئات من المستقطبين مصلحيا على طرفي الانقسام المتنفذين المتحكمين بالنظامين في غزة ورام الله. واستمرارهما مرتبط بالمصلحة الإسرائيلية وترتيباتها لإدامة الانقسام وقطع الطريق على الاستقلال وتقرير المصير ووحدة الشعب والأرض.
هذه المبادرة، كان يجب ان تبدأ من القاعدة الشعبية العريضة لحركة فتح، لان المطلوب هو انقاذ فكرتها الوطنية الجامعة وليس "استعادتها من خاطفيها" عبر عمل من خارجها وروافع من نخب يسارية وليبرالية فشلت أساسا في دمقرطة وتفعيل احزابها وفصائلها او تقديم بدائل متقدمة.
البداية والاولوية في مشروع الانقاذ يجب ان يبدأ من فتح لان بوصلتها الوطنية التي تأسست عليها، جامعة وموحدة وليست أيديولوجية مغلقة، مرتهنة الى الروافد السياسية الكارثية، القومية واليسارية والإسلامية. فتح هي خلطة من كل هؤلاء، واستعادتها هدف سيكتب له النجاح، اذا تم الاشتغال على قانون المحبة واستشعار الخطر ، لان وحدة الحركة بجهد من داخلها بات مطلب كل قواعد الحركة واقاليمها التي تتوق الى ديمقراطية حقيقية ، من القاعدة الى القمة ،استنادا الى النظم واللوائح الداخلية ، وهي الاليات التي انقذت الحركة في اصعب ظروفها ومسيرتها على الدوام.. وحتى الذين تعسفت القيادة المتنفذة بحقوق عضويتهم وفصلتهم دون نظام وقانون ضامن لحقوق الأعضاء بمن فيهم المفصولين من الهيئات الاولى للحركة.
. الاولى، ان تبدا المبادرة التي قادها القدوة من فتح، بتضمين الفكرة الرئيسية التي طرحها لاستعادة الوحدة وانهاء الانقسام باعتبارها أساس فكرة حركة فتح، وكان يمكن ان يضاف لوثيقة انقاذ فتح ما ذكره القدوة في المؤتمر الصحفي ولقاءاته التلفزيونية اللاحقة، ان على الحركة ان تستوعب المتغيرات التي طرأت على المجتمع الفلسطيني في العقدين الماضيين ، وفتح الأبواب لمشاركة الشباب والمرأة ورفد الحركة بتيار كبير من الوطنيين الذي يجدون في فكرة فتح الوطنية الجامعة بيتا لهم وتمثلهم .
الامل معقود من الوطنيين الفلسطينيين على ناصر القدوة ان يستعجل بمبادرة لإنقاذ فتح واستعادة وحدتها أولا ، بما يتمتع به من ثقة واحترام ومصداقية داخل الحركة وفي الصف الوطني .